-A +A
حسام الشيخ (جدة) hussamalshikh@
للترفيه عبر الفن والثقافة، دور في تغيير نمط الحياة وضبط سلوك المجتمعات، فهو فعل يهذب الروح ويزيل الحواجز بين الثقافات، ويذكي قيمة السلام، وقبول الآخر، ونبذ الازدراء والاحتفاء بالإبداع أيا كان جنسه، ما يساعد على اجتثاث فكرة الإرهاب من العقول، وبالتالي وقف نزيف الدم المراق هنا وهناك. وإذا كانت الأيادي والأفكار المتطرفة تجد ما يغذيها عبر بعض الأعمال الدرامية في الفضائيات التلفزيونية التي تروج للبلطجة والعنف، فإن تفعيل دور الفن والثقافة، يظل سبيلا مهماً للخلاص من مستنقع الإرهاب. لاسيما أن الحوادث الإرهابية تعيد الجدل حول دور البيئة وعلاقتها بانتشار التطرف، فالبعض يرى أن غياب الأنشطة الترفيهية من ثقافة وفنون يؤثر على ميول الشباب نحو الحركات المتطرفة، فيما يرى فنانون ومبدعون أن حل الأزمة يبدأ من شحذ الطفل فنيا وثقافيا.

ولأن معرفة هوية الشعوب تتطلب التعرف على فنونه وثقافته، يقول الموسيقار عمر خيرت: تشفي الموسيقى الوجدان وتحارب الإرهاب الذي يأتي من الكراهية والاكتئاب، لما لها من تأثير قوي في تفريج الحالة النفسية، وتمنح الأمل وتشرح الروح. فيما أشار رئيس مكتبة الإسكندرية إسماعيل سراج الدين إلى أن للمكتبة دورا ثقافيا تنويريا موجها للشباب، وذلك بتبنيها برامج لمكافحة الإرهاب وملء الفراغ الفكري لدى الأجيال، لدرئها عن الأفكار المغلوطة، وتشكيل رؤى وسطية خالية من التعصب.


واعتبر رئيس الهيئة المصرية للكتاب الدكتور هيثم الحاج معارض الكتب حول العالم، خط الدفاع الأول للتصدي للإرهاب، لتضمينها أنشطة فنية تثري الهوية الثقافية. فيما تشير رئيسة دار الأوبرا المصرية إيناس عبدالدايم إلى أن للفنون قوة وتأثيرا في تقويم السلوك الإنساني، فلا يمكن أن نرى من يحمل آلة موسيقية أو محبا للفنون يحمل سلاحا، إذ إن الفن قادر على مواجهة هذا التطرف من خلال بناء الإنسان والتواصل المباشر مع الجمهور، ما يستوجب وضع الطفل نصب أعيننا باعتباره فنان وجمهور المستقبل.