السيد حيدر الشيخ علي يعلن وينتحل ويصرح بأنه هو بطل «الآن هنا»، وبكل ثقة وإيمان لجريدة «عكاظ» مخطئا بالاسم (طالع العريضي)، واسم الشخصية الأساسية «طالع العريفي»، منتحلا الشخصية حسب هواه وهو الذي قرر أنه بطل رواية «الآن هنا»، ويكمل حديثه بأن عبدالرحمن لم يذكر تفاصيل عذاباته وما حصل معه، وأغفل كثيرا من التفاصيل المهمة، وأحداث مسجلة بالأشرطة أهملت.
وهنا وضمن قوس (طالما تعتبر أنك أنت بكامل أهليتك ومتذكر كل التفاصيل بالإمكان تسجيل روايتك ومعاناتك ونشرها بأسلوبك الخاص)، ونعود لنرى كيف ظهر مناقضا نفسه هو والسيد فالح عبدالجبار اللذان يصران على انتحال الشخصية الأساسية وعلى رواية «الآن هنا» وبتناقض مع الذات بأنه لم يتناول عبدالرحمن عذاباته ومشاهد تعذيبه التي كانت أبدع وأهم وكل هذا في جو من الارتباك والتناقض. ويكرر أنه لا يفتش عن الشهرة ونراه مصرا على انتحال الشخصية التي تحمل في ثناياها آلاف التفاصيل ومن الغنى والكثافة، لينتحل أجواء رواية من الغنى والكثافة والتي تحتشد فيها شخصيات كثيرة ومهمة ومعروفة في عالم السجون. الواضحة من اسمها واسم الشخصية الرئيسية «طالع العريفي» ومن التقاهم في سجنه وحاورهم ومن موران ومن الشهري ومن سجن العبيد والتعذيب تحت شمس الصحراء بالأقفاص المحيطة بالعقارب، ومن السفر إلى مشفى في براغ وحوله الأطباء والممرضات الإنسانيون والتي نشأت علاقات مع البعض.
وكل هذه التفاصيل الكثيرة بـ٥٣٢ صفحة ليس له أي علاقة بها ومن هنا يجب أن نتوقف عند هذا وننقذ «طالع العريفي» من هذا التمزق باللجوء إلى من يردّ لعبدالرحمن وأبطاله الاعتبار بالطرق الضرورية، وقد سبق من لفق له سيرة ذاتية اضطر إلى وضع محام وملاحقة الجريدة التي زورت دون الرجوع إليه وهو على قيد الحياة. قد نكون مضطرين لذلك قبل أن تسلب منه كل رواياته لصالح الآخرين للأسف كما قال عاصم الباشا: بعد حين يفتشون على نسب مدن الملح لأب آخر ومكان آخر.
الرد على فالح عبدالجبار والسيد حيدر:
«الآن هنا»، والمتاجرة بها لتحقيق أثمان أكبر بكثير من قصدهم وكلمهم عن الحقوق: أسفرت متابعة فالح عبدالجبار ودون الاعتذار عن الألقاب كما يقال لأنه بتصرفاته ومن خلال تعرضه للروائي عبدالرحمن منيف الذي عاش وعمل وكتب ما يمليه عليه ضميره والذي كان منحازاً بحق مع الحقيقة وحقوق الإنسان في أي مكان وأي منطقة.
تعرض فالح عبدالجبار لعبدالرحمن منيف كشخص زور وسطا على أشرطة دون إذن وانتحال بطل «الآن هنا» طالع العريفي لشخصية أخرى واردة بالأشرطة، بالإضافة إلى فقر مخيلة منيف لدرجة أنه قد يكون مرضه بمعنى أنه ضيع وكتب ومات بعدها وكثير من القدح والذم ويمحيها بتقلباته بين اتهام الصحفي بتزوير كلامه وبين تكرار روايته كل مرة لا يخجل بها كذب وتغيير في الكلام وافتراءات كبيرة مثل المطالبة بالأشرطة حد التفاني وانتحل حسب كلامه شخصية «بيكت» وعاش عمرا يتجاوز تسعا وعشرين عاما ينتظر «غودو» المسكين!
وكل هذا عبر الصحافة السعودية، وعبر صحفيين تجاوزوا أخلاقية العمل الصحفي، مكررين بذلك أسلوبهم في كل تعدياتهم السابقة، متجاهلين حق الرد من عائلة منيف والتي طالت عبدالرحمن ليس في التعريض النقدي لروايته التي يحق للنقد أن يتناولها، وإنما في التعرض للرجل في قواه ومخيلته وإعلان وفاته بعد كتابة «الآن هنا» كما ادعى صاحب المقال بأن عبدالرحمن منيف كتب الرواية وكان في حالة مرض وكتبها ومات وحسبه بأن «الآن هنا» نشرت بسنة ١٩٩٠، ومن هنا يُسأل فالح عبدالجبار: من كتب بقية الروايات والدراسات والمقالات لغاية بداية ٢٠٠٤؟ وهذا مثل بسيط مثل كافة تعدياته وافتراءاته التي تخرج عن الحقائق واللياقة في تناول عمل روائي.
لن أفند ادعاءاته في عدد الأشرطة ومدتها وكيف وصلت لعبدالرحمن لأنها عملية خزي.
الرجل لا يعرف السيد حيدر، ويبدو أن فالح يريد أن يهرب من مهمة أوكلها له السيد حيدر، برسم سيناريو أن يقدم تجربة رجل ومتعشما من روائي معروف أن يأخذه بهذه البساطة تكلم أمام عبدالرحمن عن تجربة ويبدو كعادته قال له إنه يهمني أن أسمع وأطلع على هكذا تجربة ومنطقياً وفعلياً لا عبدالرحمن ولا أي روائي آخر يحترم نفسه أن يفرغ أشرطة لتجربة أحد ويعتبرها رواية، هكذا موضوع يحصل لبعض اللصوص من النصوص الأدبية وليس لروائي متمكن من أدواته وللأسف أن يقول فالح (لا أعرف إن كانت صدفة سيئة أو حسنة أن يتعرف على الروائي الذي التمس) بمعنى تمنى على فالح أن يزوده بهذا و.... ومقاله هذا ينضح بالسمية والافتراء والتعدي، مشيرةً إلى مقاله بـ«الحياة» و«عكاظ» ومرة يتهم الصحفي بتغيير في العنوان والنص ومرة يقول للصحفي أنت لم تفهم مقالة زوجته، ومن تلك الافتراءات والأكاذيب لم يأت بشاهد واحد على كلامه أنه طالب بالأشرطة وتفانى، وكان حاله من حالة «بيكت» الذي لايزال ينتظر «غودو» ولنر تسعا وعشرين عاماً عاش الرجل ومات الرجل وكان فالح عبدالجبار يدخل بيتنا ودائماً مع الأصدقاء المشتركين لم يسمع أحد بمطالبته بالأشرطة والتي أنا متأكدة أنه لديه نسخة منها. وأيضا يدعي أنه طالب زوجته وهذا أيضا لم يحصل وعار عن الصحة لم أره منذ سنوات فقدنا للعزيز والنبيل، ونصر عليها لأننا نتذكر شيمه وأخلاقه الراقية في هكذا مشهد، وكما قلت لصحفيين كثر لوكان عبدالرحمن منيف موجودا لم يلتفت أو يتوقف عند موقف كهذا منحدر إلى هذا المستوى، ودائما يتكئ ويتاجر بصحة الرجل الذي أفاق على معاناته فجأة بين ليلة وضحاها، وحتى عندما بدأ حملته في «الحياة» ورغم الأصدقاء المشتركين الكثر والذي أعلمهم بحملته المقبلة في «الحياة» دون أن يسألني حتى ولو تلميحا إن كانت الأشرطة متوفرة لدي أم لا، وطبعا سأتعرض بالتفصيل للحق المزعوم له في الجهد الكبير الذي بذله وقدم كل طاقاته العظيمة في حواره للسجين، والذي سيتنازل عنه لصاحب الحق، ويطل مرة أخرى على جريدة «عكاظ» ليتبرأ من انتسابه لحزب، وهذا مساره وحقه نهنئه على تخلصه من هذا الوزر ونترك لآخرين من أصدقائه ومثقفيه ونهتم بما يتعلق بالموضوع. ويعرج في هذا المقال على أن زوجة منيف اتصلت بالسيد حيدر وبعد العتاب وأشياء لم تحصل غير الاتصال بالسيد حيدر والاطمئنان على صحته والتأكيد على أن منيف لم ولن يذكر أو يكتب عن أحد باسمه حتى لو كان هو نفسه، وتجاوز الرجل كل تعليق وأبدى فرحه واحترامه الكبير لهذا الاتصال، وأشكره بدوري وبكل الود والاحترام له ولتجربته وكل هذا يطبل به فالح عبدالجبار ليثبت لأصدقائه وقرائه أنه هو على حق وليس متعديا وإنما صاحب مبدأ لا غير، ويتلقى التهاني من أصدقائه والشكر الكبير لجهوده الجبارة وملاحقته لعائلة الجاني حسب رأيهم، ويحصّل حق صاحبه المتاجر به لشهادة رديئة يريد أن يقدمها لجهة ما يعرفها هو وغيره في هذا التوقيت فيكون رمى عصفورين بحجر..
وأيضاً يطالعنا السيد وزير النقل السابق السيد حيدر الشيخ المحترم.
ومن وجهة نظر السيد حيدر التي أدلى بها لصحيفة «عكاظ» أيضا ونسب «طالع العريفي» الذي ذكر في «الآن هنا» بصفحاتها الـ 532 صفحة وبكل أحداثها ولما حملته شخصية العريفي من تنوع وغنى يظهر في الرواية (وقد يسمى هذا أيضا انتحال) حسب طروحات فالح طبعا، وهذا لا يتعلق بالمقارنة بين السيد حيدر وتجربته ومعاناته المريرة، وشخصية «طالع العريفي» الروائية وأهل النقد أدرى بشعابها، والذي استُغِل أيضا لطموحات فالح عبدالجبار والذي أخذ الأشرطة منه دون الحرص إن كان صادقاً للاحتفاظ بنسخة لديه، قبل أن يوزعها على عبدالرحمن منيف أوغيره، ومن ثم يدعي أن مرض الرجل هو الذي حرك مشاعره الآن. ورغم أن السيد حيدر حسب قوله خرج مريضاً ومعطوبا في بعض أجزاء جسمه للأسف فكيف لم يفكر أيضا باسترجاع الأشرطة قبلا التي هي منذ 88 من القرن الماضي أي ١٢+١٧=٢٩ من القرن الحالي، وهو الذي طلب وبعد صدور الرواية من صديق مشترك التعرف على عبدالرحمن منيف ولقاءه في بيتنا في المزة وكان سعيدا جدا -حسب قوله- بالتعرف على الروائي، وأمام الصديق المشترك لم يجر الحديث أو الإشارة أو العتب نهائياً على الرواية أو ما افترض أنه لم يذكر اسمه. ومن ناحية عبدالرحمن لم يكن حسب نوايا فالح عبدالجبار أن يسرق تجربة الرجل والذي كان لديه معرفة بتجارب سياسيين كثر من كل العالم، وخاصة العربي، من السودان إلى العراق وما بينهما، على طريقة مظفر النواب، لا أستثني منهم أحداً من تجارب سياسية وتعذيب في السجون، وكما قلتها سابقا لم يذكر تجربته هو، والتي لم يتبجح أو يحكي عنها بأي وسيلة ويضحك عندها ويقول كيف كانت السجون وكيف أصبحت! ولقناعة عبدالرحمن أنه لم يذكر أو يغفل اسما لأن رؤيته أنه يكتب عن ظواهر وليس عن حالات، وليس لإغفال الرجل وإنما لأن الكتابة شيء مختلف وقد يكون الروائي ممن يغنون الشخصية ويحملونها الكثير لتتكثف حتى تختفي الملامح الأساسية بهذه الإضافات، وهذا ما أثبته السيد حيدر بـ«عكاظ» أنه وجد نفسه في الجزء الثاني الذي يتجاوز المئة، حيث وجد نفسه يشبه ببعض الملامح والتي أيضاً للتأكيد أن عبدالرحمن منيف سمع هذا أو ما شابهه من عشرات وعشرات الذين التقاهم بالصدفة أنك كتبت عنا وعن تجربتنا، والذي أكده عبدالرحمن في لقاءات كثيرة عن بناء الشخصية وإغنائها حتى تكون مؤثرة إنسانياً، وكانت رواياته وهمه الأساسي عن السجن وظاهرة التعذيب، وليس سيرة أشخاص، وترك هذا لأصحاب التجارب ليكتبوا معاناتهم، ومن هنا نأمل للسيد حيدر أن ينصف نفسه بنفسه.
وأما فالح عبدالجبار الذي ضاع حقه في تكريس خمس ساعات لا غير بمجالسة الرجل مستمعا إلى التجربة دون التحضير لأسئلة ذكية تحرض ذاكرة الرجل وتخرج آلامه بصيغ حساسة وتنقل السامع إلى التعاطف الكبير والإحساس المرهف لمشاركة السجين في محنته اللاحقة، وهذا لم يحصل لأن أسئلة فالح المقتضبة على (شكنت لابس) (شنو كان لابس) ويقصد المحقق (وشوكت جاؤوا بك)، هذه أمثلة قصيرة، بالإضافة لما تخلل الحوار من الأكل والشرب و(.......) ومتابعة الكلام على أشرطة قديمة مشوهة سابقا ومسجل عليها غناء وموسيقى حتى لا تخلو من كتابة على أحد وجوهها رقص شرقي، وسوء التسجيل يشهد على التوقف، وصعود صوت الموسيقى وتوقف الشريط أيضا، ولن يكون كلامي دون شواهد للمصداقية ردا على ما تبعه فالح ومن خلال ادعاءاته من أي حقيقة، سواء بعدد الأشرطة والتي قدرها بعشرة ومدة كل شريط ثلاث ساعات ليتبين أنها خمسة، وحسبَ كل وجه بأنه شريط حيث رقمت لكل وجه بواحد، اثنين، ثلاثة حتى العشرة، ومدة كل شريط لا تتعدى ستين دقيقة أو اثنين وستين بمعدل زيادة أو نقصان دقيقة أو اثنتين لكل وجه أي ٣٠ أو٣١ أو ٣٢ دقيقة، ومع التوقف والموسيقى أيضا المجمل خمسة أشرطة بخمس ساعات، أكثر أو أقل بدقائق معدودة، هذا الحق الفظيع الذي تنازل عنه فالح عبدالجبار من عمره المديد، والذي كرسه لصديق العمر، وعوضا أن يقدس تجربة الرجل تاجر بهذه التجربة ليرضي أطرافا ودولاً على حساب الآخرين، ضاربا عرض الحائط بالقيم والمبادئ النبيلة وإن كان أسهل عليه أن يكتب مقالا عن دولة بعينها لديهم بالصحف السعودية لأغراض أكبر من «الآن هنا»، ومن صاحب التجربة والروائي الذي لم ولن يضيره تعديات من هذا الوزن فقد عاش وغادر وقال ما يريده دون الاتكاء على تحريض أو ابتزاز ونهجت عائلته نهجه دون أن تكلف نفسها عناء الدفاع أو الوقوف بوجه من لا يستحقون ليكملوا مشوارهم حسب مصالحهم، ولن تعمل عائلة منيف على الانجرار وراء معركة معروفة لصالح من، وبين من، وفي أي وقت، فليوضح فالح عبدالجبار إن كان جريئا كفاية عن أهدافه الحقيقة، والتي لم تخف مظاهرها على أحد منذ بدئها وخاصة على مواقع الاتصال الإلكتروني، ويكفي شهادات المثقفين العراقيين بشهاداتهم الدامغة بملاحق، من أهان بلدهم العراق؟ والإدانة بأسلوبهم الخاص فقد عرفه المثقفون العراقيون أكثر مني، وكان بودي أن أترفع عن الخوض بهكذا منازلة، ولكن استمراء واستمرار فالح عبدالجبار بغيه وإن تصور أنه مبدع في هذا، فللأسف أهان نفسه قبل أن يستطيع أن يلحق بالرجل أي أذى لأنه «خرمش» على طريقته أنهم يقولون! دعهم يقولون!.
وسأعرض ما وجدته، وتأكيدا لكلامي، صورا لهذين الشريطين كما أخذت، والكتابات فوقها، وترقيمها على كل وجه، وأعتذر من السيد حيدر، وكنت لا أتمنى أن يعرض ما أراده من تصريح بجريدة «عكاظ» متكئا أيضا على عبدالرحمن وروايته؛ لأنه من حقك أن تعرض تجربتك وتتكلم عليها دون حشر اسم روائي وكتاب «الآن هنا»! لأنه سرد لتجربة قطاع كبير من المعذبين والمسجونين في هذه المنطقة (أي العالم العربي)، وعذرا مرة أخرى، وأيضا للمصداقية سأعرض جزءا بسيطا مما أوردته عن الأشرطة وحالها كما وصلت لعبدالرحمن وحيّدت في مكان ما مع أشباهها ومع النسيان أيضا وليس عدم التسليم عن عمدٍ وتصميم يا أستاذ فالح عبدالجبار ملاحق حقوق الناس.
* أرملة الروائي الراحل عبدالرحمن منيف
وهنا وضمن قوس (طالما تعتبر أنك أنت بكامل أهليتك ومتذكر كل التفاصيل بالإمكان تسجيل روايتك ومعاناتك ونشرها بأسلوبك الخاص)، ونعود لنرى كيف ظهر مناقضا نفسه هو والسيد فالح عبدالجبار اللذان يصران على انتحال الشخصية الأساسية وعلى رواية «الآن هنا» وبتناقض مع الذات بأنه لم يتناول عبدالرحمن عذاباته ومشاهد تعذيبه التي كانت أبدع وأهم وكل هذا في جو من الارتباك والتناقض. ويكرر أنه لا يفتش عن الشهرة ونراه مصرا على انتحال الشخصية التي تحمل في ثناياها آلاف التفاصيل ومن الغنى والكثافة، لينتحل أجواء رواية من الغنى والكثافة والتي تحتشد فيها شخصيات كثيرة ومهمة ومعروفة في عالم السجون. الواضحة من اسمها واسم الشخصية الرئيسية «طالع العريفي» ومن التقاهم في سجنه وحاورهم ومن موران ومن الشهري ومن سجن العبيد والتعذيب تحت شمس الصحراء بالأقفاص المحيطة بالعقارب، ومن السفر إلى مشفى في براغ وحوله الأطباء والممرضات الإنسانيون والتي نشأت علاقات مع البعض.
وكل هذه التفاصيل الكثيرة بـ٥٣٢ صفحة ليس له أي علاقة بها ومن هنا يجب أن نتوقف عند هذا وننقذ «طالع العريفي» من هذا التمزق باللجوء إلى من يردّ لعبدالرحمن وأبطاله الاعتبار بالطرق الضرورية، وقد سبق من لفق له سيرة ذاتية اضطر إلى وضع محام وملاحقة الجريدة التي زورت دون الرجوع إليه وهو على قيد الحياة. قد نكون مضطرين لذلك قبل أن تسلب منه كل رواياته لصالح الآخرين للأسف كما قال عاصم الباشا: بعد حين يفتشون على نسب مدن الملح لأب آخر ومكان آخر.
الرد على فالح عبدالجبار والسيد حيدر:
«الآن هنا»، والمتاجرة بها لتحقيق أثمان أكبر بكثير من قصدهم وكلمهم عن الحقوق: أسفرت متابعة فالح عبدالجبار ودون الاعتذار عن الألقاب كما يقال لأنه بتصرفاته ومن خلال تعرضه للروائي عبدالرحمن منيف الذي عاش وعمل وكتب ما يمليه عليه ضميره والذي كان منحازاً بحق مع الحقيقة وحقوق الإنسان في أي مكان وأي منطقة.
تعرض فالح عبدالجبار لعبدالرحمن منيف كشخص زور وسطا على أشرطة دون إذن وانتحال بطل «الآن هنا» طالع العريفي لشخصية أخرى واردة بالأشرطة، بالإضافة إلى فقر مخيلة منيف لدرجة أنه قد يكون مرضه بمعنى أنه ضيع وكتب ومات بعدها وكثير من القدح والذم ويمحيها بتقلباته بين اتهام الصحفي بتزوير كلامه وبين تكرار روايته كل مرة لا يخجل بها كذب وتغيير في الكلام وافتراءات كبيرة مثل المطالبة بالأشرطة حد التفاني وانتحل حسب كلامه شخصية «بيكت» وعاش عمرا يتجاوز تسعا وعشرين عاما ينتظر «غودو» المسكين!
وكل هذا عبر الصحافة السعودية، وعبر صحفيين تجاوزوا أخلاقية العمل الصحفي، مكررين بذلك أسلوبهم في كل تعدياتهم السابقة، متجاهلين حق الرد من عائلة منيف والتي طالت عبدالرحمن ليس في التعريض النقدي لروايته التي يحق للنقد أن يتناولها، وإنما في التعرض للرجل في قواه ومخيلته وإعلان وفاته بعد كتابة «الآن هنا» كما ادعى صاحب المقال بأن عبدالرحمن منيف كتب الرواية وكان في حالة مرض وكتبها ومات وحسبه بأن «الآن هنا» نشرت بسنة ١٩٩٠، ومن هنا يُسأل فالح عبدالجبار: من كتب بقية الروايات والدراسات والمقالات لغاية بداية ٢٠٠٤؟ وهذا مثل بسيط مثل كافة تعدياته وافتراءاته التي تخرج عن الحقائق واللياقة في تناول عمل روائي.
لن أفند ادعاءاته في عدد الأشرطة ومدتها وكيف وصلت لعبدالرحمن لأنها عملية خزي.
الرجل لا يعرف السيد حيدر، ويبدو أن فالح يريد أن يهرب من مهمة أوكلها له السيد حيدر، برسم سيناريو أن يقدم تجربة رجل ومتعشما من روائي معروف أن يأخذه بهذه البساطة تكلم أمام عبدالرحمن عن تجربة ويبدو كعادته قال له إنه يهمني أن أسمع وأطلع على هكذا تجربة ومنطقياً وفعلياً لا عبدالرحمن ولا أي روائي آخر يحترم نفسه أن يفرغ أشرطة لتجربة أحد ويعتبرها رواية، هكذا موضوع يحصل لبعض اللصوص من النصوص الأدبية وليس لروائي متمكن من أدواته وللأسف أن يقول فالح (لا أعرف إن كانت صدفة سيئة أو حسنة أن يتعرف على الروائي الذي التمس) بمعنى تمنى على فالح أن يزوده بهذا و.... ومقاله هذا ينضح بالسمية والافتراء والتعدي، مشيرةً إلى مقاله بـ«الحياة» و«عكاظ» ومرة يتهم الصحفي بتغيير في العنوان والنص ومرة يقول للصحفي أنت لم تفهم مقالة زوجته، ومن تلك الافتراءات والأكاذيب لم يأت بشاهد واحد على كلامه أنه طالب بالأشرطة وتفانى، وكان حاله من حالة «بيكت» الذي لايزال ينتظر «غودو» ولنر تسعا وعشرين عاماً عاش الرجل ومات الرجل وكان فالح عبدالجبار يدخل بيتنا ودائماً مع الأصدقاء المشتركين لم يسمع أحد بمطالبته بالأشرطة والتي أنا متأكدة أنه لديه نسخة منها. وأيضا يدعي أنه طالب زوجته وهذا أيضا لم يحصل وعار عن الصحة لم أره منذ سنوات فقدنا للعزيز والنبيل، ونصر عليها لأننا نتذكر شيمه وأخلاقه الراقية في هكذا مشهد، وكما قلت لصحفيين كثر لوكان عبدالرحمن منيف موجودا لم يلتفت أو يتوقف عند موقف كهذا منحدر إلى هذا المستوى، ودائما يتكئ ويتاجر بصحة الرجل الذي أفاق على معاناته فجأة بين ليلة وضحاها، وحتى عندما بدأ حملته في «الحياة» ورغم الأصدقاء المشتركين الكثر والذي أعلمهم بحملته المقبلة في «الحياة» دون أن يسألني حتى ولو تلميحا إن كانت الأشرطة متوفرة لدي أم لا، وطبعا سأتعرض بالتفصيل للحق المزعوم له في الجهد الكبير الذي بذله وقدم كل طاقاته العظيمة في حواره للسجين، والذي سيتنازل عنه لصاحب الحق، ويطل مرة أخرى على جريدة «عكاظ» ليتبرأ من انتسابه لحزب، وهذا مساره وحقه نهنئه على تخلصه من هذا الوزر ونترك لآخرين من أصدقائه ومثقفيه ونهتم بما يتعلق بالموضوع. ويعرج في هذا المقال على أن زوجة منيف اتصلت بالسيد حيدر وبعد العتاب وأشياء لم تحصل غير الاتصال بالسيد حيدر والاطمئنان على صحته والتأكيد على أن منيف لم ولن يذكر أو يكتب عن أحد باسمه حتى لو كان هو نفسه، وتجاوز الرجل كل تعليق وأبدى فرحه واحترامه الكبير لهذا الاتصال، وأشكره بدوري وبكل الود والاحترام له ولتجربته وكل هذا يطبل به فالح عبدالجبار ليثبت لأصدقائه وقرائه أنه هو على حق وليس متعديا وإنما صاحب مبدأ لا غير، ويتلقى التهاني من أصدقائه والشكر الكبير لجهوده الجبارة وملاحقته لعائلة الجاني حسب رأيهم، ويحصّل حق صاحبه المتاجر به لشهادة رديئة يريد أن يقدمها لجهة ما يعرفها هو وغيره في هذا التوقيت فيكون رمى عصفورين بحجر..
وأيضاً يطالعنا السيد وزير النقل السابق السيد حيدر الشيخ المحترم.
ومن وجهة نظر السيد حيدر التي أدلى بها لصحيفة «عكاظ» أيضا ونسب «طالع العريفي» الذي ذكر في «الآن هنا» بصفحاتها الـ 532 صفحة وبكل أحداثها ولما حملته شخصية العريفي من تنوع وغنى يظهر في الرواية (وقد يسمى هذا أيضا انتحال) حسب طروحات فالح طبعا، وهذا لا يتعلق بالمقارنة بين السيد حيدر وتجربته ومعاناته المريرة، وشخصية «طالع العريفي» الروائية وأهل النقد أدرى بشعابها، والذي استُغِل أيضا لطموحات فالح عبدالجبار والذي أخذ الأشرطة منه دون الحرص إن كان صادقاً للاحتفاظ بنسخة لديه، قبل أن يوزعها على عبدالرحمن منيف أوغيره، ومن ثم يدعي أن مرض الرجل هو الذي حرك مشاعره الآن. ورغم أن السيد حيدر حسب قوله خرج مريضاً ومعطوبا في بعض أجزاء جسمه للأسف فكيف لم يفكر أيضا باسترجاع الأشرطة قبلا التي هي منذ 88 من القرن الماضي أي ١٢+١٧=٢٩ من القرن الحالي، وهو الذي طلب وبعد صدور الرواية من صديق مشترك التعرف على عبدالرحمن منيف ولقاءه في بيتنا في المزة وكان سعيدا جدا -حسب قوله- بالتعرف على الروائي، وأمام الصديق المشترك لم يجر الحديث أو الإشارة أو العتب نهائياً على الرواية أو ما افترض أنه لم يذكر اسمه. ومن ناحية عبدالرحمن لم يكن حسب نوايا فالح عبدالجبار أن يسرق تجربة الرجل والذي كان لديه معرفة بتجارب سياسيين كثر من كل العالم، وخاصة العربي، من السودان إلى العراق وما بينهما، على طريقة مظفر النواب، لا أستثني منهم أحداً من تجارب سياسية وتعذيب في السجون، وكما قلتها سابقا لم يذكر تجربته هو، والتي لم يتبجح أو يحكي عنها بأي وسيلة ويضحك عندها ويقول كيف كانت السجون وكيف أصبحت! ولقناعة عبدالرحمن أنه لم يذكر أو يغفل اسما لأن رؤيته أنه يكتب عن ظواهر وليس عن حالات، وليس لإغفال الرجل وإنما لأن الكتابة شيء مختلف وقد يكون الروائي ممن يغنون الشخصية ويحملونها الكثير لتتكثف حتى تختفي الملامح الأساسية بهذه الإضافات، وهذا ما أثبته السيد حيدر بـ«عكاظ» أنه وجد نفسه في الجزء الثاني الذي يتجاوز المئة، حيث وجد نفسه يشبه ببعض الملامح والتي أيضاً للتأكيد أن عبدالرحمن منيف سمع هذا أو ما شابهه من عشرات وعشرات الذين التقاهم بالصدفة أنك كتبت عنا وعن تجربتنا، والذي أكده عبدالرحمن في لقاءات كثيرة عن بناء الشخصية وإغنائها حتى تكون مؤثرة إنسانياً، وكانت رواياته وهمه الأساسي عن السجن وظاهرة التعذيب، وليس سيرة أشخاص، وترك هذا لأصحاب التجارب ليكتبوا معاناتهم، ومن هنا نأمل للسيد حيدر أن ينصف نفسه بنفسه.
وأما فالح عبدالجبار الذي ضاع حقه في تكريس خمس ساعات لا غير بمجالسة الرجل مستمعا إلى التجربة دون التحضير لأسئلة ذكية تحرض ذاكرة الرجل وتخرج آلامه بصيغ حساسة وتنقل السامع إلى التعاطف الكبير والإحساس المرهف لمشاركة السجين في محنته اللاحقة، وهذا لم يحصل لأن أسئلة فالح المقتضبة على (شكنت لابس) (شنو كان لابس) ويقصد المحقق (وشوكت جاؤوا بك)، هذه أمثلة قصيرة، بالإضافة لما تخلل الحوار من الأكل والشرب و(.......) ومتابعة الكلام على أشرطة قديمة مشوهة سابقا ومسجل عليها غناء وموسيقى حتى لا تخلو من كتابة على أحد وجوهها رقص شرقي، وسوء التسجيل يشهد على التوقف، وصعود صوت الموسيقى وتوقف الشريط أيضا، ولن يكون كلامي دون شواهد للمصداقية ردا على ما تبعه فالح ومن خلال ادعاءاته من أي حقيقة، سواء بعدد الأشرطة والتي قدرها بعشرة ومدة كل شريط ثلاث ساعات ليتبين أنها خمسة، وحسبَ كل وجه بأنه شريط حيث رقمت لكل وجه بواحد، اثنين، ثلاثة حتى العشرة، ومدة كل شريط لا تتعدى ستين دقيقة أو اثنين وستين بمعدل زيادة أو نقصان دقيقة أو اثنتين لكل وجه أي ٣٠ أو٣١ أو ٣٢ دقيقة، ومع التوقف والموسيقى أيضا المجمل خمسة أشرطة بخمس ساعات، أكثر أو أقل بدقائق معدودة، هذا الحق الفظيع الذي تنازل عنه فالح عبدالجبار من عمره المديد، والذي كرسه لصديق العمر، وعوضا أن يقدس تجربة الرجل تاجر بهذه التجربة ليرضي أطرافا ودولاً على حساب الآخرين، ضاربا عرض الحائط بالقيم والمبادئ النبيلة وإن كان أسهل عليه أن يكتب مقالا عن دولة بعينها لديهم بالصحف السعودية لأغراض أكبر من «الآن هنا»، ومن صاحب التجربة والروائي الذي لم ولن يضيره تعديات من هذا الوزن فقد عاش وغادر وقال ما يريده دون الاتكاء على تحريض أو ابتزاز ونهجت عائلته نهجه دون أن تكلف نفسها عناء الدفاع أو الوقوف بوجه من لا يستحقون ليكملوا مشوارهم حسب مصالحهم، ولن تعمل عائلة منيف على الانجرار وراء معركة معروفة لصالح من، وبين من، وفي أي وقت، فليوضح فالح عبدالجبار إن كان جريئا كفاية عن أهدافه الحقيقة، والتي لم تخف مظاهرها على أحد منذ بدئها وخاصة على مواقع الاتصال الإلكتروني، ويكفي شهادات المثقفين العراقيين بشهاداتهم الدامغة بملاحق، من أهان بلدهم العراق؟ والإدانة بأسلوبهم الخاص فقد عرفه المثقفون العراقيون أكثر مني، وكان بودي أن أترفع عن الخوض بهكذا منازلة، ولكن استمراء واستمرار فالح عبدالجبار بغيه وإن تصور أنه مبدع في هذا، فللأسف أهان نفسه قبل أن يستطيع أن يلحق بالرجل أي أذى لأنه «خرمش» على طريقته أنهم يقولون! دعهم يقولون!.
وسأعرض ما وجدته، وتأكيدا لكلامي، صورا لهذين الشريطين كما أخذت، والكتابات فوقها، وترقيمها على كل وجه، وأعتذر من السيد حيدر، وكنت لا أتمنى أن يعرض ما أراده من تصريح بجريدة «عكاظ» متكئا أيضا على عبدالرحمن وروايته؛ لأنه من حقك أن تعرض تجربتك وتتكلم عليها دون حشر اسم روائي وكتاب «الآن هنا»! لأنه سرد لتجربة قطاع كبير من المعذبين والمسجونين في هذه المنطقة (أي العالم العربي)، وعذرا مرة أخرى، وأيضا للمصداقية سأعرض جزءا بسيطا مما أوردته عن الأشرطة وحالها كما وصلت لعبدالرحمن وحيّدت في مكان ما مع أشباهها ومع النسيان أيضا وليس عدم التسليم عن عمدٍ وتصميم يا أستاذ فالح عبدالجبار ملاحق حقوق الناس.
* أرملة الروائي الراحل عبدالرحمن منيف