هناك نظرة تشاؤمية للثقافة العربية لدى بعض المثقفين؛ بها حس من الرثاء والبؤس واللاجدوى في التعاطي مع الحالة الثقافية العربية، وكأنها جسد مريض ومختل، في واقع أكثر مرضا واختلالا.. فهل هو شعور والكراهية تجاه المنجز الأدبي الغربي؟
هذه التخوفات والرؤى المتشائمة لمستقبل الثقافة العربية، شكلت مبررا لإحالة الفعل الثقافي خارج ذاته وأحلامه وحريته وذاكرته ومغامراته في التجريب والتجديد.
من جانبه، يؤكد الناقد محمد العباس أن الثقافة العربية ستستمر في حيرتها وعطالتها، موضحا أن الثقافة ليست مجرد رواية أو قصيدة تكتب في لحظ انعدام وزن حضاري لتصف الحال والمال، بل هي فعل إنتاجي نقدي لواقع معاش ومستقل مأمول، وهي لا تنتعش إلا في ظل نهضة سياسية اجتماعية حقوقية شاملة، وهذا أمر لا يتوفر الآن في الحياة العربية، وبالتالي لا يمكن للوعي كما تمثله الثقافة العربية أن يتقدم الواقع بمثالية، فتلك أحلام زائفة أقرب إلى الرعونة، وأظن أن الثقافة العربية بشكل عام تحتاج إلى فعل التراكم التاريخي.
أما الروائي الجزائري واسيني الأعرج، فأوضح أن الثقافة أصبحت جزئية وثانوية، وتدورت القضية القضائية في ظل التفكك العنيف للدولة العربية التي لا تتيح فرصة لبناء منظومة ثقافية جديدة، مشيرا إلى أن المشروع الثقافي العربي عانى من أزمات كثيرة، مشيرا إلى أن المشروع الثقافي العربي يحتاج إلى رؤية تعددية وواضحة من طرف الدولة المتبنية لمشروع المواطنة وجهد متكاتف من المثقفين. أما الناقد الدكتور محمد الشنطي، فيؤكد أن الثقافة العربية كانت إما معادلات فكرية جبرية يصعب إدراكها على المثقف العادي، أو حوارات جدلية «سفسطائية» أو انحيازات صماء لأفكار ومذاهب دون تمحيص جاد.
وأضاف: إن الفكر الأدبي كان أشتاتا من النظريات والمناهج، وأُنفق كثير من الوقت، وسودت آلاف الصفحات من مناقشات بيزنطية حول الحداثة والغموض وحرية الإبداع، فتفرقت بنا السبل، وتشعبت وغفلنا عن نسيج خطاب قوي رصين مدرك لطبيعة الواقع وإشكالاته.
وأكد أن سبل الخروج من هذا المأزق عبر رؤية جادة، وإن تعددت زواياها، أما ما كان من تساؤلات حول طبيعة الأدب وفيما إذا كان مجرد مغامرة لغوية أو حاملا لرسالة إصلاحية والوقوف عند رؤى حدية صارمة متقنة، فكان هدرا وتبديدا للطاقة لا تحتمله الظروف.
ويشير الناقد والمفكر حسن حفني إلى ثلاث جبهات تحتاج لتعاطٍ فكري رشيد للانفلات من أزمة الثقافة العربية، التي يعتبرها خانقة، موضحا أن الخطوة تكون في قراءة أكثر نقدية للموروث، ومؤكدا: لا يوجد وصف سحري للعلاج، بل هناك مسار طبيعي لها وتفاعل الإرادات البشرية معها، فالأزمة مرتبطة بتكون المجتمعات بتحقق الإرادات الإنسانية الحرة المتصارعة، ومبينا أن الرغبة في تعذيب الذات وتضخيم العيوب بل وتبرير العجز هي التي تدفعنا إلى إيهام أنفسنا وغيرنا بأن أزمتنا فريدة من نوعها، وتستعصي على الحل.
وأضاف: «ليست الأزمة خاصة بالمجتمع العربي وحده، فلا يكاد يوجد مجتمع خال من أزمة، فهناك أزمة في المجتمع الغربي وأزمة أخرى في المجتمع الشرقي، توجد أزمة في الثقافة الفرنسية وتوجد أزمة أخرى في الثقافة الأمريكية»، مؤكدا أن الوعي بالأزمة يمثل أولى مراحل تجاوزها وبداية الإحساس بها وتشخيصها ومعرفة أسبابها ثم تحريكها من أجل استيعابها ونقلها من السلب إلى الإيجاب.
هذه التخوفات والرؤى المتشائمة لمستقبل الثقافة العربية، شكلت مبررا لإحالة الفعل الثقافي خارج ذاته وأحلامه وحريته وذاكرته ومغامراته في التجريب والتجديد.
من جانبه، يؤكد الناقد محمد العباس أن الثقافة العربية ستستمر في حيرتها وعطالتها، موضحا أن الثقافة ليست مجرد رواية أو قصيدة تكتب في لحظ انعدام وزن حضاري لتصف الحال والمال، بل هي فعل إنتاجي نقدي لواقع معاش ومستقل مأمول، وهي لا تنتعش إلا في ظل نهضة سياسية اجتماعية حقوقية شاملة، وهذا أمر لا يتوفر الآن في الحياة العربية، وبالتالي لا يمكن للوعي كما تمثله الثقافة العربية أن يتقدم الواقع بمثالية، فتلك أحلام زائفة أقرب إلى الرعونة، وأظن أن الثقافة العربية بشكل عام تحتاج إلى فعل التراكم التاريخي.
أما الروائي الجزائري واسيني الأعرج، فأوضح أن الثقافة أصبحت جزئية وثانوية، وتدورت القضية القضائية في ظل التفكك العنيف للدولة العربية التي لا تتيح فرصة لبناء منظومة ثقافية جديدة، مشيرا إلى أن المشروع الثقافي العربي عانى من أزمات كثيرة، مشيرا إلى أن المشروع الثقافي العربي يحتاج إلى رؤية تعددية وواضحة من طرف الدولة المتبنية لمشروع المواطنة وجهد متكاتف من المثقفين. أما الناقد الدكتور محمد الشنطي، فيؤكد أن الثقافة العربية كانت إما معادلات فكرية جبرية يصعب إدراكها على المثقف العادي، أو حوارات جدلية «سفسطائية» أو انحيازات صماء لأفكار ومذاهب دون تمحيص جاد.
وأضاف: إن الفكر الأدبي كان أشتاتا من النظريات والمناهج، وأُنفق كثير من الوقت، وسودت آلاف الصفحات من مناقشات بيزنطية حول الحداثة والغموض وحرية الإبداع، فتفرقت بنا السبل، وتشعبت وغفلنا عن نسيج خطاب قوي رصين مدرك لطبيعة الواقع وإشكالاته.
وأكد أن سبل الخروج من هذا المأزق عبر رؤية جادة، وإن تعددت زواياها، أما ما كان من تساؤلات حول طبيعة الأدب وفيما إذا كان مجرد مغامرة لغوية أو حاملا لرسالة إصلاحية والوقوف عند رؤى حدية صارمة متقنة، فكان هدرا وتبديدا للطاقة لا تحتمله الظروف.
ويشير الناقد والمفكر حسن حفني إلى ثلاث جبهات تحتاج لتعاطٍ فكري رشيد للانفلات من أزمة الثقافة العربية، التي يعتبرها خانقة، موضحا أن الخطوة تكون في قراءة أكثر نقدية للموروث، ومؤكدا: لا يوجد وصف سحري للعلاج، بل هناك مسار طبيعي لها وتفاعل الإرادات البشرية معها، فالأزمة مرتبطة بتكون المجتمعات بتحقق الإرادات الإنسانية الحرة المتصارعة، ومبينا أن الرغبة في تعذيب الذات وتضخيم العيوب بل وتبرير العجز هي التي تدفعنا إلى إيهام أنفسنا وغيرنا بأن أزمتنا فريدة من نوعها، وتستعصي على الحل.
وأضاف: «ليست الأزمة خاصة بالمجتمع العربي وحده، فلا يكاد يوجد مجتمع خال من أزمة، فهناك أزمة في المجتمع الغربي وأزمة أخرى في المجتمع الشرقي، توجد أزمة في الثقافة الفرنسية وتوجد أزمة أخرى في الثقافة الأمريكية»، مؤكدا أن الوعي بالأزمة يمثل أولى مراحل تجاوزها وبداية الإحساس بها وتشخيصها ومعرفة أسبابها ثم تحريكها من أجل استيعابها ونقلها من السلب إلى الإيجاب.