لا يعرّف محمد زايد بموضوعية إلا محمد زايد، يقول في تغريدة «رغم أن غراب الغياب، الذي يتلصص من شرفة العمر، يربكني، لم يزل هدهدٌ يتسكع في الروحِ يمحو الزمانَ ليكتبني سدرةً فوق هذا التراب»، ويؤكد أنه لا يكره أحداً كونه اختار خصومه بعقله، وأصدقاءه بعاطفته.
الحوار مع شاعر تعلو على صوته نظريات المفكر، وإداري يعمل بعين الحقوقي مدعاة لكثير من التبعات التي أتحملها برحابة صدر لاعتبارات عدة، وهنا مساحة نجحنا في استدراج أبي عبدالخالق إليها:
• كيف ترى ما نعيشه اليوم؟
•• الدولة من شأنها تفكيك مفاصل الدولة العميقة التي استولى عليها حزب واحد، خرابنا هو في المركزيّة والشموليّة مهما كان لونها ومهما كانت هويتها، حزب البعث (مثلاً) كان تقدميا ولكنه كان شموليّاً فلم يخلف سوى الثارات والطائفية والعرقية، هندسة المجتمع وإطلاقه في فضاء قانوني ومرجعيّة قضائية ودون ذلك لا يفضي إلاّ إلى تقويض يكشف عن وحشية خطرة.
• ما دور الفنون والآداب في التصدي للتطرف؟
•• الفنون والآداب تشظت بين استغلال مافيا النشر، ومقاولات الإنتاج الفني، وانفصلت عن واقع النضال من أجل مؤسساتها.
• ماذا عن المستقلين؟
•• المستقلّون اليوم تتبناهم مؤسسات أجنبيّة، ومحليّة مرتبطة برسملة المعرفة والإبداع، والحكومات لا تدفع بدعم إلاّ عن طريق مافيات التسويق والإنتاج التي اخترقت منصات القرار والتمويل الحرّ.
• من أفشلَ مشروعَ النخبة؟
•• الذي أفشل مشروع النخب خطط الأكاديميين لتقويض مشروعات ذوي الفنون الحرة ومنتجي المعرفة والإبداع المستقلين، والأكاديميون نتاج مدرسة ترى الكون الاجتماعي من خلال معايير مدرسيّة قاصرة وفاقدة الحريّة، وتتمترس وراء مناهج لا يعرفها مجتمع المعرفة والإبداع الحرّ.
• أين قدرة المثقف على التحصين؟
•• لم يتمكن المثقف من حماية فضائه المؤسسي من قرصنة الأكاديميا البليدة والمتغوّلة كسرطان في جسد المعرفة الشاملة، أنظر للأندية الأدبيّة.
• ألا ترى أن العالم العربي ثار على الكراهية والأفكار الحزبية المتطرفة؟
•• الثورة من الأعلى تخفي الثعابين ولكنها لا تقضي عليها، وتؤجل استحقاقات الصراع المدني السياسي وتفعّل أدوات القمع الأمني وتؤدي إلى استرخاء وراحة مؤقتة للنخب المنهكة، ولكنّها لا تقضي على الخطر، بل تؤجل ظهوره وتكسبه أدوات مناورة جديدة.
• ما دور المثقف في الحد من تغوّل الخطابات الوعظية؟
•• المثقف فارغ فلسفيّاً وسياسيّاً والنادر ضعيف وغير فعال وانعزاليّ ولا أعفي نفسي من التهمة.
• ألا نعيش صحوة متنورة؟
•• لا تختلف الصحوة (الإعلاميّة) عن الصحوة (الطائفية) فالكلّ يعتقد أنّه أفاق بعد غيبوبة ويبشّر بصحوته.
• على ماذا تتحفظ في مشهدنا الثقافي؟
•• استثمار نجوم يسيطرون على الوجدان العام، كالمطربين والممثلين والإعلاميين، إذ يعتبر ذلك من علامات ضعف الموقف واستغفال العواطف الشعبيّة،، كما ظهرت سلالة من الأدباء مهمتهم تلميع دعيّات الكتابة الأدبيّة شعراً ونثراً لذا أنصح الواثقات من أنفسهن الابتعاد عن استشارة هؤلاء.
• لماذا لذتَ بالصمت الطويل؟
•• لا أدري لماذا يريحني تجاهل بعض ما أكتب ولا يبهجني التجاوب الواسع؟ هل هو الأمل أم الخوف أم البحث عن طريق ثالث؟ أنا أحاكم ذاتي!
• هل انتهى عصر الجماعات التكفيرية؟
•• ( داعش) و(بوكو حرام) وغيرهما، تبقى مجرّد (تطبيقات) يمكن أن تنتهي صلاحية استخدامها ويظهر سواها، المشكلة في (نظام التشغيل).
• كيف تقرأ تعاطف الجنوبيين مع صحوة الثمانينات؟
•• الشخصيّة الفلاحيّة سهلة الانقياد ويمكن خداعها واستغلالها ببساطة شديدة من قبل الفئات التي لا تنتمي لفضائها الثقافي.
• ماذا سلبت منك الصحوة؟
•• لم تسلب الصحوة يوماً عقلي ولا مبادئي ولكنها سلبت رزقي وحريتي، فمن ينصف جيلي المغبون التعيس؟
• ألم تدمّر الحياة؟
ـ تدمير روح الفلاّح أكثر بشاعة من تدمير حقله، وهذا ما حدث لأرواحنا نحن الذين نصنع من الفقدان كتابة بلهاء!
الحوار مع شاعر تعلو على صوته نظريات المفكر، وإداري يعمل بعين الحقوقي مدعاة لكثير من التبعات التي أتحملها برحابة صدر لاعتبارات عدة، وهنا مساحة نجحنا في استدراج أبي عبدالخالق إليها:
• كيف ترى ما نعيشه اليوم؟
•• الدولة من شأنها تفكيك مفاصل الدولة العميقة التي استولى عليها حزب واحد، خرابنا هو في المركزيّة والشموليّة مهما كان لونها ومهما كانت هويتها، حزب البعث (مثلاً) كان تقدميا ولكنه كان شموليّاً فلم يخلف سوى الثارات والطائفية والعرقية، هندسة المجتمع وإطلاقه في فضاء قانوني ومرجعيّة قضائية ودون ذلك لا يفضي إلاّ إلى تقويض يكشف عن وحشية خطرة.
• ما دور الفنون والآداب في التصدي للتطرف؟
•• الفنون والآداب تشظت بين استغلال مافيا النشر، ومقاولات الإنتاج الفني، وانفصلت عن واقع النضال من أجل مؤسساتها.
• ماذا عن المستقلين؟
•• المستقلّون اليوم تتبناهم مؤسسات أجنبيّة، ومحليّة مرتبطة برسملة المعرفة والإبداع، والحكومات لا تدفع بدعم إلاّ عن طريق مافيات التسويق والإنتاج التي اخترقت منصات القرار والتمويل الحرّ.
• من أفشلَ مشروعَ النخبة؟
•• الذي أفشل مشروع النخب خطط الأكاديميين لتقويض مشروعات ذوي الفنون الحرة ومنتجي المعرفة والإبداع المستقلين، والأكاديميون نتاج مدرسة ترى الكون الاجتماعي من خلال معايير مدرسيّة قاصرة وفاقدة الحريّة، وتتمترس وراء مناهج لا يعرفها مجتمع المعرفة والإبداع الحرّ.
• أين قدرة المثقف على التحصين؟
•• لم يتمكن المثقف من حماية فضائه المؤسسي من قرصنة الأكاديميا البليدة والمتغوّلة كسرطان في جسد المعرفة الشاملة، أنظر للأندية الأدبيّة.
• ألا ترى أن العالم العربي ثار على الكراهية والأفكار الحزبية المتطرفة؟
•• الثورة من الأعلى تخفي الثعابين ولكنها لا تقضي عليها، وتؤجل استحقاقات الصراع المدني السياسي وتفعّل أدوات القمع الأمني وتؤدي إلى استرخاء وراحة مؤقتة للنخب المنهكة، ولكنّها لا تقضي على الخطر، بل تؤجل ظهوره وتكسبه أدوات مناورة جديدة.
• ما دور المثقف في الحد من تغوّل الخطابات الوعظية؟
•• المثقف فارغ فلسفيّاً وسياسيّاً والنادر ضعيف وغير فعال وانعزاليّ ولا أعفي نفسي من التهمة.
• ألا نعيش صحوة متنورة؟
•• لا تختلف الصحوة (الإعلاميّة) عن الصحوة (الطائفية) فالكلّ يعتقد أنّه أفاق بعد غيبوبة ويبشّر بصحوته.
• على ماذا تتحفظ في مشهدنا الثقافي؟
•• استثمار نجوم يسيطرون على الوجدان العام، كالمطربين والممثلين والإعلاميين، إذ يعتبر ذلك من علامات ضعف الموقف واستغفال العواطف الشعبيّة،، كما ظهرت سلالة من الأدباء مهمتهم تلميع دعيّات الكتابة الأدبيّة شعراً ونثراً لذا أنصح الواثقات من أنفسهن الابتعاد عن استشارة هؤلاء.
• لماذا لذتَ بالصمت الطويل؟
•• لا أدري لماذا يريحني تجاهل بعض ما أكتب ولا يبهجني التجاوب الواسع؟ هل هو الأمل أم الخوف أم البحث عن طريق ثالث؟ أنا أحاكم ذاتي!
• هل انتهى عصر الجماعات التكفيرية؟
•• ( داعش) و(بوكو حرام) وغيرهما، تبقى مجرّد (تطبيقات) يمكن أن تنتهي صلاحية استخدامها ويظهر سواها، المشكلة في (نظام التشغيل).
• كيف تقرأ تعاطف الجنوبيين مع صحوة الثمانينات؟
•• الشخصيّة الفلاحيّة سهلة الانقياد ويمكن خداعها واستغلالها ببساطة شديدة من قبل الفئات التي لا تنتمي لفضائها الثقافي.
• ماذا سلبت منك الصحوة؟
•• لم تسلب الصحوة يوماً عقلي ولا مبادئي ولكنها سلبت رزقي وحريتي، فمن ينصف جيلي المغبون التعيس؟
• ألم تدمّر الحياة؟
ـ تدمير روح الفلاّح أكثر بشاعة من تدمير حقله، وهذا ما حدث لأرواحنا نحن الذين نصنع من الفقدان كتابة بلهاء!