أسعد الروابة
أسعد الروابة
-A +A
أسعد الروابة
أسعد الروابة أو شاعر الشام الذي أنهكه الترحال، وعاش برفقة أبنائه أقسى أيام حياته في ظل الظروف الراهنة في سورية، لكنه لم يبتعد عن دائرة الشعر ولم يشغله دوي البراميل المتفجرة عن قصائده التي تسكن الوجدان دون استئذان، ولعل هذا النص الشامخ خير دليل على أننا أمام شاعر استثنائي يحفه الإبداع من كل الجهات.

ترمي حصاك بضفة النهر بسكات


وتكبر بقلبي من حصاك الدواير

اسمع لصمتك صوت مابين الأصوات

هجسي تهجّى خافيات السراير

من خوف لا أدْخل بالمحبة متاهات

وأنا قضاي لكلمة الحق ثاير

سديت بابي قلت للريح هيهات

ماعدت أجامل وأتبسم وأساير

بس أنتِ ياريح الصبا..أنتِ بالذات

شرّعت لك بيبان قلبي وطاير

من فرحتي واحييت في قلبي أموات

وهليت لجلك بسمتي والعباير

بك ريحة الماضي بوهج الحضارات

مثل الخزامى فوق سور العماير

ومثل القرنفل في رفوف المحلات

وإلا قْهوة مرة بوسط الدواير

خسارتي لك فوز لعداي وإثبات

وفوزي بغيرك من عظيم الخساير

هدمت عش أحلامنا ياحسافات

وصار الفضا بقراقنا حلم طاير

والمشهد اللي ساقني للنهايات

قبل الغروب وجرح الأحلام غاير

للعرس غزّوا ليلة الحزن رايات

وصوت الفشق جاني يزف البشاير

لحظة مشت بك سفن الأيام بسكات

غاب الشفق وأرخى عليك الستاير