عبدالله الكايد
عبدالله الكايد
-A +A
سلطان بن بندر (جدة)
SultanBinBandar@

طفل يغني «الشعر» لـ المارة، يأنق القصيدة ويتأنق بها ويحملها على وجهه وفي صدره ضياءً وحباً، هادئ جداً كليلة شتوية، رغم ما تحمله نصوصه من ضوضاء المشاعر، عبدالله الكايد صقّار الشعر وصقره الذي قهرته الدنيا ضيقاً وكيداً، يقول عن نفسه:


قهر لاضاقت الدنيا بعين الصقر والصقّار

قهر لاصرت انا الكايد وصار الكيد قتّالي

قهر «طفل الحكي» يعبث بصدري والضلوع اسوار

وانا مجبور أهد اسوار صمتي عنك باقوالي

ويظهر لمتابع تجربة عبدالله الكايد الشعرية، احترافية تعامله مع الأبيات والنصوص، من خلال تعامله مع القصيدة بأكثر من طريقة يجمع فيها تعامل بائع الورد والنحات وصانع الفخار وسابك الذهب والكيمائي، ليقدم للمتلقي نصوصاً تليق بهالة الضياء حول الأبيات ولمعة الألماسة فيها يقول:

جات يحملها الغمام

جيتها ضامي بـ أموت

روّحت زلّة كلام

ورحت انا زلة سكوت

مؤسساً لمرحلة شعرية جديدة كما يراه أحد النقاد، من خلال كتابة للقصيدة المسرحية، وأسلوب «العمونبطي» بقصائد تشبه طبعه الهادئ أحياناً، وأحياناً أخرى تأتي على العكس تماماً من شخصيته، حتى يظن المتابع لـ عبدالله الكايد أنه مصاب بـ «شيزوفرينيا» الشعر، الجنون المحبب في الشعراء دون غيرهم.

ويملك عبدالله الكايد مقدرة شعرية عجيبة، من خلال نقله قارئ الأبيات من لهفة للفهة عبر أبياته التي كثيراً ما تعلق بالذاكرة مثلما تعلق الحجارة في المنخل، يقول:

لو اليدين اللي خذتني عطتني

ما كان يا جرح الهوى فيّ وسمت

ولو الحروف اللي حكتني حكتني

ما كنت اجازف واجرح الصمت بالصمت

مؤكداً نظريته الشعرية في أن القصيدة تقترب من الرواية في كونها مكثفة عن تجربة حياتية تحمل أفكاراً وصوراً وتصورات، في العديد من أبياته وقصائده، التي يقول فيها:

لله در الحديث الدر / ما يرهق الروح تجميعه.. معاك حتى الكلام المر/ يمشي على روس اصابيعه، ويغني في أخرى:

على اختلاف المزاج المر والحالي

لك في المزاجات ما لـ الرشفة الاولى

ويقول ذات تناقض:

على مقاس شفاك فصلت بسمة

وفصلت من دمعي لدمعك فساتين

ولا يختلف متذوقان للشعر على شاعرية عبدالله الكايد، وحسه الشعري، حتى بات يصنف «شاعرا بكامل شعوره»، يغني الشعر غناء طفل للمارة بلحن مجس حجازي، ويمهد لمرحلة جديدة في الشعر الحداثي، ويترك شعره «مثل ما تسكن الأرواح في الظلما / كذا شعره يبات الليل صدره» وصدور محبيه.