-A +A
"عكاظ" (الشارقة)
OKAZ_online@

ناقشت الروائية لولوة أحمد المنصوري توظيف الأنثروبولوجيا في الرواية أخيراً، ضمن برنامج الأنشطة الأكاديمية الذي ينظمه برنامج الدبلومات في معهد الشارقة للتراث، ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية, وتطرقت في محاضرتها إلى بعض محطات مشوارها الروائي والأدبي، وبدايات تلك المسيرة، وكيفية توظيفها للأنثروبولوجيا في الأعمال الروائية، خصوصاً في بعض أعمالها الروائية مثل "آخر نساء لنجة"، وكيفية اعتمادها على الذاكرة الشفهية من كبار السن من اجل جمع مختلف المعلومات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في تلك المرحلة.


الرواية التي صدرت عام 2013، عن دائرة الثقافة بالشارقة ضمت أربعة فصول هي: "رئة الظل" و"عباءات الضوء" و"باب عنيد" و"صوت أبيض"، تعتبر تجربة سردية روائية تنطوي على فن الاسترجاع الدلالي للمكان والزمان، ضمن توليفة للبحث التاريخي المقرون بتحولات المنطقة المرصودة، من خلال الشخوص والأماكن والأسماء، وترتكز على إعادة اعتبار للتاريخ المحمول على أكتاف المشاركين في صُنعه، كما يبين وحدة الثقافة العامة في المنطقة الممتدة على ضفتي الخليج.

الأنثروبولوجيا، أو علم الإنسان في أبسط التعريفات هو علم يدرس الإنسان بجانبيه العضوي والثقافي، وينقسم هذا العلم إلى قسمين أساسيين هما الأنثروبولوجيا العضوية التي تدرس الإنسان بصفته كائناً بيولوجياً، والأنثروبولوجيا الثقافية التي تدرس سلوك الإنسان وبنائه الثقافي، وتبحث فيما وراء التاريخ، وليس التاريخ فحسب، بمعنى أنها تعتمد بشكل أساسي على الذاكرة الشفهية للبشر، ولا تكتفي بما هو موثق ومكتوب في كتب التاريخ، فهي تدرس الإنسان وتاريخه دون الاعتماد فقط على الوثائق والسجلات والتاريخ الموثق، بل تتجاوزه إلى ما هو أهم، الذاكرة الشفهية، وتحاول أن تحاكي الماضي استناداً على المخلفات المادية للبشر، وتعيد بناء التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للجماعات الاجتماعية الثقافية العديدة من خلال تلك المخلفات واللقى، حيث تركز الأنثروبولوجيا على هذا التاريخ البشري مستخدمة بذلك كل الوسائل والأدوات والسبل التي تساعدها في تحديد تاريخ البشر، وإعادة بناء ذلك التاريخ، بالإضافة إلى المجالات الأخرى للأنثروبولوجيا.

الروائية والصحافية المنصوري، حصلت على درجة بكالوريوس في اللغة العربية إضافة إلى دبلوم في الإعلام، ودبلوم في ترميم المخطوطات والوثائق القديمة، وهي عضو في عدد من الرابطات والجمعيات الأدبية الإماراتية والعربية، فازت بعدد من الجوائز العربية، وتنشر مقالات أدبية في صحيفة القدس العربي، والملحق الثقافي بجريدة الاتحاد الإماراتية، وتقدم عدداً من القراءات القصصية في الامسيات الادبية التي تشارك بها. وبالإضافة إلى روايتها آخر نساء لنجة، صدر لها أيضاً رواية خرجنا من ضلع جبل، الفائزة بجائزة الإمارات للرواية، ورواية قوس الرمل، ومجموعة قصصية بعنوان: قبر تحت رأسي، وغيرها.