ليس بالضرورة أن يكون الشعر دوماً قرين المبهج، والسار، والسعيد، والسريالي، أو البوهيمي، إنه ونّة قلب جريح، ومعاناة عشق لا يريح ولا يستريح، بل هو نضال إنساني يقاوم ويتصدى لكل خصال القبح والتشويه والغدر والخيانة، ومهما بلغت قدرات الشاعر في تجلية غامض، أو التبشير بنبوءة، أو تفجير مكنون إنسان، أو تنفيس احتقاناته، إلا أنه يظل مثلنا، يسكنه ذلك الخوف الذي لم تتحرر منه طفولتنا الأولى، وقصيدة نايف صقر «وجه الطريق أسمر» نابعة من شعرية خائفة، فالخوف يجتاح المطلع الباهي، وإن سكننا بمفاتن الطمأنة، وأخذنا بكل ما فينا من لهفة لقاء، إلى كمائنه المموهة بالحُسنِ، والمؤسسة على النوايا الحسنة، والمموهة بالوجل من المستقبل (الموت حظ القلم والمجد للدفتر، حبر القلم غلطتي وأيامي أوراقي، الخوف يجتاحني وجه الطريق أسمر، راح أكثر العمر يا خوفي على الباقي).
تجربة نايف صقر فارهة الحضور، وربما لم تستسلم كثيراً لرؤى النقاد الذين يرون أن وظيفة الشعر التغيير، كونه اعتنى بالتجربة العامرة بالكشف، وترميم الذات، وزرع أمل في طريق الكادحين، دون استكانة لاحتمالات المخاطر، وإن تحول الطريق إلى ظلام، فالشعر الحقيقي يضيء داخل الشاعر وخارجه، ويعزز من كبريائه، ورفضه الانكسار (يا جرح رافقتني للناس لا تظهر، وان عشت في نظرتي ما مت باعماقي، يا صوت لا تلتحف صمتي ولا تصبر، قل ما تبي واترك الهقوه على الهاقي، والخطوه اللي عن آخر سكتي تقصر، ما هيب من طبع رجليني ولا ساقي).
وما الشعر، إن لم يكن اعتداداً بذات شاعرة حقيقية وغير مزيفة، بعيداً عن حسابات الربح والخسارة. الشعر صنو الرؤيا، ولا يتحمل الكثير من الزج به في أتون أدلجة أو تحزّب إلا للجمال، ولا يعنيه إصلاح واقع بدوافع أخلاقية أو سياسية، ولا يعنّت كاهليه بحمل مهمات دعائية، بل هو السهم العكسي الغائر إلى عمق الضعف المستخفي وراء أضواء الإعجاب (ما نيب من عاش لا يربح ولا يخسر، ولا هو ضرري تكون أفعالي أخلاقي، ثراي ما ينشد الغيمه متى تمطر، ما دامها في سماي تحن لاغراقي).
ولا مناص من تحول الشاعر من منطقة ضعفه المطبوع، إلى فضاء التحدي المصنوع، (رح وين ما تشتهي رح قد ما تقدر، أنا اول الناس في قلبك وانا الباقي) إنها إملاءات عاشق، أرهقه التذكر، وسكنه الخوف مجدداً من ضياع محبوب تعجز عن استيعابه الأسامي، فيشرف على محيط المعاجم ليسد به عطش الأنهار الحامضة، وكلما رنا إلى أفق متغضّن الملامح، فزعَ إلى قاموسه الحيوي بالتسامي (يكفيني انك تعذبني وانا اتفجر، قصايدٍ تنتظرها كل عشاقي، وانا قصيدي يجي مختارني مهجر، وأنبت عشانه نخل وسنيني الساقي).
تجربة نايف صقر فارهة الحضور، وربما لم تستسلم كثيراً لرؤى النقاد الذين يرون أن وظيفة الشعر التغيير، كونه اعتنى بالتجربة العامرة بالكشف، وترميم الذات، وزرع أمل في طريق الكادحين، دون استكانة لاحتمالات المخاطر، وإن تحول الطريق إلى ظلام، فالشعر الحقيقي يضيء داخل الشاعر وخارجه، ويعزز من كبريائه، ورفضه الانكسار (يا جرح رافقتني للناس لا تظهر، وان عشت في نظرتي ما مت باعماقي، يا صوت لا تلتحف صمتي ولا تصبر، قل ما تبي واترك الهقوه على الهاقي، والخطوه اللي عن آخر سكتي تقصر، ما هيب من طبع رجليني ولا ساقي).
وما الشعر، إن لم يكن اعتداداً بذات شاعرة حقيقية وغير مزيفة، بعيداً عن حسابات الربح والخسارة. الشعر صنو الرؤيا، ولا يتحمل الكثير من الزج به في أتون أدلجة أو تحزّب إلا للجمال، ولا يعنيه إصلاح واقع بدوافع أخلاقية أو سياسية، ولا يعنّت كاهليه بحمل مهمات دعائية، بل هو السهم العكسي الغائر إلى عمق الضعف المستخفي وراء أضواء الإعجاب (ما نيب من عاش لا يربح ولا يخسر، ولا هو ضرري تكون أفعالي أخلاقي، ثراي ما ينشد الغيمه متى تمطر، ما دامها في سماي تحن لاغراقي).
ولا مناص من تحول الشاعر من منطقة ضعفه المطبوع، إلى فضاء التحدي المصنوع، (رح وين ما تشتهي رح قد ما تقدر، أنا اول الناس في قلبك وانا الباقي) إنها إملاءات عاشق، أرهقه التذكر، وسكنه الخوف مجدداً من ضياع محبوب تعجز عن استيعابه الأسامي، فيشرف على محيط المعاجم ليسد به عطش الأنهار الحامضة، وكلما رنا إلى أفق متغضّن الملامح، فزعَ إلى قاموسه الحيوي بالتسامي (يكفيني انك تعذبني وانا اتفجر، قصايدٍ تنتظرها كل عشاقي، وانا قصيدي يجي مختارني مهجر، وأنبت عشانه نخل وسنيني الساقي).