لأعودَ لي..
أحتاجُ اسماً باتساعِ الرَّملِ في عينِ المسافرِ والغريبْ.
أحتاجُ اسمًا لا يغيبْ.
اسمًا يهجّيني السؤالَ المرَّ:
من سرقَ الفراشةَ من دمِي؟
من شرَّد الأطفالَ في صَدري؟
ومن تركَ الورودَ الــ تستغيثُ بلا مُجيبْ؟
أحتاجُ عينًا تفهمُ الصَّمتَ المبعثرَ للمحارةِ
والترابَ على وجوهِ العائدينَ بصيدهمْ..
والراحلينَ إلى المغيبْ.
لأعودَ لي..
أحتاجُ عافيةَ النهارِ
وحكمةَ الليلِ الحنونِ على الأراملِ واليتامى.
أحتاجُ معجزةَ الأمومةِ حين تزهرُ في السنينْ.
أحتاجُ دمعاً مثل دمعِ الطيبينْ.
لأعودَ لي..
أحتاجُ ماضيا لا يخونْ.
لأراهُ مِن غبشِ الزجاجِ
فليس تخلقهُ العيونُ
وليس تمحوهُ العيونْ.
مَنْ يأخذُ العهدَ القديمَ
على المسافةِ أن تكونْ؟
مَنْ يُرجِع الأملَ الممزَّقَ
بين أنيابِ الظنونْ؟
مَنْ يحرس الخطواتِ من غمزِ الحجارةِ
واغتيابِ الشوكِ
مَنْ يحمي الممرات الكسيرةِ
مِنْ وعودٍ لا تجيءُ
ومِنْ لقاءٍ لا يطولْ؟
مَنْ يحرس العشبَ المجاورَ للمقابرِ
والزهورَ على الطلولْ؟
أحتاجني..
أحتاج صدقَ الماءِ في وجه الغبارِ
وجرأة القصبِ المكابرِ في الحقولْ
أبدًا أحاور زرقة الوجع المخثر في وريدي:
لا تنادي العابرينَ..
فليسَ توجعني الجروحُ
وليسَ توجعني الطعونْ.
لأعودَ لي..
أحتاجُ صوتاً لا يساومني على ثمن النداءْ
صوتًا أورّثه الطفولةَ
والينابيعَ الحميمة في أراضي الذاكرةْ
صوتًا أمررهُ كثيرًا في ثقوبِ الناي
أو في ما تبقَّـــى من همومي الغابرةْ
صوتًا يفيضُ كما يسيلُ الكحلُ من عينِ النساء إذا بكينْ
صوتاً يمد لي اليدينْ..
صوتاً يرشُّ الماءَ في عُمري
فيبعثُ من مَواتي ومضةً
ويعيدُ لي قمرَ المساءِ
مُذهَّبًا في أضلعي
يا أيها الضوءُ المسافرُ في دمي..
هبني دعاءَ الأنبياءِ
وعزلةَ المتصوفينْ
هبني حروفكَ كلَّها
وارسمْ بحبركَ في فراغي نجمةً أو نجمتينْ.
لأعودَ لي..
أحتاجني..
أحتاجُ قلبًا لا تلونهُ المداراتُ السَّــــحيقةْ
قلبًا يشقُّ مواسمَ الأوجاعِ في لغتي
ويجترحُ الحقيقةْ
قلبًا يبادلني الحديقة والنَّدى
يختاطُ مِنْ ليلي الحكايةَ
والشُّموسَ مِن الصَّدى
يبتاعُ لي صَمتَ الخريفِ
وطائرينِ بلا مَدى
لا شيء يُشبه قلبيَ المنحوت في صخرِ السنينِ
سوى القصيدة في ضُــــلوعٍ شَـــــاعِرةْ
أو رجفة الريحِ اليتيمةِ في المدينةِ
بعدما يَهمِي الضَّبابْ
أو قطرة الماءِ التي..
نسيتْ خياناتِ الترابْ.
لا شيء في قلبيْ سوى
قلبي الممرغِ بالعذابْ
هذي الليالي الحائرات تخيطُ لي تيهًا رماديَّ الجهاتِ
وأغنياتٍ للحنينِ
وقبضتين على الهواءْ
هذي السنينُ تسومُــني خوفَ الخريفِ من الطيورِ الهارباتِ من السَّماءِ إلى السَّماءْ
هل تعرفُ النَّارُ الرمادَ إذا تطايرَ في الهباءْ؟
هل يعرفُ الوردُ البكاءْ؟
* شاعرة سعودية
أحتاجُ اسماً باتساعِ الرَّملِ في عينِ المسافرِ والغريبْ.
أحتاجُ اسمًا لا يغيبْ.
اسمًا يهجّيني السؤالَ المرَّ:
من سرقَ الفراشةَ من دمِي؟
من شرَّد الأطفالَ في صَدري؟
ومن تركَ الورودَ الــ تستغيثُ بلا مُجيبْ؟
أحتاجُ عينًا تفهمُ الصَّمتَ المبعثرَ للمحارةِ
والترابَ على وجوهِ العائدينَ بصيدهمْ..
والراحلينَ إلى المغيبْ.
لأعودَ لي..
أحتاجُ عافيةَ النهارِ
وحكمةَ الليلِ الحنونِ على الأراملِ واليتامى.
أحتاجُ معجزةَ الأمومةِ حين تزهرُ في السنينْ.
أحتاجُ دمعاً مثل دمعِ الطيبينْ.
لأعودَ لي..
أحتاجُ ماضيا لا يخونْ.
لأراهُ مِن غبشِ الزجاجِ
فليس تخلقهُ العيونُ
وليس تمحوهُ العيونْ.
مَنْ يأخذُ العهدَ القديمَ
على المسافةِ أن تكونْ؟
مَنْ يُرجِع الأملَ الممزَّقَ
بين أنيابِ الظنونْ؟
مَنْ يحرس الخطواتِ من غمزِ الحجارةِ
واغتيابِ الشوكِ
مَنْ يحمي الممرات الكسيرةِ
مِنْ وعودٍ لا تجيءُ
ومِنْ لقاءٍ لا يطولْ؟
مَنْ يحرس العشبَ المجاورَ للمقابرِ
والزهورَ على الطلولْ؟
أحتاجني..
أحتاج صدقَ الماءِ في وجه الغبارِ
وجرأة القصبِ المكابرِ في الحقولْ
أبدًا أحاور زرقة الوجع المخثر في وريدي:
لا تنادي العابرينَ..
فليسَ توجعني الجروحُ
وليسَ توجعني الطعونْ.
لأعودَ لي..
أحتاجُ صوتاً لا يساومني على ثمن النداءْ
صوتًا أورّثه الطفولةَ
والينابيعَ الحميمة في أراضي الذاكرةْ
صوتًا أمررهُ كثيرًا في ثقوبِ الناي
أو في ما تبقَّـــى من همومي الغابرةْ
صوتًا يفيضُ كما يسيلُ الكحلُ من عينِ النساء إذا بكينْ
صوتاً يمد لي اليدينْ..
صوتاً يرشُّ الماءَ في عُمري
فيبعثُ من مَواتي ومضةً
ويعيدُ لي قمرَ المساءِ
مُذهَّبًا في أضلعي
يا أيها الضوءُ المسافرُ في دمي..
هبني دعاءَ الأنبياءِ
وعزلةَ المتصوفينْ
هبني حروفكَ كلَّها
وارسمْ بحبركَ في فراغي نجمةً أو نجمتينْ.
لأعودَ لي..
أحتاجني..
أحتاجُ قلبًا لا تلونهُ المداراتُ السَّــــحيقةْ
قلبًا يشقُّ مواسمَ الأوجاعِ في لغتي
ويجترحُ الحقيقةْ
قلبًا يبادلني الحديقة والنَّدى
يختاطُ مِنْ ليلي الحكايةَ
والشُّموسَ مِن الصَّدى
يبتاعُ لي صَمتَ الخريفِ
وطائرينِ بلا مَدى
لا شيء يُشبه قلبيَ المنحوت في صخرِ السنينِ
سوى القصيدة في ضُــــلوعٍ شَـــــاعِرةْ
أو رجفة الريحِ اليتيمةِ في المدينةِ
بعدما يَهمِي الضَّبابْ
أو قطرة الماءِ التي..
نسيتْ خياناتِ الترابْ.
لا شيء في قلبيْ سوى
قلبي الممرغِ بالعذابْ
هذي الليالي الحائرات تخيطُ لي تيهًا رماديَّ الجهاتِ
وأغنياتٍ للحنينِ
وقبضتين على الهواءْ
هذي السنينُ تسومُــني خوفَ الخريفِ من الطيورِ الهارباتِ من السَّماءِ إلى السَّماءْ
هل تعرفُ النَّارُ الرمادَ إذا تطايرَ في الهباءْ؟
هل يعرفُ الوردُ البكاءْ؟
* شاعرة سعودية