قصر برزان بحائل 1
قصر برزان بحائل 1
201683121410866
201683121410866
قصر برزان
قصر برزان
قلعة-المصمك
قلعة-المصمك
201683121410866
201683121410866




غلاف المجلة
غلاف المجلة
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
دلت الاكتشافات الأثرية الأخيرة على أن منطقة حائل من أقدم المناطق الاستيطانية بالجزيرة العربية. وقد وصف المتخصصون في الآثار ما تضمه المنطقة من نقوش ورسوم وكتابات بأنها أقدم مدارس الفن في العالم، وأن جبالها تحتوي كنوزاً فكرية وثقافية ثمينة، ويعد قصر «برزان» أحد هذه الأمكنة التاريخية التي استوطنت ذاكرة الإنسان، ولا تزال حاضرة في وجدان أبناء المنطقة.

وأطلق اسم «برزان» على عدد من القصور في مناطق عدة. وفي عام 1380، وبطلب من عدد من أهالي مدينة حائل، تم هدم القصر ذائع الصيت. وتعتبر وثيقة هدم قصر برزان من الوثائق النادرة التي لم يُكشف عنها إلا أخيراً. وهذا نصها: «نحن الموقعين أسماؤنا فيه عبدالله البراهيم العميم وعبدالوهاب بن عبدالرحمن الفايز ومعجل العبدالله الفرج وعبدالعزيز الدحيم العيسى، قد طلبنا من سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي عام 1380هـ هدم قصر برزان ومسحه لتوسعة البلاد وأسواق البيع والشراء، وأجاز ذلك، ووافق عليه. وبناء على موافقته فقد قاولنا عبدالله الصالح السيف على هدمه ومسحه بأجرة قدرها ثلاثون ألف ريال، وقام بالعمل وهدمه ومسحه، ثم طلبنا من سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد بيع جانب القصر الجنوبي دكاكين وعمار شرقي محل القصر، ودكاكين ومجبب أمام الدكاكين وشمالي محل القصر، مجبب لمباسط النسوان؛ ووافق أيضاً على ذلك. وبناء على موافقته فقد بعنا جانبه الجنوبي دكاكين على الجماعة أربعة عشر دكاناً بواسطة الدلال عبدالرحمن الجمعاني بالمزاد العلني الأول على عيد المحمد العيد وأخيه بثمانية آلاف وستمئة وخمسين ريالاً، والثاني شرقاً من دكان عيد، على سعود عبدالعزيز المحيني، بستة آلاف وميتي ريال، والثالث شرقاً من دكان سعود، على عبدالكريم الصالح في خمسة آلاف وميتي ريال، والرابع شرقاً من دكان عبدالكريم، على إبراهيم السالم الشاعر في أربعة آلاف ومية وخمسين ريالاً، والخامس شرقاً، على إبراهيم أيضاً في أربعة آلاف ومية وخمسين ريالاً، والسادس والسابع محل دكانين شرقاً عن دكان إبراهيم الشاعر، على وكيل الراشد عبدالعزيز الدحيم بثمانية آلاف وستمية ريال، وشرقاً على محلات دكاكين الراشد شارع نافذ جنوباً وشمالاً، والثامن والتاسع شرقاً من الشارع المذكور دكانين لعبدالوهاب الفايز بسبعة آلاف ريال، والعاشر شرقاً عن دكاكين عبدالوهاب، على عبدالعزيز حمود الغسلان بثلاثة آلاف وخمسمية ريال، والحادي عشر شرقاً دكان عبده الغسلان، على سليمان العلي الغسلان بثلاثة آلاف وخمسمية ريال، والثاني عشر شرقاً عن دكان سليمان الغسلان، على عبدالعزيز الدحيم العيسى في ثلاثة آلاف وخمسمية ريال، والثالث عشر عن دكان عبدالعزيز، على إبراهيم المحمد العجيمي بثلاثة آلاف وثلاثمية ريال، والرابع عشر شرق دكان إبراهيم العجيمي، على عبدالرحمن الجارالله الخلف بثلاثة آلاف ريال. فيصبح مجموع قيمة الدكاكين المباعة على الجماعة ستين ألف وسبعمية وخمسين ريالا، وقد سلمنا المبلغ المذكور: عبدالله بن سيف ثلاثين ألف ريال، وبيد عبدالعزيز المحيني عشرة آلاف ريال، وقيد الشارع الذي فتحنا من السوق على مفرح، وعمرنا من المبلغ واحداً وأربعين دكاناً بجانب محل القصر الشرقي والشمالي، ومجبب أمام الدكاكين، ومجبب ثاني شمال محل القصر لمباسط النسوان، ومن القيمة عمرنا حوشين كبار شرقي محل القصر للمواشي الإبل والغنم، ثم لما تأسست البلدية عام 1380 سلمناها الدكاكين الشرقيات والشماليات والمجببين والأحواش الشرقيات، وحاسبنا البلدية على قيمة الدكاكين والمنصرف منها على الدكاكين والشارع الشمالي، ولم يبق لدينا شيء في الحساب لا قليل ولا كثير. حرر ذلك شاهدان عبدالكريم الصالح السالم. والله خير شاهد، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


15 محرم 1384».

وبهدم قصر برزان فقدت حائل واحداً من أهم المباني التراثية التي كان وجودها سيثري الإرث الثقافي والسياحي للمنطقة، بما يرمز إليه هذا القصر من حقبة مهمة من تاريخ حائل.

أسس قصر برزان الأمير محمد بن عبدالمحسن آل علي، وأصبح فيما بعد قصر حكم آل رشيد في حائل. ويقال إن القصر سمي برزان لبروزه عن مسكنهم الأول في حدري البلاد. وقال الرحالة هوبر الذي قام برحلة مهمة إلى حائل إن عبدالله بن علي بن رشيد اشترى قصر برزان من نساء آل علي أمراء حائل السابقين ببضعة ريالات.

قال راكان بن حثلين:

يا فاطري ذبي خرايم طمية

تنحري برزان زين المباني

وقال حمود بن عبيد بن رشيد:

فان كان بن هندي نوانا ببرزان

فحنا على عروا قصرنا مسيره

وهذا شاعر شمر يتبرم من قعوده بالعراق ويتشوق إلى حائل، فيقول:

يا عون من طالعك يا برزان

ونام باشناقك هني

يا عون من فارقك يا البرغوث

وفراق عبادة علي

وزارت الرحالة آن بلنت قصر برزان عام (1880م)، وقدمت وصفاً لهذا القصر، فكتبت: ولما أتينا إلى قمة مرتفع رأينا فجأة حائل تحت أقدامنا على بعد ليس أكثر من نصف ميل. والمدينة ليست بصفة خاصة مؤثرة في النفس، فمعظم بيوتها يخفيها النخيل والسور الذي يحيط بها، وارتفاعه أرفع قليلاً من عشرة أقدام، والبناية الوحيدة المهمة التي أمكن رؤيتها كانت قلعة كبيرة هي قصر ابن رشيد (برزان). وتضيف: كان استقبالنا في هذا القصر هو ما تمنيناه، ومررنا خلال مدخل مظلم من الواضح أنه شيد بهذا الشكل بغرض الدفاع، ثم انحدرنا إلى ممر مظلم تقوم على جانب منه أعمدة تذكر الإنسان بمدخل معبد مصري قديم، ونقر أحد الخدم على باب منخفض ثم فتح الباب، ووجدنا أنفسنا في حجرة الاستقبال التي بدت أنيقة باتساعها 70×30 قدماً، وبصف من السواري الخمس، ويضيء الغرفة فتحات مربعة صغيرة قريبة من السطح، ولم يكن في الغرفة أثاث سوى أوتار خشبية قصيرة لتعليق السيوف، وفي المطبخ عرض الأمير قدوره وأوانيه، خصوصاً سبعة قدور هائلة، يمكن لكل واحد منها حسب تقدير الأمير أن يتسع لثلاثة جمال، وعدد منها كانت بالفعل في حالة استعمال.

** المادة نقلا عن «المجلة العربية» في عددها الأخير (497)