أصدرت الكاتبة والمترجمة الفرنسية آن بيكار 4 متتاليات من الشذرات عن الشاعرة الأرجنتينية سيلفينا أوكامبو (1903-1993)، التي يمكن قراءتها على أنها «يوميات ليلية»؛ إذ تسجل الشاعرة آثار أرقها الدائم وانشغالاتها الشعرية.
كُتب الجزء المركزي من الكتاب، الذي يحمل عنوان «حراس الليل» ما بين مايو 1960 ويناير 1970، وهو مهدى إلى الشاعرة البارزة الأرجنتينية أليخاندرا بيزارنك. ويمكن اعتباره الجزء الأكثر ذاتية وسرية لدى الشاعرة سيلفينا أوكامبو. أضيفت أيضا إلى الكتاب مجموعة من الشذرات وهي: «نقوش على الرمال» (كتبت ما بين عامي 1950 و1962) و«قصيدة ساخرة» (كتبت ما بين عامي 1980 و1987). في هذا الكتاب، يصرح إرنستو أن سيلفينا أوكامبو لم تكتب مذكراتها، ربما بسبب تحفظها وريبتها، لكنها بالمقابل نثرت حياتها بين رقيم قصائدها.
تستند هذه الشذرات إلى سرعة الزوال والاستطراد، كما سنجد صورا فنتاستيكية التقطتها سيلفينا أوكامبو بسخرية سوداء وشاعرية مجنحة وذكاء تعبيري وعاطفة جياشة قل نظيرها في الشعر المعاصر. لا تتردد الشاعرة في إدخالنا إلى حديقتها السرية حيث القلق الخلاق، وتأثيرات الانشطار، وحضور هاجس الموت. ولم تكتف الشاعرة بتفريغ الذات من زيفها لاستكشاف جوهر النفس. ولم تتوقف أيضا عن كشف التناقض الحاد بين الحقيقة والزيف بل ستعترف علنا أنها تعرّض الجسد لمزيد من المخاطر. من سيأتي ليشرب معي هذه الأفكار؟، تتساءل الشاعرة، ثم تضعنا أمام قرارها القطعي، فهي تأمل أن تعثر على كائن محدد، فتسأل: «أين أجد العطشان؟» حتى وإن لم يجد سوى كوب ماء مملوء من نهر عكر. سيلفينا أوكامبو، ملتهبة باليأس تمسك الأضواء والأحلام. تخلق الجمال ليوهب إلى من يستحقه، أليس كذلك؟ الهبة هي الرابطة الراسخة التي تفرض علينا صداقة الشعر. والشعر جوهر الجمال كله.
تحاول الشاعرة المحافظة على وعودها اتجاه لحظة الاعتراف، لكن بأي ثمن: «الكذب لا يحتاج إلا للكذب، لكن كم من الأكاذيب تحتاج الحقيقة لكي تظهر على حقيقتها». ومع ذلك، تلاحظ الشاعرة بذكاء خللا في قراءة أعمالها: «عندما نقرأ، كثير من الناس يعاملوننا نحن - الشعراء- كما لو كنا مرضى، أو متخمين بالحزن، أو كحمالين لمروحة يمكننا بين الفينة والأخرى أن نعيرها لهم.». يجد القارئ في هذه الشذرات بذورا من الإصرار على الأمل، لكتابة لا تكف عن التعبير عن دهشتها من الحياة. متسائلة عن الفرح أو الألم. وكأنها تبدأ تجربة جديدة، ووميضا جديدا يضيء الرؤية المتأججة بالأرق أو بصيصا من سرنمة قادمة.
كُتب الجزء المركزي من الكتاب، الذي يحمل عنوان «حراس الليل» ما بين مايو 1960 ويناير 1970، وهو مهدى إلى الشاعرة البارزة الأرجنتينية أليخاندرا بيزارنك. ويمكن اعتباره الجزء الأكثر ذاتية وسرية لدى الشاعرة سيلفينا أوكامبو. أضيفت أيضا إلى الكتاب مجموعة من الشذرات وهي: «نقوش على الرمال» (كتبت ما بين عامي 1950 و1962) و«قصيدة ساخرة» (كتبت ما بين عامي 1980 و1987). في هذا الكتاب، يصرح إرنستو أن سيلفينا أوكامبو لم تكتب مذكراتها، ربما بسبب تحفظها وريبتها، لكنها بالمقابل نثرت حياتها بين رقيم قصائدها.
تستند هذه الشذرات إلى سرعة الزوال والاستطراد، كما سنجد صورا فنتاستيكية التقطتها سيلفينا أوكامبو بسخرية سوداء وشاعرية مجنحة وذكاء تعبيري وعاطفة جياشة قل نظيرها في الشعر المعاصر. لا تتردد الشاعرة في إدخالنا إلى حديقتها السرية حيث القلق الخلاق، وتأثيرات الانشطار، وحضور هاجس الموت. ولم تكتف الشاعرة بتفريغ الذات من زيفها لاستكشاف جوهر النفس. ولم تتوقف أيضا عن كشف التناقض الحاد بين الحقيقة والزيف بل ستعترف علنا أنها تعرّض الجسد لمزيد من المخاطر. من سيأتي ليشرب معي هذه الأفكار؟، تتساءل الشاعرة، ثم تضعنا أمام قرارها القطعي، فهي تأمل أن تعثر على كائن محدد، فتسأل: «أين أجد العطشان؟» حتى وإن لم يجد سوى كوب ماء مملوء من نهر عكر. سيلفينا أوكامبو، ملتهبة باليأس تمسك الأضواء والأحلام. تخلق الجمال ليوهب إلى من يستحقه، أليس كذلك؟ الهبة هي الرابطة الراسخة التي تفرض علينا صداقة الشعر. والشعر جوهر الجمال كله.
تحاول الشاعرة المحافظة على وعودها اتجاه لحظة الاعتراف، لكن بأي ثمن: «الكذب لا يحتاج إلا للكذب، لكن كم من الأكاذيب تحتاج الحقيقة لكي تظهر على حقيقتها». ومع ذلك، تلاحظ الشاعرة بذكاء خللا في قراءة أعمالها: «عندما نقرأ، كثير من الناس يعاملوننا نحن - الشعراء- كما لو كنا مرضى، أو متخمين بالحزن، أو كحمالين لمروحة يمكننا بين الفينة والأخرى أن نعيرها لهم.». يجد القارئ في هذه الشذرات بذورا من الإصرار على الأمل، لكتابة لا تكف عن التعبير عن دهشتها من الحياة. متسائلة عن الفرح أو الألم. وكأنها تبدأ تجربة جديدة، ووميضا جديدا يضيء الرؤية المتأججة بالأرق أو بصيصا من سرنمة قادمة.