إلى دون ماكولين
مرّة وهو يقلب ألبوم الصور
سمع صوت المطر الغزير
فوق الجثة
صوت الرصاصة
تذكر كيف كانت دموعه
أسرع من ضغطة الزر
أسرع من الاكتراث بالزاوية والفراغ والجودة
يتذكر حين صرخ ما الجدوى؟
لكنّه على أي حال لم يحطم الكاميرا
كان ثمة حقيقة ستخرج في غرفة المعمل المظلمة
سينعكس ضوء صغير وعميق من عدسة مواربة
ومن نافذة منسية
ومما يسر به كل ليلة قبل أن ينهار
ضوء يشبه ذلك الذي في آخر النفق
وكان ذلك يحدث مع كل صورة
تلك التي في فيتنام، في برلين، في لبنان،
لم يكن ثمة صور رديئة
كل هذا التوحش قابل للنشر
*مصور لقطات الحروب الشهير،
كُتب النّص بعد مشاهدة فيلم وثائقي عنه (Don (Mccuiiin
أنطونيو كوين
الثياب البيضاء جداً
الأعماق البعيدة في وجهه
صوته الإذاعي الذي اكتشفنا أنه كان مدبلجا.
نظارته الصغيرة حتى وهي تسقط
يتحطم زجاجها فقط
كما أراد مصطفى العقاد
بكاء عدد من المشاهدين خاصة في ليبيا
رائحة الرمال
رائحة البارود تنبعث من شاشة التلفزيون
رائحة النياشين في بدلة غرستياني
الذي اعتقدنا أنه مجرد حبكة سينمائية
الخبر الذي شاع في الحارة
عن الحلقة الأخيرة
كل هذا يعلق في الذاكرة
حتى بعد الإنترنت
حين شاهدنا صورته الحقيقية
لا يختلف كثيرا
بل يمنح المرء معلومة جديدة
حول الحقيقة والخيال
حول انطوني كوين الذي كان يظهر بالكرافته بعد ذلك
وراقصاً وحكيماً في «زوربا»
يمنح المرء شعوراً بأنه يلعب طيلة العمر أدواراً مشابهة
هو بطلها لكنه يفضل الأدوار الصامتة
صورة الشيطان
سواءً تلك التي يبدو فيها بجسدٍ أحمر، وقرنين دقيقين، ولحية، وشارب طويل متدلٍ من الجانبين
وأنف بشري لكنّه مشوه،
أو تلك التي كنا نتخيلها في الحكايات القديمة
خاصة عندما لا يكون المرء قد عرف شيئاً من أفلام هوليود وأفلام الكرتون
من منّا لم يتخيل صورة له؟
من منا لم يحملهُ المخاوف، والخيبات، وانفصام الشخصية، وأصوات الرياح التي تحرك الشبابيك في الشتاءات؟
من منا لم يعرفه محملاً بالشر منذ التكوين؟
حتى السياسيون في الحروب يقولون في نهاية الأمر: إنه عمل الشيطان
عندما تصاب امرأة جميلة بالاكتئاب، أو عندما تسقط امرأة أخرى حَملها
عندما يتحدث فيلسوف أو فقير أو ضرير مع نفسه بصوتٍ عالٍ
عندما يجلس الشاعر لساعات طويلة معتقداً أن بلاغتهُ ستملأ الدنيا وتشغل الناس...
الشيطان.. هذا الذي رآنا جميعا ولم يره أحد!
* شاعر سعودي
مرّة وهو يقلب ألبوم الصور
سمع صوت المطر الغزير
فوق الجثة
صوت الرصاصة
تذكر كيف كانت دموعه
أسرع من ضغطة الزر
أسرع من الاكتراث بالزاوية والفراغ والجودة
يتذكر حين صرخ ما الجدوى؟
لكنّه على أي حال لم يحطم الكاميرا
كان ثمة حقيقة ستخرج في غرفة المعمل المظلمة
سينعكس ضوء صغير وعميق من عدسة مواربة
ومن نافذة منسية
ومما يسر به كل ليلة قبل أن ينهار
ضوء يشبه ذلك الذي في آخر النفق
وكان ذلك يحدث مع كل صورة
تلك التي في فيتنام، في برلين، في لبنان،
لم يكن ثمة صور رديئة
كل هذا التوحش قابل للنشر
*مصور لقطات الحروب الشهير،
كُتب النّص بعد مشاهدة فيلم وثائقي عنه (Don (Mccuiiin
أنطونيو كوين
الثياب البيضاء جداً
الأعماق البعيدة في وجهه
صوته الإذاعي الذي اكتشفنا أنه كان مدبلجا.
نظارته الصغيرة حتى وهي تسقط
يتحطم زجاجها فقط
كما أراد مصطفى العقاد
بكاء عدد من المشاهدين خاصة في ليبيا
رائحة الرمال
رائحة البارود تنبعث من شاشة التلفزيون
رائحة النياشين في بدلة غرستياني
الذي اعتقدنا أنه مجرد حبكة سينمائية
الخبر الذي شاع في الحارة
عن الحلقة الأخيرة
كل هذا يعلق في الذاكرة
حتى بعد الإنترنت
حين شاهدنا صورته الحقيقية
لا يختلف كثيرا
بل يمنح المرء معلومة جديدة
حول الحقيقة والخيال
حول انطوني كوين الذي كان يظهر بالكرافته بعد ذلك
وراقصاً وحكيماً في «زوربا»
يمنح المرء شعوراً بأنه يلعب طيلة العمر أدواراً مشابهة
هو بطلها لكنه يفضل الأدوار الصامتة
صورة الشيطان
سواءً تلك التي يبدو فيها بجسدٍ أحمر، وقرنين دقيقين، ولحية، وشارب طويل متدلٍ من الجانبين
وأنف بشري لكنّه مشوه،
أو تلك التي كنا نتخيلها في الحكايات القديمة
خاصة عندما لا يكون المرء قد عرف شيئاً من أفلام هوليود وأفلام الكرتون
من منّا لم يتخيل صورة له؟
من منا لم يحملهُ المخاوف، والخيبات، وانفصام الشخصية، وأصوات الرياح التي تحرك الشبابيك في الشتاءات؟
من منا لم يعرفه محملاً بالشر منذ التكوين؟
حتى السياسيون في الحروب يقولون في نهاية الأمر: إنه عمل الشيطان
عندما تصاب امرأة جميلة بالاكتئاب، أو عندما تسقط امرأة أخرى حَملها
عندما يتحدث فيلسوف أو فقير أو ضرير مع نفسه بصوتٍ عالٍ
عندما يجلس الشاعر لساعات طويلة معتقداً أن بلاغتهُ ستملأ الدنيا وتشغل الناس...
الشيطان.. هذا الذي رآنا جميعا ولم يره أحد!
* شاعر سعودي