يعشق الفنان التشكيلي اليمني عدنان جمّن، البيئة الاجتماعية اليمنية، فيتابع تفاصيلها ويعيد تشكيلها في لوحات فنية تطابق الواقع أياً كان.
ويملك جمّن قدرة تفوق الكاميرا الضوئية في الدقة والجمال حينما يرسم الوجوه، الأمر الذي جعله واحدا من أبرز فناني «البورتريه» في اليمن، يميل إلى «الواقعية التأثيرية» التي استلهمها من أساتذته الروس.
ولا يخفي جمّن في حواره مع «عكاظ» تأثر تجربته الفنية بالبيئة التي أحاطت به صغيراً في منزل يعج بالفن، الأمر الذي ساهم في تعلقه برسم الوجوه منذ وقت مبكر جدا، إضافة إلى تأثره بأخيه الأكبر شكيب، الذي كان يرسم ويخط اللوحات الجميلة أمامه قبل أن يدخل المدرسة.
أخذت الحرب في اليمن الفنان التشكيلي من لوحته وفرشاته ومن رسم البيوت العتيقة وعوالمها وملامح البسطاء التي يألفها إلى المطبخ الذي تحول فيه إلى «طاه» يعد الوجبات ويسعى لإنقاذ أسرته من الضياع.
قبل الحرب في اليمن كان يعمل رساما توعويا للكثير من المنظمات الدولية التي اختفى معظمها -كما يقول- بسبب الحرب، ومع أن موهبته الفنية التشكيلية لم تكن توفر له الدخل الكبير حتى في أوقات السلم إلا أنها كانت تستر الحال.. المزيد مع الفنان جمّن في الحوار التالي:
* كفنان تشكيلي ابتداء لمن وجهت جهدك؟
** كنت أوجه اهتمامي أكثر لرسم بسطاء الناس، كنت أميل لرسم كبار السن لكنني في الفترة الأخيرة رسمت «بورتريهات» لنساء وأطفال، إضافة لرسم البيوت العتيقة.
* ماذا عن أول لوحة رسمتها.. كيف.. ومتى؟
** بدأت أرسم قبل دخولي المدرسة، ولكنني أزعم أن أول لوحة حقيقية رسمتها كانت في الصف الثاني الإعدادي، وفزت بالمركز الأول على مستوى المدارس، وكانت لسفينة إنجليزية تمخر عباب الماء، بألوان «التمبرا» على كرتون مقوى.
* هل درست الفنون أم أنها موهبة ونميتها فقط؟
** درست في عدن على يد أساتذة روس أصول التصوير الزيتي نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات، وحصلت على عدة دورات قصيرة خارج البلد، لكنني دائماً كنت أعتمد على الموهبة التي حباني الله بها.
* ما الذي غيرته الحرب في اليمن عليك كفنان تشكيلي؟
** الحرب أيقظت في داخلي غريزة البقاء والحفاظ على أسرتي من خطر الفقر والحاجة، الحرب حوّلتني إلى مقاتل، ولكن في جبهة الفاقة، اليوم أنا الأب الذي يحمي أسرته لست الفنان التشكيلي الذي كنت قبل الحرب.
* لم تعد اليوم فنانا تشكيليا تداعب أناملك الريشة واللون كما علمت، تحولت إلى (طاه) تعدّ الوجبات للزبائن.. كيف تم هذا التحول.. ولم؟
** مهنة الطهي هي التي أنقذنا بها أسرتنا من الضياع، لا أزعم أن مهنتي كفنان كانت في أحسن الأحوال قبل قيام الحرب، لكني كنت أعيش مستورا من عملي كرسام توعوي للكثير من المنظمات الدولية التي اختفى معظمها بسبب الحرب، لكن حتى موهبتي كفنان تشكيلي أو كرسام كاريكاتير مخضرم لم تكن مصدر دخل يعتمد عليه حتى في زمن السلم، والسبب أنه لا يوجد سوق في اليمن لهذا النوع من الفنون.
* ما الأمنية التي تبحث عنها اليوم وترجو أن تتحقق؟
** على الصعيد الشخصي أتمنى أن أكمل بناء بيتي الصغير حتى يصير لي عنوان، وعلى الصعيد العام أرجو أن يرحل كل الطغاة ويلملموا معهم الأسلحة، نريد أن نعيش حياتنا بسلام، اليمن لا تستحق كل هذا القتل والدمار.
* ما اللوحة التي تمنيت رسمها ولم تفعل.. ولماذا؟
** تمنيت أن أرسم والدي الراحل الذي توفي في عز شبابه، لكني كلما أمسكت القلم تخشبت أصابعي وتفسد دموعي ورقة الرسم.
ويملك جمّن قدرة تفوق الكاميرا الضوئية في الدقة والجمال حينما يرسم الوجوه، الأمر الذي جعله واحدا من أبرز فناني «البورتريه» في اليمن، يميل إلى «الواقعية التأثيرية» التي استلهمها من أساتذته الروس.
ولا يخفي جمّن في حواره مع «عكاظ» تأثر تجربته الفنية بالبيئة التي أحاطت به صغيراً في منزل يعج بالفن، الأمر الذي ساهم في تعلقه برسم الوجوه منذ وقت مبكر جدا، إضافة إلى تأثره بأخيه الأكبر شكيب، الذي كان يرسم ويخط اللوحات الجميلة أمامه قبل أن يدخل المدرسة.
أخذت الحرب في اليمن الفنان التشكيلي من لوحته وفرشاته ومن رسم البيوت العتيقة وعوالمها وملامح البسطاء التي يألفها إلى المطبخ الذي تحول فيه إلى «طاه» يعد الوجبات ويسعى لإنقاذ أسرته من الضياع.
قبل الحرب في اليمن كان يعمل رساما توعويا للكثير من المنظمات الدولية التي اختفى معظمها -كما يقول- بسبب الحرب، ومع أن موهبته الفنية التشكيلية لم تكن توفر له الدخل الكبير حتى في أوقات السلم إلا أنها كانت تستر الحال.. المزيد مع الفنان جمّن في الحوار التالي:
* كفنان تشكيلي ابتداء لمن وجهت جهدك؟
** كنت أوجه اهتمامي أكثر لرسم بسطاء الناس، كنت أميل لرسم كبار السن لكنني في الفترة الأخيرة رسمت «بورتريهات» لنساء وأطفال، إضافة لرسم البيوت العتيقة.
* ماذا عن أول لوحة رسمتها.. كيف.. ومتى؟
** بدأت أرسم قبل دخولي المدرسة، ولكنني أزعم أن أول لوحة حقيقية رسمتها كانت في الصف الثاني الإعدادي، وفزت بالمركز الأول على مستوى المدارس، وكانت لسفينة إنجليزية تمخر عباب الماء، بألوان «التمبرا» على كرتون مقوى.
* هل درست الفنون أم أنها موهبة ونميتها فقط؟
** درست في عدن على يد أساتذة روس أصول التصوير الزيتي نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات، وحصلت على عدة دورات قصيرة خارج البلد، لكنني دائماً كنت أعتمد على الموهبة التي حباني الله بها.
* ما الذي غيرته الحرب في اليمن عليك كفنان تشكيلي؟
** الحرب أيقظت في داخلي غريزة البقاء والحفاظ على أسرتي من خطر الفقر والحاجة، الحرب حوّلتني إلى مقاتل، ولكن في جبهة الفاقة، اليوم أنا الأب الذي يحمي أسرته لست الفنان التشكيلي الذي كنت قبل الحرب.
* لم تعد اليوم فنانا تشكيليا تداعب أناملك الريشة واللون كما علمت، تحولت إلى (طاه) تعدّ الوجبات للزبائن.. كيف تم هذا التحول.. ولم؟
** مهنة الطهي هي التي أنقذنا بها أسرتنا من الضياع، لا أزعم أن مهنتي كفنان كانت في أحسن الأحوال قبل قيام الحرب، لكني كنت أعيش مستورا من عملي كرسام توعوي للكثير من المنظمات الدولية التي اختفى معظمها بسبب الحرب، لكن حتى موهبتي كفنان تشكيلي أو كرسام كاريكاتير مخضرم لم تكن مصدر دخل يعتمد عليه حتى في زمن السلم، والسبب أنه لا يوجد سوق في اليمن لهذا النوع من الفنون.
* ما الأمنية التي تبحث عنها اليوم وترجو أن تتحقق؟
** على الصعيد الشخصي أتمنى أن أكمل بناء بيتي الصغير حتى يصير لي عنوان، وعلى الصعيد العام أرجو أن يرحل كل الطغاة ويلملموا معهم الأسلحة، نريد أن نعيش حياتنا بسلام، اليمن لا تستحق كل هذا القتل والدمار.
* ما اللوحة التي تمنيت رسمها ولم تفعل.. ولماذا؟
** تمنيت أن أرسم والدي الراحل الذي توفي في عز شبابه، لكني كلما أمسكت القلم تخشبت أصابعي وتفسد دموعي ورقة الرسم.