-A +A
عبدالرحمن الشهري*
يسقط توم من علو شاهق ولا يتكسر. تدهسه شاحنة حتى يتساوى مع الإسفلت، ثم ينهض مرة أخرى. القط الغبي الذي يقع في شر أعماله، وهو يطارد الفأر الذكي والمراوغ. كل المصائب تقع على رأس توم، وجيري في جحره ينعم بنوم مريح. سيدة المنزل توبخ توم بمجرد أن تقع عينها على الفوضى العارمة. توم عاجز عن الدفاع عن نفسه، ويتلقى سيلا من الإهانات. المشاهدون يتعاطفون، دائما، مع جيري ويكرهون توم؛ لأنه قط شرير، ويتدخل في ما لا يعنيه. لم لا يترك الفأر وشأنه؟ لماذا يصر على القيام بالمهام المناطة به، وهو مكروه إلى هذه الدرجة؟ لم لا يكون كسولا، ويتحول إلى قط سمين، لا هم له سوى الأكل والنوم؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها حول سلوك المسكين توم. القط الذي أريد له أن يكون بائسًا، وأن تضحك على بؤسه الأجيال.

*شاعر سعودي