نجحت أمانة ملتقى مكة الثقافي في تخصيص ندوة المناظرة لتعزيز مفهوم القدوة، واختارت للمشاركة فيها شبان وفتيات، لتسليط الضوء على الدور الايجابي للمشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيزهم القدوة.
حقق منظمو الندوة الغاية بافتعال قضية بين الفريقين، فيما رصدت لجنة التحكيم الوقت ولغة الخطاب بين المتحاورين، وانتصر فريق الفتيات للمشاهير في تأكيد ايجابيتهم، ورفضن فرض الوصاية على المشاهير، وتحفظن على رصد السلبيات عوضا عن الإشادة بالإيجابيات.
ولفت فريق الفتيات إلى أن المشاهير بشر لهم وعليهم، إلا أن منهم علماء وأطباء ودعاة ومن غيرهم جدير بأن يكون قدوة كما قلن، وأكدن أن المشاهير ينطلقون من حسن النوايا وإن ظهر منهم تجاوزات غير مقصودة.
فيما رفض فريق الشبان أن يكون مشاهير التواصل قدوة وسردوا سلبيات لا حصر لها، لأنهم بوصفهم القدوة من يقدم عملا لوطنه غير مسبوق فيه.
يميل فريق الشبان إلى أن المشاهير يسيئون لمفهوم القدوة، وذلك كون زادهم المعرفي ضئيل إن لم يكن منعدم، وتحفظ فريق الشبان على تصنع المشاهير، وإساءتهم للمجتمع بموادهم السطحية، وثقتهم الزائدة بأنفسهم التي تدفع للإساءة للذوق العام وتلويث أذهان الجيل المراهق بمحاكاتهم في سلوكياتهم، ومشوهين لمفهوم القدوة كونهم لا يعتمدون القيم الأخلاقية وإنما ينطلقون من هوى وحب للأضواء.
واستثنى المتحدثون النخب المثقفة التي اشتهرت قبل اكتشاف وسائل التواصل، لأن المثقف بلغ الشهرة من خلال المعرفة والقراءة والكتابة، ما يجعل مشاهير الثقافة قدوات حسنة بدليل تركهم بصمات جلية على المشهد الاجتماعي.
وذهبوا إلى رفض الاقتداء بالمشاهير كونهم لا يدعون للفضيلة، وكل هاجسهم الارتقاء على أكتاف القدوات الحقيقية، إضافة إلى تعلقهم بالأرقام وبلوغ «الترند»، وأن تأثيرهم السلبي أشبه بالعدوى الوبائية، وأضافوا أن الحديث عن الغالبية من المشاهير.
من جهتها، أكدت لجنة التحكيم أن الفريقين نجحا في لغة الحوار وإيراد الحجج والبراهين، وانتصر كل فريق لوجهة نظره دون تجاوز، وكشفت أن الندوة تضمنت رسالة للحضور في الارتقاء بحواراتنا واحترام اختلاف وجهات النظر، وأن زاوية الرؤية للحقيقة نسبية، كون للحقيقة أكثر من وجه.
وأشادت اللجنة بإجادة كل فريق لدوره وتقمص الانفعالات الموحية، والتعامل مع الطرف الآخر كندّ دون تحويله إلى خصم أو عدو شأن المناظرات العبثية، مؤكدين أن كل وسيلة تواصل مع الجمهور لها مشاهيرها، وطالبوا الجمهور التفاعل والتصويت للفريقين.