-A +A
غسّان الخنيزي *
شدني وشغلني كثيراً مقالك الغني بالمعلومات والتحليل، وجعلني في موضع التفكير في إمكانيات وإشكاليات وحساسيات الكتابة عن هذا الجانب الذي أسميته في إحدى مقابلاتك التلفزيونية بالتاريخ الاجتماعي.

هنالك رصد وتحليل عميقان يعكسان كالعادة معايشتك لهذه السيرورة وسعة اطلاعك على الأحداث والأدبيات المرادفة لها. كنت أرى أن مثل هذه المادة قد تضيق بها صفحة جريدة يومية أكان لجهة المساحة المفردة أو لجهة سقف المزاج العام الذي يحكم اللحظة، ولكن هذه وجهة نظر شخص «جالس على الكنبة»! ما يتمنى المرء هو دراسة تتسع لكل السرديات ذات الصِّلة بما فيها المتغيرات الاجتماعية والثقافية والأمنية التي جاء بعضها ضمن توجهات مرسومة وبعضها كنتاج للتطورات المحلية والإقليمية الموازية والمتقاطعة معها لفترة قد تعود إلى مطلع الستينيات والتي ساهمت وعززت من فرص الإسلام السياسي بكل أطيافه وموجاته، ومعلوم أن بعض هذه السرديات قد يصعب الخوض فيها في كل منبر أو فرصة متاحة وأن ما لا يدرك كله لا يترك جله.


لاحظت إشارات من تعليقاتك وتعليقات من آخرين عن شبهة الدافع العائلي، وكنت أتخيل أن المقصود هنا هو شخصية عبدالكريم الحمود التي جرى تسقيطها بصورة عنيفة في فترة مبكرة من الثمانينات وتمثل مثالاً مناسباً وراهناً طوال الوقت لذهنية وأساليب التخوين التي ربما بكر باستخدامها الشيرازيون قبل غيرهم، ولكنها تظل مثالاً متاحاً على الدوام لأساليب كل الجماعات.. ثم هنالك بالطبع أيضاً القوائم السوداء التي ظهرت واطلعت عليها في صفوى حينها، وكما عرفت أخيراً من مجرى النقاش في سيهات في نهاية الثمانينات أو بداية التسعينات بأسماء خصومهم في المجتمع. الحديث لا يتوقف والتفكير في هذه القضية مدعاته هي الانهيارات التغييبية المتواصلة في هذه الحاضنة التي نعيش في كنفها، وأحببت أن أوصل لك بعضاً مما في الخاطر.

* ناقد وشاعر سعودي