د.سعود الصاعدي
د.سعود الصاعدي
-A +A
رؤية: د.سعود الصاعدي
الصورة هي الشعر إذا ما نظرنا إلى أنها هي الفكرة ذاتها في مستواها التصويري التخييلي. والأهم في الصور الشعرية أن تتحقق لها عدة عناصر هي ندرتها وغرابتها والبعد الحركي فيها مع الإيغال في التفاصيل الصغيرة والتقاط الهامش قبل المتن، وقلب معادلة الربط بين المحسوس والمجرّد، بجعل الأخير الفرع أصلا والأصل فرعا، أي ببساطة تحويل المحسوس إلى مجرّد ذهني، وهذا غالبا ما يتحقق للشاعر الذي يتمتع بمخيلة خصبة وواسعة وشديدة الملاحظة، لكن أسوأ ما يمكن أن يحدث للصورة أن يتم إنتاجها في تركيب رديء يفسد رحابة الخيال الذي أنتجها؛ لأنّ صناعة الصورة أهم من الصورة ذاتها؛ فالصورة تبقى في المخيلة حتى تتحوّل إلى فعل شعري وهي لا تكون كذلك إلا بعد أن ترتدي رداءها اللغوي في أجمل حلّة، فإذا ما خلت من حسن التركيب والصياغة كانت أشبه بصورة فوتوغرافية احترقت قبل التحميض !