انطلاق الجلسات الأولى لليالي المسرح في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض أمس الأول.
انطلاق الجلسات الأولى لليالي المسرح في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض أمس الأول.
-A +A
أروى المهنا (الرياض)
arwa_almohanna@

لخّص الكاتب المسرحي عبدالعزيز السماعيل أزمة تأليف النصوص المسرحية في أن «المجتمع المحافظ ينتج لنا مؤلفاً محافظاً، والذي بدوره سينتج نصاً محافظاً»، مضيفاً إلى ذلك أن غياب العنصر النسائي يشكل مشكلة اجتماعية مهمة، إذ «نتواطأ بشكل أو بآخر بقصد أو بغير قصد في تهميش المرأة»، كون «غيابها عن المسرح أزمة بحد ذاته»، مشدداً على أن «أحد أهم نجاحات المسرح هو حضور العنصر النسائي»، رغم أن المسرح السعودي حقق حضوراً فنياً مميزاً.


بينما نفى الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي وجود أزمة في التأليف المسرحي، فالنص موجود، والمؤلف موجود، والنجاحات التي حققها المؤلف المسرحي السعودي أيضاً موجودة، مستشهداً بالجوائز التي حصدها المسرحيون عربياً، إذ أن النص السعودي هو المحرك الفاعل والمتفاعل الذي يحرك المسرح السعودي، مؤكداً وفرة النصوص المسرحية السعودية، التي تعد الأولى على المستوى الخليجي.

فيما سرد المخرج العراقي سمعان العاني تجربته مع المسرح السعودي والتي بدأت عام 1970 إيمانا منه بدور المسرح وأهميته في حياته الأكاديمية، إذ قام بدراسة المسرح واكتشف أن «عالم المسرح كبير كالبحر في تلاطمه وعمقه وأسراره» مستذكراً وصوله إلى المملكة العربية السعودية، إذ «شاءت الأقدار والصدف لأكون أنا سمعان العاني مخرجاً للمسرح السعودي في جمعية الثقافة والفنون ولتكون هذه المرحلة الأهم في حياتي العملية فكانت تجربتي ثرية مع السعوديين».

وأشار العاني إلى أن مواكبة فصائل الثقافة في المملكة كان تحدياً، «فكانت المعاناة موجودة والتضحية حاضرة والصبر مطلوبا»، رغم تواطؤ بعض المسؤولين عن «الحركة المسرحية والظروف التي أرادت إجهاضه والقضاء عليه مازال مستمراً بعطائه وإبداعه»، منبهاً لخطة كانت مفتعلة «لقتل الحركة المسرحية والتجربة فيها على حد وصفه في ظل عدم اعتراف رسمي حقيقي بالمسرح السعودي للآن».

ولخص العاني التجربة في أربع مراحل، وهي «المرحلة الأولى أطلقت عليها الانطلاقة الإيجابية للمسرح السعودي عام 1399 هـ، والمرحلة الثانية سميتها الهجرة الخارجية للمسرح السعودي والاغتراب الداخلي للمسرح في عام 1408 هـ، المرحلة الثالثة، وكانت مرحلة الجمود والحذر والتوقف ما بين عام 1418 و1428، والمرحلة الرابعة هي مرحلة العودة ما بين عام 1482 و 1430».

وأوضح العاني أن مرحلة الجمود انصاعت بها إدارة الجمعية من بعد الشجاعة والقرار الحاسم في دعم المسرح للتآمر على إجهاضه حتى هاجر المسرح السعودي لمهرجانات خارجية بحكم سيطرة الصحويين.

فيما عرض المخرج المصري صبحي يوسف تجربته المسرحية في المملكة تحديداً في منطقة القصيم خصوصاً في محافظة بريدة حيث كان يعمل في جامعة الملك سعود «بدأت تجربتي في جامعة الملك سعود في تقديم عروض مسرحية في الجامعة إلى أن وسعنا نشاطنا لنقدم عرضا مسرحيا أول في محافظة الرس وفوجئت وقتها بتعطش الناس للمسرح حتى غصّت القاعة بالحضور». وأشار يوسف إلى دعم الأمير فيصل بن بندر وقتها لحركة المسرح السعودي إذ إن «المؤلف هو المحرك للمسرح وليس فقط النص ويأتي ذلك حسب الظروف التي يعايشها المؤلف مثلاً تجربة صالح زمانان في منطقة نجران ليس حوله حراك مسرحي فهذا يجعلنا نقرأه فقط ولانشاهده رغم عبقريته».