-A +A
حسن عبده صميلي*
هذا المخاضُ

على إيمانِ سيدةٍ


تخون هالتُهُ

ترتيلةَ الغبشِ

هذا الكمانُ

بموسيقاه

عاريةٌ شخوصُهُ

كقنوتٍ ضاع في العطشِ

هذا الحصادُ

جفافُ الغَوْلِ أنهكه برعشةٍ

تَمَّحي في كفِّ مُرْتَعِشِ

***

ومن نوافذَ

لم تأبه بمن عبروا ماءَ اليواقيتِ

كانت تعبر الفوضى

مسيَّجاً

بضلالاتٍ تلبَّسها رملٌ

تلبَّسها جوعُ الحصى أيضا

ومثقلا بثقوب النارِ

ليس هنا سوايَ

يمنح خبز الخيبة النبضا

***

أفرُّ

من عَرَقِ الفانوسِ

صوب خطى أمي

فيلقفني في الرحلة اللصُّ

أفرُّ

من سَفَرِ التأويلِ

للقدر العاري

فيمثل في التغريبةِ النصُّ

أفرُّ

ثم تفرُّ الطينة الْـ(بدأتْ) هروبها

ليُنادَى:

«في الفتى نقصُ»

***

كهولةُ الثلج

تستجدي ملامحنا بين القرى

وبها يساقطُ النأيُ

بها ضياءان من لا شيء

من عدمٍ

يُعيذُهُ في ارتباكِ العتمةِ الوحيُ

بها نشيجُ الخطايا

ظَلَّ يمنحنا طُهْرَ الرداءِ

وفي إغوائه العُرْيُ

***

على تخومٍ من الأحجارِ

ساجدةٌ هذي الشقوقُ

يصلي حولها الفيءُ

على جماجمَ

من لا وعي ثم يدٌ

تراوغُ الشيءَ حتى يولدَ الشيءُ

ومن عذوق شياطينٍ على جسدٍ

لوحٌ يقول:

«أنا في الرحلةِ البدءُ»

*شاعر سعودي