عبدالحسين عبدالرضا
عبدالحسين عبدالرضا
-A +A
«عكاظ» (الكويت) OKAZ_online@
ليل أسود طويل مر على الفن الخليجي، وصباح حزين أفاق عليه، بعد أن بات على خيبة والأخبار تأتيه من لندن بتوقف قلبه النابض برحيل كبيره عبدالحسين عبدالرضا إلى الأبد، بعد أن كانت الأمنيات تحف جمهوره بتخطيه مثل كل مرة أزمة قلبه الذي ما فتئ يعصرهم قلقاً منذ سنوات إلى أن توقف.

عبدالرضا يعتبر أحد مؤسسي الحركة الفنية في منطقة الخليج إلى جانب رفاقه الذين رحلوا قبل سنوات، أبرزهم خالد النفيسي وغانم الصالح وعلي المفيدي وعبدالعزيز النمش، أو ممن ما زالوا على قيد الحياة كسعد الفرج وإبراهيم الصلال.


تعود بداياته الفنية إلى ستينات القرن الماضي، وشارك في أول عمل مسرحي باللغة العربية الفصحى تحت عنوان «صقر قريش» في عام 1961، وساهم في تأسيس فرقة المسرح العربي سنة 1961 وفرقة المسرح الوطني سنة 1976، كما قام في عام 1979 بتأسيس مسرح الفنون كفرقة خاصة.

وقد قدم للمسرح نحو 33 مسرحية أشهرها «باي باي لندن» و«بني صامت» و«على هامان يا فرعون» و«سيف العرب»، وقد كتب أيضا بعض الأعمال المسرحية التي مثل فيها، وأسس في سنة 1989 شركة «مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع».

تلفزيونياً، شارك في تمثيل عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية يربو على 30 مسلسلا، من بينها «درب الزلق»، و«الأقدار»، و«أبو الملايين»، و«محكمة الفريج»، و«الحيالة»، و«العافور» وغيرها، وكان آخر ظهور له في مسلسل «سيلفي 3» في عام 2017.

وخاض عبدالرضا تجربة الغناء والتلحين، وشارك في أداء عدد من الأوبريتات الغنائية، فضلا عن تقديم بعض الأغاني في عدد من أعماله المسرحية، اشتهر بنقده الساخر للأوضاع السياسية والاجتماعية السائدة في المنطقة العربية، الذي ضمنه في العديد من أعماله المسرحية والتلفزيونية.

عبدالرضا عطاء فنّي متدفق لا يمكن حصره، وهو الذي أثرى الدراما الخليجية بالعشرات من الأعمال الخالدة والمؤثرة، بالشخصية الساخرة المرحة التي تنتقد بكوميديا سلسة، فتصيب الهدف كما يجب دون أن تجرحه أو حتى تؤذيه.

تعرّض في العام 2003 لأزمة قلبية أثناء تصويره مسلسل «الحيالة» نتيجة إصابته بانسداد في الشرايين، سافر بعدها إلى لندن لإجراء جراحة عاجلة وعاد بعد شفائه لإكمال تصوير المسلسل، ثم تعرض لأزمة حادة في العام 2005 لإصابته بجلطة في المخ، أدخل على أثرها العناية المركزة بمستشفى مبارك الكبير، ونقل بعدها للعلاج في ألمانيا، وبعد الانتهاء من مسلسل «العافور» أجرى عمليتي قسطرة للقلب في لندن عام 2015، قبل أن يتوقف قلبه إلى الأبد أمس الأول عن 78 عاماً.