حسن النجار
حسن النجار
-A +A
حسن النجار
ويرسمُنا العمرُ ضحكةَ وردٍ

وينشرُ للحبِّ عطرَ هَوانا


ويأخذُنا للبعيدِ البعيدِ

ويلهمُنا في امتزاجِ رؤانا

يلوِّنُنا زهرةً زهرةً

تعانَقَتا، فتفشَّى شذانا

ويسكبُنا مثلَ بقعةِ ضوءٍ

بسِفْرِ الهوى، فاستحَلْنا جُمانا

وباحتْ بأسرارِنا شُرْفَةٌ

تُطيلُ تأمُّلَها في مَدانا

تُعَتِّقُنا الأُمسياتُ، النَّهاراتُ،

والصَّلَواتُ تضمُّ رَجانا

فما أقدسَ الحبَّ في لحظةٍ

وقعنا بهِ، فصعدنا كلانا!

ملائكةً، كنقاءِ النَّدى

تضجُّ السماءُ بصوتِ غِنانا

وتُخفي الغيومُ وِشايتَها

وتكتمُ غِبطتَها إذْ ترانا

ويفضحُها مطرٌ من سؤالٍ

وتشهَقُ حين تناءتْ خُطانا

ونمضي، رحابةُ هذي السماءِ

تفتِّحُ أبوابَها في لِقانا

وننهلُ دهراً من العمرِ صفواً

ونشربُ كاساتِهِ.. كم روانا!

نخافُ على الحبِّ من لحظةٍ

بها نتجرَّعُ كأسَ جَفانا

فإنْ وَخَزَتْنا مواسمُ جَزْرٍ

نعودُ، كأنَّ الجَفا ما اعترانا

كشوقِ النوارسِ للبحرِ، قِبلتُها

ساحلٌ عن هواهُ أبانا

فإنا بمنعطفاتِ الحياةِ

نعودُ إلينا، نزيدُ افتتانا

نؤوبُ إلى شهقةِ النَّظَراتِ التي

... أوقدتْ شمعتَيْنا زمانا

نلوذُ بها نظرةً كتبتْنا

سطوراً بدفترِ عشقٍ حكانا

فنُبعثُ حباً جديداً، ينابيعُ

... وجدٍ تمدُّ لنا العنفوانا

وفي كلِّ دربِ لنا ذكرياتٌ

تلوحُ، تشاغبُنا في مَدانا

أراجيحُ حُلْمٍ، وقُبلةُ ضوءٍ

على ضحكَتَيْنا ونجوى مُنانا

وعطرٌ يبوحُ به الوقتُ،

يمرحُ كالأمنياتِ، ويُحيي المكانا

كلانا شواطئُ حبٍّ، ومرسى

بأحضانِهِ يستريحُ كلانا

ونسكُنُ لحناً ببالِ الأغاني

ويحتارُ فينا ارتدادُ صَدانا

ونصبو إلى أن يدومَ هوانا

ويبقى -كما كانَ- في مُبتدانا

* الإمارات العربية المتحدة