@Okaz_Culture
بقاعة إدمون عمران المليح وسط المعرض الدولي للكتاب بكازا بلانكا المغربية، مساء الأربعاء الماضي، استمع الحاضرون واستمتعوا بالتعريف ومناقشة رواية «المغاربة» للروائي عبدالكريم جويطي.
في بداية قراءة رواية «المغاربة»، (400 صفحة)، كما يصفها الناقد أحمد زريق، تهيب بما اقتضته تجربة الناقد المتمرس في التعامل مع النصوص الروائية الطويلة بالتأسيس لألفة خاصة تحفز على الارتباط بالنص الروائي والوفاء له وحده قراءة ومُصاحبة، مشيرا إلى أن مما قوى تلك الألفة، معرفة الناقد بفضاءات المنطقة التي عمل فيها موظفا في فترة الثمانينات من القرن الماضي، ودرى بعض شعابها ووهادها، مشيدا بقدرة الكاتب عبدالكريم جويطي على السرد والوصف الأنيقين.
يجمع كل المطلعين على رواية «المغاربة» أن كاتبها جويطي بذل جهدا كبيرا في الاشتغال على اللغة، وهو ما جعل نصه الروائي حافلا بالكثير من اللمعات الجمالية التي توزعت بين ثنايا النص الروائي، خصوصا في أخيلته وصوره، ذاكرين الرواية بأنها استثمار مضنٍ ومتعب لتجارب عبدالكريم الجويطي في الحياة، وأن ذلك يظهر في التأملات التي تخترق الرواية من بدايتها إلى نهايتها؛ من ذلك تأمل الكاتب في العمى (ص 157/158)، ووقفته على العكاز، وتأمله في الانتظار ودلالاته (ص 175)، وتأمله في ليل بني ملال (ص 237) وهي تأملات تنم عن مستوى راقٍ من وعي الذات المبدعة بمحيطها الاجتماعي والسياسي والثقافي، إضافة إلى أنها تمنح العمل الروائي عمقا كبيرا افتقدته الكثير من الأعمال الروائية المغربية والعربية.