-A +A
أنس اليوسف (جدة)
20_anas@

حيثما تدير وجهك ثمة تاريخ وتراث، وأينما تجلس ثمة شعر وأدب، في الأحساء وجازان، حكايات وقصائد مميزة لها مذاقها، وميسمها التاريخي والفني، عبر مختلف العصور، ظلت هاتان المنطقتان منجبتين للشعر والشعراء، وكأن الأحساء بنخيلها لا ترتضي إلا بالأدب علواً، وجازان بفلها تفوح بالشعر عذباً جارياً.


تتمتع المنطقتان دون غيرهما من مناطق المملكة، بتدفق الشعر، وجمال المفردة، وتجسيد أناقة الطبيعة في قصائد ترى بالعين، ما دفع الشاعر فائق بن منيف أن يطرح تساؤلاً عملاقاً، يطالب خلاله «شعراء الأحساء وجازان بالكشف عن سر استقرار الإبداع لديهم»، ذلك السر الذي ما زال يُبحث عن إجابته، لم يكن بن منيف أول من يقرع بابه، فبحسب مراقبين شعراء جازان والأحساء لديهم ذلك الإحساس النقي، إذ يجعلون من كل شيء حولهم لوحة فنية متحركة، إنه النقاء الذي يجمع أرض السهل والوادي.

للشعر العربي في تلك المنطقتين حكاية، ولعل هذا الأمر يستدعي أن يدرس باحثون مستقبل الشعر بتلك البقعتين الفاخرتين في العصر الحاضر، لاسيما والشعراء الشباب يحصدون الجوائز واحدة تلو الأخرى.