جانب من حضور حفلة تكريم الوابلي مساء أمس الأول في الدمام.  (تصوير: سامي الغامدي)
جانب من حضور حفلة تكريم الوابلي مساء أمس الأول في الدمام. (تصوير: سامي الغامدي)
درع تكريمية للراحل الوابلي في الحفلة تسلمها ابنه جهاد.
درع تكريمية للراحل الوابلي في الحفلة تسلمها ابنه جهاد.
-A +A
سعيد الباحص (الدمام)
saeedokaz@

اكتفى الفنان ناصر القصبي في كلمة صوتية مسجلة في تكريم الراحل الدكتور عبدالرحمن الوابلي (1958- 2016) في «القطيف الثقافي» بالتعاون مع «ثقافة الدمام» أمس الأول، مؤكداً أن «الدراما السعودية خسرت برحيله فارساً خلاقاً»، ومع قصر المدة التي تعاون فيها معه إلا أن بصمته عميقة ومؤثرة، كما أسف القصبي على رحيله وهو لم ير تجربته في حلقات «العاصوف».


وأشار القصبي إلى أمرين لافتين في شخصية الوابلي هما تفانيه في العمل، واصفاً إياه بالعجيب والآخر شجاعته في تناول ما يعد أنه خطوط حمراء، قائلاً إنه درامي مختلف، ممتدحاً الراحل بصفات عدة قائلاً إنه مناضل حقيقي يتمتع بصلابة صادقة، وفي نفس الوقت هو بسيط لدرجة أنك لا تشعر بوجوده مع عمق فضائه الفكري، وكان يجمع بين العمل الدؤوب وإنكار الذات، وصفه الكثيرون بالمرونة وأنا أصفه بأنه أكثر من مرن لأن ما كان يريحه أن يكون العمل متفقا عليه ومتقنا، لقد كان فقده خسارة ليس للدراما فقط بل خسارة للصحافة والباحثين بل كان خسارة للوطن كله.

وشارك في هذا الاحتفاء الذي أداره عاطف الغانم، ثلة من قامات العمل الثقافي ضمت كلاً من جعفر الشايب وعبدالله الوابلي والدكتور عبدالسلام الوايل ومنسي حسون والشاعر السيد هاشم الشخص والإعلامي والكاتب ميرزا الخويلدي. كما تخلل الحفلة فيلم تصويري لمقاطع من لقاءات ومقابلات مع المحتفى به متحدثاً فيها عن بعض أفكاره وآرائه التي كشفت عن غزارة عقله ووافر ثقافته، وفيديو آخر يعرف بنشاط ومسيرة منتدى الثلاثاء الثقافي. عاطف الغانم في افتتاحيته برنامج الحفلة أشار إلى اهتمام وتميز منتدى الثلاثاء في التواصل مع مجمل الحركة الثقافية في أنحاء الوطن، إذ تأتي مبادرته في تكريم الفقيد الوابلي كونه علماً نقش في ذاكرة الوطن فكراً مستنيراً تخلده الأجيال، معرفاً بالمحتفى به فهو الدكتور عبدالرحمن بن محمد يوسف الوابلي من مواليد مدينة بريدة حاصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة شمال تكساس الأمريكية، وعمل أكاديمياً بكلية الملك خالد العسكرية بالرياض، واشتغل بالكتابة في جريدة الوطن، وقدم حلقات لمسلسل «طاش ما طاش» و«سيلفي»، وأسس لنظرية إدارة الفقر وإدارة الوفر.

بعد ذلك تحدث راعي منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف جعفر الشايب قائلاً إننا نحتفي اليوم بمثقف تنويري تفاعل مع قضايا مجتمعه الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية، مجسداً في مسيرته قيماً إنسانية ومواقف ثابتة، موظفاً ما يمتلك من أدوات في تنمية الوعي الوطني والاجتماعي لمواجهة الفكر الظلامي واتجاهات التطرف عبر طرح أفكار تميزت بالبساطة في العرض والعمق في المضمون أسهمت في تشكيل وعي نقدي وبناء ضد مختلف أشكال الممارسات الإقصائية.

عبدالله الوابلي، أخ المحتفى به والرئيس السابق للجمعيات السعودية التعاونية أبدى شكره لمنتدى الثلاثاء الثقافي على مبادرته، والتي وصفها بأنها أعطت معنى الحياة للفكر الذي حارب الفرقة والظلامية، وتحدث عن قربه من أخيه الراحل عمراً وفكراً، إذ أورد بعضاً من قصص الطفولة التي قرأ من خلالها شخصية الراحل التي اتسمت منذ صباه بالصدق ومحبة الناس ومساعدة ذوي الحاجة.

فيما أشار الدكتور عبدالسلام الوايل أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود لدور المثقف في المجتمع، واصفاً الراحل الوابلي بأنه من القلائل الذين انطبق عليهم مصطلح «المثقف العضوي» الذي نظر له الفيلسوف الإيطالي غرامشي، إذ تجلى ذلك في اهتماماته الاجتماعية وكتاباته. فمشاركته في حلقات «طاش ما طاش» تركزت على هم الوحدة الوطنية ومنطلقاتها الإنسانية، كما تناولت قضايا المرأة التي سببت له بعض اللغط الاجتماعي بسبب الفهم السطحي والموروث المنغلق ولكنه لم يتأثر بها لوضوح الرؤية ونضوج الفكرة لديه.

الصديق المقرب من الراحل الوابلي الناشط الاجتماعي المهندس منسي حسون تحدث عن علاقته بالدكتور الوابلي واصفاً إياها بالفرادة لأنها تعمقت بشكل تدريجي بسبب القيمة الفكرية العالية في الحوار بينهما، وكذلك لما تتمتع به هذه الشخصية من وطنية تجاوزت الحدود المناطقية والعرقية واصفاً وطنيته بـ«الخيالية».

وكان ختام الحفلة بتقديم درع المنتدى التذكارية لأسرة الراحل الكبير الدكتور عبدالرحمن الوابلي، الذي استلمه ابنه الأكبر جهاد.