أصدرت الكاتبة الفرنسية مريم مجيدي روايتها الأولى «ماركس والدمية» التي خلقت مفاجأة أدبية، إذ نوه نقاد بموهبتها الفذة، خصوصا بعد حصولها على جائزة «الغونكور» عن هذه الرواية، إضافة إلى إدراجها ضمن لوائح جوائز أدبية عدة للعام القادم.
تعتمد الكاتبة الشابة (37 عاما) ذكريات سنواتها الأولى في طهران، لتحكي قصة تخليها عن بلدها مرغمة، الذي جاء نتيجة هجرة أسرتها بعد الثورة، وفقدانها ألعابها وعوالمها الحميمية بعيدا عن طهران ووطنها، الذي لم يعد يقبل بـ«الإيديولوجيات» المختلفة.
وتقف عند جرح فقدان هويتها الإيرانية لصالح الهوية اللغوية والثقافية الفرنسية، التي سترفضها في البداية بمقاومة شديدة، لكنها في النهاية ستتبناها بشكل محموم إلى درجة أنها دفنت لغتها الأم لسنوات عدة وصارت تشيد متخيلها عبر لغة جديدة.
هذه القصة يمكن قراءتها كخرافة، أو يوميات، تسردها فيها مجيدي بفكاهة تذكر بقصص الأطفال المجنحة والمفعمة بالعجائبي، وبجرعة زائدة من الحنين لجذورها، الذي سيصبح الانتماء إليه عبئا ثقيلا، تعود فيه إلى موضوع التنشئة الاجتماعية الأولى التي اصطدمت بمجتمع ازداد تزمتا نتيجة خيبة أمل في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية حيث يمكن أن تتعايش الأفكار المختلفة وتنفتح على الآخرين دون تشدد أو تلغيم للأفكار.
تحكي الرواية بإسهاب عن ثورة مضادة للثورة السياسية، وهي الثورة الناعمة لطفلة ترفض مغادرة منزلها، وألعابها التي ترفض التخلي عنها، طفلة ترى كالآخرين دون أن تدرك أن الوضع مأساوي وبدأ باعتقال عمها الذي شاهدته «مأسورا في قفص من قبل أشخاص مثيرين للاشمئزاز». خلال ست سنوات «تتحدث الأم قليلا عن أحلام تدور حول رأسها مثل طيور فوق أبراج الصمت».
تسمع الطفلة باستمرار «همسات الأمهات جميعها التي تكرر الكلمة نفسها، الألم كلمتهن، القتل كلمتهن، الظلم الاجتماعي كلمتهن». كان لابد من الرحيل إذن إلى فرنسا، وباريس بالتحديد حيث ينتظرهما الأب.
وبعد سعادة لمّ الشمل ينتصر الفقر وأسى المنفى، وصدمة اللغة الأجنبية المبهمة، والإحساس بالأسف لمأزق الاختلاف عن الآخرين. والنتيجة تمزق بين لغتين، وجنسيتين، وشخصيتين. لا يمكن التوفيق بينها أبدا.
رواية مريم مجيدي بغض النظر عن موضوعها الإنساني المعاصر عن «حياة النفي وخيبة الأمل في عيش حياة كريمة» فإنها رواية متماسكة مكتوبة بلغة فرنسية شفافة ومدهشة. تحول الأشياء إلى شخصيات والأمكنة إلى حيوات. كتابتها إثراء للأدب الفرنسي، وهي تعد، بحسب النقاد الأدبيين، بمستقبل أدبي زاهر.
تعتمد الكاتبة الشابة (37 عاما) ذكريات سنواتها الأولى في طهران، لتحكي قصة تخليها عن بلدها مرغمة، الذي جاء نتيجة هجرة أسرتها بعد الثورة، وفقدانها ألعابها وعوالمها الحميمية بعيدا عن طهران ووطنها، الذي لم يعد يقبل بـ«الإيديولوجيات» المختلفة.
وتقف عند جرح فقدان هويتها الإيرانية لصالح الهوية اللغوية والثقافية الفرنسية، التي سترفضها في البداية بمقاومة شديدة، لكنها في النهاية ستتبناها بشكل محموم إلى درجة أنها دفنت لغتها الأم لسنوات عدة وصارت تشيد متخيلها عبر لغة جديدة.
هذه القصة يمكن قراءتها كخرافة، أو يوميات، تسردها فيها مجيدي بفكاهة تذكر بقصص الأطفال المجنحة والمفعمة بالعجائبي، وبجرعة زائدة من الحنين لجذورها، الذي سيصبح الانتماء إليه عبئا ثقيلا، تعود فيه إلى موضوع التنشئة الاجتماعية الأولى التي اصطدمت بمجتمع ازداد تزمتا نتيجة خيبة أمل في تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية حيث يمكن أن تتعايش الأفكار المختلفة وتنفتح على الآخرين دون تشدد أو تلغيم للأفكار.
تحكي الرواية بإسهاب عن ثورة مضادة للثورة السياسية، وهي الثورة الناعمة لطفلة ترفض مغادرة منزلها، وألعابها التي ترفض التخلي عنها، طفلة ترى كالآخرين دون أن تدرك أن الوضع مأساوي وبدأ باعتقال عمها الذي شاهدته «مأسورا في قفص من قبل أشخاص مثيرين للاشمئزاز». خلال ست سنوات «تتحدث الأم قليلا عن أحلام تدور حول رأسها مثل طيور فوق أبراج الصمت».
تسمع الطفلة باستمرار «همسات الأمهات جميعها التي تكرر الكلمة نفسها، الألم كلمتهن، القتل كلمتهن، الظلم الاجتماعي كلمتهن». كان لابد من الرحيل إذن إلى فرنسا، وباريس بالتحديد حيث ينتظرهما الأب.
وبعد سعادة لمّ الشمل ينتصر الفقر وأسى المنفى، وصدمة اللغة الأجنبية المبهمة، والإحساس بالأسف لمأزق الاختلاف عن الآخرين. والنتيجة تمزق بين لغتين، وجنسيتين، وشخصيتين. لا يمكن التوفيق بينها أبدا.
رواية مريم مجيدي بغض النظر عن موضوعها الإنساني المعاصر عن «حياة النفي وخيبة الأمل في عيش حياة كريمة» فإنها رواية متماسكة مكتوبة بلغة فرنسية شفافة ومدهشة. تحول الأشياء إلى شخصيات والأمكنة إلى حيوات. كتابتها إثراء للأدب الفرنسي، وهي تعد، بحسب النقاد الأدبيين، بمستقبل أدبي زاهر.