جانب من ندوة المسرح بجامعة الطائف.  (عكاظ)
جانب من ندوة المسرح بجامعة الطائف. (عكاظ)
-A +A
علي الرباعي (الطائف) Al_ARobai@
أكد مشاركون في ندوة المسرح بين الواقع والتطلعات على أن المسرح السعودي غُبن كثيراً ما أسهم في تعطيل تراكميته علما بأن أول عرض بدأ مواكبا للمسرح العربي عام ١٩١٠. وتحدث متخصصون من جامعة الطائف عن تغييب الصحوة للمسرح وأثرها عليه بتشويهه وإحلال أنشطة بديلة محله، ولفت الدكتور منصور الحارثي، إلى أن المسرح السعودي كان حاضراً، ثم غاب، أو تم تغييبه بسبب خطابات أيديولوجية معينة.

وعدّ الحارثي «المسرح السعودي الحاضر الغائب»، علما بأن بداية المسرح ارتبطت ببدء الخليقة، عندما أرسل الله غراباً ليمثل أمام قابيل كيف يواري سوأة أخيه هابيل.


وأوضح أن أول مسرحية متكاملة في الجزيرة العربية، نظمتها جمعية الاتحاد والترقي في المدينة المنورة في العام 1910، مشيراً إلى أن المسرحية استمرت ثلاث ساعات، وحضرها المئات من الرجال والنساء، وتناولت الاستبداد السياسي في العهد العثماني قبل إعلان الدستور. وكشف الحارثي عن تقديم العرض المسرحي الأول في العهد السعودي، في القصيم عام 1928، أمام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وكانت فكرة أحداثه حوارية بين جاهلٍ ومتعلم. فيما تناول الدكتور مازن الحارثي، خلال الندوة نشأة المسرح العربي في القرن التاسع عشر على يد مارون النقاش، وانتقاله إلى مصر لتكون بدايته الحقيقية التي صنعت منه عالماً مرتبطاً بحياة الناس اليومية، يضج بالحياة والأحداث.

وطرح العديد من التساؤلات عن أسباب غياب المسرح السعودي، أهمها: هل الغائب فيه هي المرأة؟ هل الغائب هو الممثل المسرحي؟ هل الغائب هو النص المسرحي الجدير بإعجاب الجمهور؟ وأكد احتياج المسرح لمجتمع مدني ثابت، له أسس اجتماعية راسخة.

وتحدث الدكتور أحمد النبوي، عن نشأة المسرح ببلاد الإغريق، وعدم انتقاله للجزيرة العربية التي كانت في ذلك الوقت تفتقر إلى حياة الاستقرار وتعيش على الرعي والتنقل، ثم انتقاله إلى الحواضر العربية في الشام ومصر.

ووصف النبوي المسرح السعودي بأنه مسرح ذكوري قائم على الرجل، لا مكان فيه للمرأة حتى في خيال المؤلف، وهو ما جعله من أكثر مشاهد المسرح العربي قرباً للمسرح التجريبي، مؤكداً وجود المرأة في الفنون السعودية كافة ما عدا المسرح.

فيما تناول الدكتور سامي جريدي، غياب المسرح السعودي على مستوى النصوص المكتوبة والعروض، وغياب المرأة وغياب الموسيقى، وغياب الإعلام عن خدمة هذا الفن، وغياب الناقد المسرحي الذي يحدد اتجاهات المسرح، وغياب الجمهور عن المسرح، وعد مسرح الطفل مظلوما كون مسرحيات الصغار يعدها الكبار ويوجهونها للأطفال، ولغياب نص سردي متكامل العناصر، أُعد ليمثله الأطفال، مشيراً إلى أن أول من أنجز مسرحية للأطفال هو عبدالرحمن الخريجي في العام 1975، تلته اجتهادات لمسرحيين آخرين، وهو تاريخ حديث مقارنة بالنوع نفسه من المسرح في دول أخرى. وشهدت الندوة حضوراً لافتاً ومداخلات لطلاب وأساتذة جامعة الطائف، وبعض المهتمين بالمسرح، ومنهم المؤلف والمخرج المسرحي مساعد الزهراني.