البيضاني متحدثا للزميل علي الرباعي.
البيضاني متحدثا للزميل علي الرباعي.
-A +A
حاوره: علي الرباعي
Al_ARobai@

بقدر ما يتمتع به الشاعر علي البيضاني من عفوية الحديث وبساطة الشخصية، على قدر ما يمتلك من ثقافة ووعي وعطاء لا حدود له. يتمثل في توفيقه بين عمله التربوي في التعليم، وبين نجاحاته في إدارة جمعية الثقافة والفنون في الباحة، فضلا عن حضوره الشعري خصوصاً في حفلات العرضة وعلاقاته الأسرية والاجتماعية. وهنا بثنا شيئاً من شجونه وأطلعنا على بعض التفاصيل:


• من أين جئت للشعر؟

•• مجتمع الشعر يولّد هاجس الشعر، أنا من بيئة شعرية وجدي شاعر معروف، والمجتمع الذي كنت أتسامر فيه شاعري بامتياز، وولد الشعر من نفسه، إلا أن الظروف هي التي ساقتني للميدان. بدءا من حضور الحفلات والمشاركة بقصائد عرضة، ولم تكن في ذهني، إذ كتبت الشعر منذ المرحلة المتوسطة، ومن المراقبين من قال لي أنت شاعر ميدان لا شاعر مجالس، فالشاعر فطري في داخلي.

• ما هي روافدك شعرياً؟

•• شاعر العرضة الجنوبية من كثرة الحضور والممارسة تتكون ثروته إضافة إلى القراءة والاطلاع والاستماع، ومواقع التواصل اليوم تضخ شعراً ونثراً.

•هل يأتي شاعر العرضة في كل حفلة بجديد؟

•• مستحيل مهما كانت قدراته، ومهما كانت المناسبة، وربما يغلب التكرار وإذا خرج شاعر من حفلة بـ20 % من شعر جديد فكثر الله خيره.

• أنت شاعر حذر ورقيبك يحد من الخروج عن النص؟ أليس كذلك؟

•• هنا إشكال، إذ إن الوضع العام والكيان الاجتماعي، يحدان من حرية 50% من شعراء العرضة، فهناك شعراء لا يضعون أي اعتبار للقيم والثوابت ما يدفعهم للغلط، وأنا لست ثورياً بطبعي ولا أحب الثورات ولا الثائرين. هناك شعراء لا يراعون أي اعتبارات اجتماعية أو أسرية أو حتى رسمية ونخبوية وهؤلاء قلة إلا أنهم متوفرون في معظم الحفلات وكما جاء في الأثر (إن لم تستح اصنع ما شئت).

• ألا تخشى على شعبيتك؟

•• الشعبية لا تمنحها البذاءة أو التطاول على خلق الله، أو الطرح المسف. بل إن الكلمة الراقية تمنح شعبية وتحفظ مكانة الشاعر، والجمهور الراقي لا يرحم، وهو ناقد أول منذ سماع القصيدة.

• هل أنت شاعر رمزي؟

•• نعم في المحاورة نتحفظ. وفي القصائد العامة لنا رمزية خصوصاً في تناول بعض المواضيع، ولا نتحرج أحياناً من تناول الشأن العام، وتحدثت عن الرواتب، وقضايا المنطقة.

• مع من تتحاور بحرية كبيرة؟

•• مع عبدالله الهريري، وعبدالواحد الزهراني، ومنهما أتعلم حتى اليوم، وأستمع لقصائدهما بشكل مختلف، ولا أتحرج من وضعهما موضع القدوة.

• من هو الشاعر الذي تتفادى محاورته؟

•• لا أتحاور مع جاهل، أو صعلوك غير نبيل.

• هل هناك صعاليك نبلاء؟

•• بالطبع ومنهم الشنفرى، والسليك، وأنا لست ضد الصعاليك النبلاء لكني لست منهم، وبعض الصعاليك ترتفع أسهمه بالصعلكة الشعرية خصوصا إن لم يكن له مصدر دخل آخر.

• ماذا عن الحسد؟

•• عدوك صاحب مهنتك، لا يهمني الحساد في ميدان العرضة، بل يهمني ماذا قدمتُ في الحفلة. وفي الأعوام الخمسة الأخيرة تكاثر الحساد والمنغصون وتغيرت الأساليب وحتى أرباب الحفلات تغيرت أخلاقهم، وكذلك الجمهور، وليت أن الأمور تتوقف عند الحسد، بل إن البعض يحضر خصيصاً ليخرّب عليك، ويؤثر عليك عند أصحاب الحفلات. وتعرضت لمواقف أن بعضهم وجه لي دعوة من خلال شاعر يظهر الصداقة إلا أنه اعتذر باسمي دون أن يبلغني وعلمت لاحقاً بذلك.

• بماذا ترد على من ينظرون إلى شعراء العرضة على أنهم متسولون؟

•• أخذ المقابل المادي على الشعر ليس تسولاً؛ إذ إن الشعر نشاط مثل أي نشاط آخر، وعلمت منذ عامين تقريباً أن الشاعر اللبناني الراحل سعيد عقل كان يرفض الحضور إلى أمسية إلا بمبلغ مالي مشروط مسبقاً، وهناك شعراء معاصرون يكتبون بالفصيح والشعبي يشترطون مبالغ ولهم مكاتب علاقات عامة تتواصل وتحصّل، فالمبالغ التي نحصل عليها مقابل مشاركتنا في الحفلات ليست تسولا بل جرت به العادة كوننا نترك أسرنا والتزاماتنا ونتفرغ للعرضة، وكعب بن زهير نال بردة، والمتنبي كان يجاهر بطلب المنصب والمال من كافور في قصائد عدة ولما يئس هجاه.

• ألا يوجد متسولون؟

•• يوجد متسولون من شعراء يقطعون عليك القارعة ليمدح من لا يستحق المدح بطريقة مستهجنة، ويمدحون أناساً خارج الحفلة لعلمهم أنهم يعطون، وأنا ضد مدح من ليس أهلا للمدح مهما دفع من مال.

• هناك في بعض الحفلات مؤشرات على خلاف حاد بين الشعراء ما مدى حقيقته؟

•• بعضه حقيقي وبعضه مفتعل.