okaz_culture@
صدرت عن دار أوترومون الفرنسية في أكتوبر 2016 للأوروغوايي ماريو بينيديتي، روايته الأولى، (من منا يستطيع الحكم) التي نشرت في عام 1953 ولم تترجم مطلقا للغة الفرنسية. وهذه فرصة القراء الفرنسيين لاكتشاف أو إعادة اكتشاف هذا الكاتب الذي يحتل مكانة كبيرة وأهمية رئيسية في الأدب الأمريكي اللاتيني.
يعتبر ماريو بينيديتي الروائي، والكاتب، والشاعر، (1920-2009) شاهدا على تاريخ الأدب الحديث في أمريكا الجنوبية وأحد صانعيه، إذ لعب دورا فاعلا في الثقافة والسياسة، وتعليم الأدب في الجامعة كما كان أحد مناضلي بلاده قبل أن يضطر للرحيل إلى المنفى. عاش في الأرجنتين، والبيرو (حيث سجن لأسباب سياسية)، ثم هاجر إلى ألمانيا وإسبانيا وكوبا، قبل أن يعود إلى مونتيفيديو. تجربته الشعرية فريدة من نوعها وازدادت تألقا حتى في السنوات الأخيرة من حياته. ويبدو أنه كان أقل عطاء في مجال السرد، لكن ذلك لم يمنعه من نشر بعض الروائع الأصيلة مثل حكايات بالحنين أو بدونه (1977) ورواية بريمافيرا أو الربيع في مرآة مكسورة (1982)، التي لم يعد بإمكاننا الحصول عليها في النسخة الفرنسية بعدما اختفت من المكتبات. على المستوى العربي فقد ترجمت بعض أعماله إلى العربية مثل الهدنة بترجمة بديعة لصالح علماني وعشيقات الماضي البعيد بترجمة علاء شنانة. لكن هذه الرواية التي نحن بصدد مراجعتها، فحسب علمي المتواضع، أعتقد أنها لم تترجم بعد.
كتب بينيديتي رواية (من منا يستطيع الحكم) عندما كان شابا، وهي توظف خطاطة مثلث الحب، هذا الموضوع الصالح لكل زمان ومكان، كما أنه أحد الموضوعات التي لا تنضب. ولكن ليس هذا هو الجانب المهم؛ إذ يهتم كاتبنا الشاب بتمحيص العلاقة القاسية بين الشابين والفتاة مراقبا المبارزة العنيفة التي ستحدث لكن الفتاة تقابلها باللامبالاة. العلاقة لا تحكمها نوعية العلاقة الاجتماعية ولكن طبيعة الإنسان نفسه.
صدرت عن دار أوترومون الفرنسية في أكتوبر 2016 للأوروغوايي ماريو بينيديتي، روايته الأولى، (من منا يستطيع الحكم) التي نشرت في عام 1953 ولم تترجم مطلقا للغة الفرنسية. وهذه فرصة القراء الفرنسيين لاكتشاف أو إعادة اكتشاف هذا الكاتب الذي يحتل مكانة كبيرة وأهمية رئيسية في الأدب الأمريكي اللاتيني.
يعتبر ماريو بينيديتي الروائي، والكاتب، والشاعر، (1920-2009) شاهدا على تاريخ الأدب الحديث في أمريكا الجنوبية وأحد صانعيه، إذ لعب دورا فاعلا في الثقافة والسياسة، وتعليم الأدب في الجامعة كما كان أحد مناضلي بلاده قبل أن يضطر للرحيل إلى المنفى. عاش في الأرجنتين، والبيرو (حيث سجن لأسباب سياسية)، ثم هاجر إلى ألمانيا وإسبانيا وكوبا، قبل أن يعود إلى مونتيفيديو. تجربته الشعرية فريدة من نوعها وازدادت تألقا حتى في السنوات الأخيرة من حياته. ويبدو أنه كان أقل عطاء في مجال السرد، لكن ذلك لم يمنعه من نشر بعض الروائع الأصيلة مثل حكايات بالحنين أو بدونه (1977) ورواية بريمافيرا أو الربيع في مرآة مكسورة (1982)، التي لم يعد بإمكاننا الحصول عليها في النسخة الفرنسية بعدما اختفت من المكتبات. على المستوى العربي فقد ترجمت بعض أعماله إلى العربية مثل الهدنة بترجمة بديعة لصالح علماني وعشيقات الماضي البعيد بترجمة علاء شنانة. لكن هذه الرواية التي نحن بصدد مراجعتها، فحسب علمي المتواضع، أعتقد أنها لم تترجم بعد.
كتب بينيديتي رواية (من منا يستطيع الحكم) عندما كان شابا، وهي توظف خطاطة مثلث الحب، هذا الموضوع الصالح لكل زمان ومكان، كما أنه أحد الموضوعات التي لا تنضب. ولكن ليس هذا هو الجانب المهم؛ إذ يهتم كاتبنا الشاب بتمحيص العلاقة القاسية بين الشابين والفتاة مراقبا المبارزة العنيفة التي ستحدث لكن الفتاة تقابلها باللامبالاة. العلاقة لا تحكمها نوعية العلاقة الاجتماعية ولكن طبيعة الإنسان نفسه.