كشف مثقفون ومهتمون لـ«عكاظ» رؤيتهم لمعرض الرياض الدولي للكتاب، المقرر افتتاحه 14 مارس الجاري، إذ وصف عضو مجلس الشورى السابق الدكتور عبدالله الفيفي معارض الكتب بأنها «في فلك عصر غير العصر الذي نحيا فيه، إن هي ظلت محصورة في ميدان الكتاب الورقي، لأن الحصول على مكتبة كاملة بات اليوم ممكنا عبر التقنيات الرقمية، وإن تأخر بعض الشيء في إتاحة ما يجد في حركة التأليف والنشر».
وأضاف: «يزداد التساؤل إلحاحا هنا حول جدوى هذه الظاهرة، بين وجهيها التجاري والثقافي، حين نلحظ ظاهرتين في معارض الكتب العربيَّة خصوصا؛ الظاهرة الأولى: أنها لا تعكس بالضرورة حيوية ثقافية حقيقية، بما أن الأسفار الكثيرة والثقيلة التي يحملها كثير من الناس من المعارض لا تقرأ غالبا، وإنما تجعل»ديكورات«في ردهات المنازل، للوجاهة الثقافية الفارغة».
وأشار إلى أن معارض الكتب العربية «باتت أحيانا ساحات للمعارك الفكرية والاجتماعية، بين الرقابة من جهة والناشرين من جهة أخرى، ثم بين تيارات الجماهير، بعضهم بإزاء بعض، يحدث هذا مع أن هم الرقابة، الذي ينصب على منع الكتاب الورقي، وهم الناشر، الذي يصر على ترويج كتابه الورقي، لم يعد ذا معنى في عصر بات الكتاب فيه متاحا عالميا، خارج الحدود والقيود والدول، وعلى الرغم من هذا، فإن الفعاليات المقامة على هوامش معارض الكتب الدولية تبدو في بعض الحالات هي الأهم (ثقافيا) من سوق الكتاب نفسه، وكم تمنيت في كل موسم أن تصبح تلك الندوات والأمسيات أكثر ثقافية وجدية مما هي عليه، وكم رجوت أن لا تطغَى فيها أهداف الإعلام الدعائي والعلاقات العامة على الأهداف الثقافية القيمة البانية».
وأضاف الفيفي: «من ناحية أخرى، كنت وما زلت أتطلع إلى أن تقام مثل تلك الندوات والأمسيات التي تقام في جناح المملكة في معارض الكتب الدولية الخارجية في المعارض الدولية للكتاب في المملكة، فمن غير المقبول أن تبدو ثقافة المملكة خارج المملكة أكثر تألقا وانطلاقا وعطاء وثراء منها داخل بلادها، كما أن تجربة معارض الكتب في بعض البلدان، كمعرض القاهرة الدولي للكتاب، المتمثلة في أن يكون للدول المشاركة في المعرض فعالياتها الثقافية المصاحبة، هي تجربة جديرة بالاحتذاء والتطوير. بحيث يتاح للدولِ المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، أو غيره، عرض ما لديها في ندوات علمية أو فكرية أو أمسيات أدبية، إذا شاءت ذلك»، عازياً هذه المشاركات كونها إثراء للجميع، وخروجا من نمطية الندوات المدرسية أو المرتجلة، وتنافسا ثقافيا حميدا، ورأى أن «تخصيص جوائز للكتاب، تقدم كل عام في معرض الكتاب، أمر حيوي جدير بالتقدير»، مقترحاً «تشكيل لجنة علمية دائمة تتولى ترشيح الكُتب للجائزة ابتداء، مع إتاحة الفرصة للراغبين في ترشيح كتبهم من المؤلفين أو الناشرين أو الجهات الثقافية.
من جانبها، قالت الكاتبة هالة القحطاني: «لمعارض الكتاب حول العالم فعالية ممتعة بصفة عامة، وفرصة ذهبية للقاءات الثقافية، التي يتم خلالها تبادل الأفكار بين جميع الأطراف الزائرة، من مثقفين ومؤلفين ودور نشر وقراء ومهتمين»، موضحة أن «لكل معرض جواً خاصاً، تختلف ملامحه أحيانا بعدد عناوين الكتب وبأعداد الزائرين والخدمات المتوافرة والقوة الشرائية، التي تصل أحيانا إلى ملايين الريالات، مثل معرض الرياض، الذي تميز السنوات الماضية بعدد زائريه وقوته الشرائية التي نمت مع مرور الوقت، فمثلا في ٢٠١٣ وصل عدد زائري المعرض إلى ٣ ملايين زائر بمبيعات بلغت ٣٥ مليون ريال، وفي العام الماضي تجاوزت المبيعات ٧٢ مليون ريال، بزيادة بلغت 20% عن العام الذي قبله ٢٠١٦، الذي بلغت فيه المبيعات ٦٠ مليون ريال، وهذا يشير إلى أن التوجه للقراءة في تزايد، ما يدعو للتفاؤل والارتياح».
وأضافت «لدي قناعة أن كل شخص لديه طريقة مختلفة ومتفردة في القراءة، وأتفهم جيدا الهدف وراء تخصيص جائزة للمبادرات القرائية، ولكن في وجهة نظري إذا استمرت هذه المبادرات، تجرى بنفس الشكل النمطي، ستفقد جاذبيتها مع الوقت، لذا من الأفضل أن يكون لكل مبادرة نسخة خاصة ومختلفة لا تقبل الاستنساخ، كما ينبغي أن لا تعتمد على طريقة تلخيص الكتاب أو سرده بطريقة مختلفة، لأن ذلك سيحوله لمشروع مدرسي».
فيما وصفت الشاعرة سهام عريشي البرامج المرافقة لمعرض الرياض للكتاب بـ«الجيدة بعمومها لكن المرجو منها لم يحدث بعد».
وأوضحت أن الهرم المعرفي للمعرض ينقسم إلى ثلاثة أقسام: شراء الكتب، الفعاليات الثقافية، إثراء الوعي الجمعي وهو قاعدة الهرم، في الشراء يعد معرض الرياض من ضمن المعارض الأغلى سعرا مقارنة بمعرض القاهرة مثلا، بل إن بعض المواقع الإلكترونية والمشاريع الفردية توفر الكتب بسعر أرخص مما هي عليه في المعرض. وفي الفعاليات أُحدثت أخيرا نقلة نوعية رائعة في التركيز على الطفل ببرامج مناسبة وباستضافة منظمة لطلاب وطالبات المدارس، أما القاعدة العريضة للهرم وهي انتقال المعرفة المكتوبة من الورق إلى العقل فما زالت للأسف غائبة، لأن ما يشترى لا يقرأ، وما يُقرأ لا يؤثر في الواقع إلا ما ندر، ذلك طبعا باستثناء ما تتركه فعاليات الطفل من أثر جميل في نفوس الناشئة.
وقالت: نحتاج أن ندرك العلاقة بين مستويات الهرم الثلاثة، وهي مسؤولية كبيرة أن نحولها من «تظاهرة» إلى «أثر».
من جانبها، تفاءلت الكاتبة هالة القحطاني بتعيين شاب مثقف كرئيس للجنة الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب، واصفة تعيينه بـ«بادرة إيجابية وتحد مشجع، فدون شك ما إن تُضخ الدماء الجديدة في أي مكان، حتى تزيده شباباً ونضارة»، متوقعة أن يقدم الشباب أفكاراً جديدة متطورة، بأداء حضاري عالي الجودة في جميع التفاصيل، من اختيار دقيق للبرامج الثقافية، وبوضع معايير واضحة لمن يعتلي المنصات، مؤكدة «في النهاية كلنا نطمح بقضاء وقت ثقافي ممتع ومميز يبقى تأثيره معنا للعام القادم».
وأضاف: «يزداد التساؤل إلحاحا هنا حول جدوى هذه الظاهرة، بين وجهيها التجاري والثقافي، حين نلحظ ظاهرتين في معارض الكتب العربيَّة خصوصا؛ الظاهرة الأولى: أنها لا تعكس بالضرورة حيوية ثقافية حقيقية، بما أن الأسفار الكثيرة والثقيلة التي يحملها كثير من الناس من المعارض لا تقرأ غالبا، وإنما تجعل»ديكورات«في ردهات المنازل، للوجاهة الثقافية الفارغة».
وأشار إلى أن معارض الكتب العربية «باتت أحيانا ساحات للمعارك الفكرية والاجتماعية، بين الرقابة من جهة والناشرين من جهة أخرى، ثم بين تيارات الجماهير، بعضهم بإزاء بعض، يحدث هذا مع أن هم الرقابة، الذي ينصب على منع الكتاب الورقي، وهم الناشر، الذي يصر على ترويج كتابه الورقي، لم يعد ذا معنى في عصر بات الكتاب فيه متاحا عالميا، خارج الحدود والقيود والدول، وعلى الرغم من هذا، فإن الفعاليات المقامة على هوامش معارض الكتب الدولية تبدو في بعض الحالات هي الأهم (ثقافيا) من سوق الكتاب نفسه، وكم تمنيت في كل موسم أن تصبح تلك الندوات والأمسيات أكثر ثقافية وجدية مما هي عليه، وكم رجوت أن لا تطغَى فيها أهداف الإعلام الدعائي والعلاقات العامة على الأهداف الثقافية القيمة البانية».
وأضاف الفيفي: «من ناحية أخرى، كنت وما زلت أتطلع إلى أن تقام مثل تلك الندوات والأمسيات التي تقام في جناح المملكة في معارض الكتب الدولية الخارجية في المعارض الدولية للكتاب في المملكة، فمن غير المقبول أن تبدو ثقافة المملكة خارج المملكة أكثر تألقا وانطلاقا وعطاء وثراء منها داخل بلادها، كما أن تجربة معارض الكتب في بعض البلدان، كمعرض القاهرة الدولي للكتاب، المتمثلة في أن يكون للدول المشاركة في المعرض فعالياتها الثقافية المصاحبة، هي تجربة جديرة بالاحتذاء والتطوير. بحيث يتاح للدولِ المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، أو غيره، عرض ما لديها في ندوات علمية أو فكرية أو أمسيات أدبية، إذا شاءت ذلك»، عازياً هذه المشاركات كونها إثراء للجميع، وخروجا من نمطية الندوات المدرسية أو المرتجلة، وتنافسا ثقافيا حميدا، ورأى أن «تخصيص جوائز للكتاب، تقدم كل عام في معرض الكتاب، أمر حيوي جدير بالتقدير»، مقترحاً «تشكيل لجنة علمية دائمة تتولى ترشيح الكُتب للجائزة ابتداء، مع إتاحة الفرصة للراغبين في ترشيح كتبهم من المؤلفين أو الناشرين أو الجهات الثقافية.
من جانبها، قالت الكاتبة هالة القحطاني: «لمعارض الكتاب حول العالم فعالية ممتعة بصفة عامة، وفرصة ذهبية للقاءات الثقافية، التي يتم خلالها تبادل الأفكار بين جميع الأطراف الزائرة، من مثقفين ومؤلفين ودور نشر وقراء ومهتمين»، موضحة أن «لكل معرض جواً خاصاً، تختلف ملامحه أحيانا بعدد عناوين الكتب وبأعداد الزائرين والخدمات المتوافرة والقوة الشرائية، التي تصل أحيانا إلى ملايين الريالات، مثل معرض الرياض، الذي تميز السنوات الماضية بعدد زائريه وقوته الشرائية التي نمت مع مرور الوقت، فمثلا في ٢٠١٣ وصل عدد زائري المعرض إلى ٣ ملايين زائر بمبيعات بلغت ٣٥ مليون ريال، وفي العام الماضي تجاوزت المبيعات ٧٢ مليون ريال، بزيادة بلغت 20% عن العام الذي قبله ٢٠١٦، الذي بلغت فيه المبيعات ٦٠ مليون ريال، وهذا يشير إلى أن التوجه للقراءة في تزايد، ما يدعو للتفاؤل والارتياح».
وأضافت «لدي قناعة أن كل شخص لديه طريقة مختلفة ومتفردة في القراءة، وأتفهم جيدا الهدف وراء تخصيص جائزة للمبادرات القرائية، ولكن في وجهة نظري إذا استمرت هذه المبادرات، تجرى بنفس الشكل النمطي، ستفقد جاذبيتها مع الوقت، لذا من الأفضل أن يكون لكل مبادرة نسخة خاصة ومختلفة لا تقبل الاستنساخ، كما ينبغي أن لا تعتمد على طريقة تلخيص الكتاب أو سرده بطريقة مختلفة، لأن ذلك سيحوله لمشروع مدرسي».
فيما وصفت الشاعرة سهام عريشي البرامج المرافقة لمعرض الرياض للكتاب بـ«الجيدة بعمومها لكن المرجو منها لم يحدث بعد».
وأوضحت أن الهرم المعرفي للمعرض ينقسم إلى ثلاثة أقسام: شراء الكتب، الفعاليات الثقافية، إثراء الوعي الجمعي وهو قاعدة الهرم، في الشراء يعد معرض الرياض من ضمن المعارض الأغلى سعرا مقارنة بمعرض القاهرة مثلا، بل إن بعض المواقع الإلكترونية والمشاريع الفردية توفر الكتب بسعر أرخص مما هي عليه في المعرض. وفي الفعاليات أُحدثت أخيرا نقلة نوعية رائعة في التركيز على الطفل ببرامج مناسبة وباستضافة منظمة لطلاب وطالبات المدارس، أما القاعدة العريضة للهرم وهي انتقال المعرفة المكتوبة من الورق إلى العقل فما زالت للأسف غائبة، لأن ما يشترى لا يقرأ، وما يُقرأ لا يؤثر في الواقع إلا ما ندر، ذلك طبعا باستثناء ما تتركه فعاليات الطفل من أثر جميل في نفوس الناشئة.
وقالت: نحتاج أن ندرك العلاقة بين مستويات الهرم الثلاثة، وهي مسؤولية كبيرة أن نحولها من «تظاهرة» إلى «أثر».
طابعجي: البرنامج الثقافي على الموقع الإلكتروني قريباً
رد رئيس اللجنة الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب أحمد طابعجي لـ«عكاظ» عند سؤاله عن تفاصيل البرنامج الثقافي والدعوات الموجهة للمثقفين، بالقول: «لم يعلن عنه بعد، وقريبا سيكون على الموقع الخاص للمعرض، وفيما يخص دعوات المثقفين جارٍ التواصل معهم ودعوتهم بعد التنسيق لإقامة الورش وفقرات جماهيرية».من جانبها، تفاءلت الكاتبة هالة القحطاني بتعيين شاب مثقف كرئيس للجنة الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب، واصفة تعيينه بـ«بادرة إيجابية وتحد مشجع، فدون شك ما إن تُضخ الدماء الجديدة في أي مكان، حتى تزيده شباباً ونضارة»، متوقعة أن يقدم الشباب أفكاراً جديدة متطورة، بأداء حضاري عالي الجودة في جميع التفاصيل، من اختيار دقيق للبرامج الثقافية، وبوضع معايير واضحة لمن يعتلي المنصات، مؤكدة «في النهاية كلنا نطمح بقضاء وقت ثقافي ممتع ومميز يبقى تأثيره معنا للعام القادم».