من أجمل وأعف رموز الثقافة السعودية طيلة 4 عقود، يتمتع بنقاء داخلي، ينعكس احتراماً وتقديراً على كل معارفه ومحبيه، الشاعر أحمد عبدالله عسيري، يردد «سلاماً»، ويسطر من أعذب المفردات (كلاماً)، ويبتدر بكارات اللغة فيلتف حوله خيال الندامى، ها هنا نستعيده من غيابات الحُبِّ ليطل مجدداً على تلاميذه ومريديه وأصدقائه، متحدثاً بتواضع غير مصطنع عن الحياة والثقافة والشعر وحكايات الأمهات، وهنا نص الحوار:
• بودّنا أن ندردش معك أبا عبدالرحمن؟
•• اتركني عليك وجه الله أستمتع وأطارد كل ما تطرحه، من روافد مبهجة وقضايا غائرة في العقل والوجدان، أما أنا فلن أفيدك بشيء، وهل تريد أن يقول المبدعون (هو ما وراه إلا ولد نصره) ونصره هي أمي يا علي كانت أقوى رجل في القرية.
• أنت فاتن اللغة ومفتتن بها، ولذا هي لك مطواعة، ما سر هذه العلاقة الحميمة؟
•• قبل شروق شمس الله على قريتي «الملاحة» كنت أستيقظ كعصفور العنب، أسمع بوح العشاق كالوله العاصف، وأصغي لصرير الأقدام الحافية المتساكنة مع قيعان التربة، وجدلية الموت والبقاء والمكوث والرحيل، كانت أصواتهم تحتلب شجن الأشجار، وأيديهم تلامس حرقة السنابل، وتشع من سحناتهم إشراقة الطين وهبوب ريح العشيات العسلية، أراهم يعودون في المساء القروي وقد توشحوا وتبللوا بأريج الحقول المسكوب على كفوفهم والمخبوء تحت ضلوعهم، ليشتعل ليلهم الأليف بأغان تموج كالأجنحة الرهيفة، وتجمح كجنون الدهشة، وترف كترجيع السواقي، وتصعد كالغمامة فوق مداميك حصونهم، لأنهم تخيلوا «ريم عسيري القوام سباني...أخطأت حين رميته فرماني» «سبحت باسم الله حين رأيته...وغرقت في الأنوار حين رآني»، «لله كم تحوي بيوت الطين من حسن يمجد صنعة الرحمن»، هكذا تخيلها صديقي الراحل الشاعر تركي العصيمي، فهل تريد يا علي أن أتخلى عن لغتي المنتزعة من لغة الأرض المطمئنة، والتي نعتها التيهاني أحمد ذات يوم بأنها لغة «بستانية» قال البعض: إنها «تشعرن» المقال الصحفي، وهذا لا يستقيم مع فقه اللغة الصحفية، إنها تنهيدة الانعتاق والنطفة الأبدية التي لا أستطيع الفكاك منها، حتى لو كتبت عن النانو والهندسة الوراثية والروبوت، لقد قبلها البعض واستثقلها آخرون، وكما قال صموئيل بيكيت: «إن حبي هو الكلمات، ولا أملك منها إلا القليل».
• متى تأتي القصيدة وما مستوى مرونتها؟
•• تأتي كالشعلة الحية التي لا تنطفئ حين تفتقها انتفاضة الحس وطغيان التوتر العاطفي، واستبطان العميق من الذات الإنسانية، واستحضار الظاهر والمحجوب، وهز الذاكرة مما يسلم القصيدة لفائض المعنى والاستحقاق الشعري المحتدم، بعيدا عن لغو الزواحف الشعرية، وتسطيح المعنى الجمالي، والهدر اللغوي المترهل. مرونتها حين تخفق كالضوء، وتومض كالشك المنسرب، وتنسل كالأسرار المغلولة، وهنا تبدأ لعبة الانكشاف والمراوغة واللذة النصية وأمشاج التلظي.
• هل أحرق زمن الصورة خيال الشاعر؟
•• بكل تأكيد، فلم نعد نطرب لتلك «الكولاجات» والصور التعبيرية والانعطافات الخيالية والشعرية المتجاوزة، التي حرك وأربك بها الشعراء المخيال الجمعي، والطفرات المغايرة لما استقر في الأذهان، والمحتوى المألوف والمخزون الجمالي، من خلال الانزياح والتشبيه والدلالة البلاغية، هل لا يزال يطربك قول عاشق «عبلة» لمعت كبارق ثغرك المتبسم، أو قول نزار عن جدائل حبيبته «كسنابل تركت بغير حصاد»، أو قول السياب، عيناك غابتا نخيل ساعة السحر. كلها تحولت في زمن الصورة وسطوتها إلى أرشيف من القوالب المعلبة، والهوامش المنسية، إنه جبروت الصورة وما أحدثته من صدمة وافتتان ضاغط على العصب الشعري.
• كيف تعامل النقاد مع تجربتك؟
•• تعاملوا على «قلتهم» برفق إنساني، لأن أغلبهم «ابن ديرتي» أو صديق حميم يمنعه الحياء، وصحون «الحنيذ» في أسفل عقبة «ضلع» عن الإفصاح عن مكنون التفاتاته، أو تمرير احترازاته اللاذعة، وتحفظاته المضادة، ونقده المعياري، ومنازلته الصارمة، أما الرسائل الأكاديمية فلم أطلع عليها حتى الآن، رغم إيماني بنقاء أدواتهم الجادة والواعية، وطهارة مختبراتهم النقدية، ونزوعهم العميق نحو الكامن في مجاهيل النص، والاحتفاء بالتجربة وامتدادها الشكلي والبنيوي.
• هل أنصفك الزمن أو المكان؟
•• قد تمر بك لحظات تشعر بالملل حد الانكسار، وتتوجس في داخلك صقيع الغربة، وتكتنفك الوحشة وأنت تدلف إلى هجير العمر المهدور، وتحمل فوق أكتافك حقيبة الزمن الثقيل والمعتم كليل الحطابين، تسير مترنحا في متاهات الدروب، تتأرجح كشجرة اللوز اليابسة بين زمن القلق الممض، ومكان الوجع المعفر بالسأم، الذي أعرفه يا علي إنني أهش «عليهما، بهديل الروح، ومقتنيات العمر المتجعد، بحثا عن حلم طفولي أسامره على قارعة الطريق، إنه حلم لم يتحقق، ولم يعد في العمر متسع لتحقيقه.
• كنتَ وما زلت تملأ الأسماع والأبصار شاعرا ومذيعا، ولكنك تراجعت إلى الظل وانزويت تدريجيا لماذا؟ وهل تطرد العملة الرديئة العملة الجيدة؟
•• يا صديقي، يقول الشاعر «هذا زمانك إني قد مضى زمني»، تخلقات الذات السليمة ومنطق الحياة، والانفتاح على الحقائق المستترة في دواخلنا، يجعلنا لا نقف بالعرض في شارع حركة التاريخ، فكلما حضر توازنك النفسي والتأملي، أبصرت مغاليق الأشياء ومفاتيحها بصورة أوضح، ما يجعلك تشعر أنك لست من أبناء «اللحظة» أو هكذا أقنعوك، لتختار العزلة والانكفاء وبرودة الظل، لتكون خيرا لك من التغافل الجارح والبليد، وطمي الزيف، وصخب المزايدة.
• لماذا تتناول المشهد الثقافي بحذر دون أن تورط نفسك فيه؟
•• لم أكن من الهاربين من قفص الثقافة، ولكن التصدعات والتبرم والضجر، وتحول الأسرة الثقافية إلى جوارح بشرية، عمقت الفجوة والقطيعة وجففت الروافد، وزادت الفظاظة والقتامة في المشهد، ولكوني أتحاشى مثل هذه المواقف المنفلتة، والمحاضن الشائكة والصادمة، فقد آثرت السلامة أملا في عودة القوم إلى ممارساتهم الديموقراطة، والحضور الفعلي الصانع للثقافة، والبعيد عن الرهاب الفكري وخديعة المثاقفة.
• هل كلما زادت ثقافة الإنسان تزيد تعاسته؟
•• لن تزيد تعاسته إذا كان من أصحاب «الحنجرة» و«الكندرة»، أما إذا كان ممن عناهم علي حرب في كتابه «أوهام النخبة» والذين يشتغلون بإنتاج المعرفة، والتفكير الموضوعي، والنقد العقلاني، والساعين إلى إضاءة جغرافية التنوير، وإشعال نار الأسئلة كصانعين للحياة، فلن يكونوا في مأمن من التعاسة الخانقة، وجحيم التحديات، والبؤس المعيشي.
• ماذا تخشى على جوهر الإنسان؟
•• أخشى عليه من غبار الحضارة فطاغور يقول: «الحضارة تكبر والإنسان يصغر»، أخشى عليه من تيبس الحواس، واغتيال المشاعر، وموت الكلام العذب، وتساقط لحم الذاكرة الملأى بالمسرات، أخشى عليه من جموح الزمان الغامض، واستبداد اليأس وخريف الفصول، أخشى عليه من الشيخوخة البائسة وفقدان راحة البال.
• من يطربك اليوم شعرا؟
•• أغلبهم مطربون، نصوصهم تسامرني كالقناديل الخضر، وتطربني كنسائم البيد، أقرأهم بكل سحناتهم وبكل تأرجحاتهم الشكلية، أقربهم لي من لا ينادي بقتل الآباء الشعريين والقطيعة معهم، أو يبيع المتنبي في سوق الثلاثاء، آخذا بمقولة «كن شاعرا واختر الإناء الذي تريد».
• متى تكتب؟
•• هي لحظات من الفوران التأملي، والاستحضار داخل الحالة النفسية، هي صرخة أو بوح شفيف، والتي تأتي في حالة وعي أو بغير وعي، تقتحم الفكرة هدوءك واستقرارك لتنهمر على رؤوس أصابعك بكل تجلياتها، ساحبة خدرك عابثة برتابتك، رافعة الغطاء عن ما يعتور داخل جمجمتك.
• بودّنا أن ندردش معك أبا عبدالرحمن؟
•• اتركني عليك وجه الله أستمتع وأطارد كل ما تطرحه، من روافد مبهجة وقضايا غائرة في العقل والوجدان، أما أنا فلن أفيدك بشيء، وهل تريد أن يقول المبدعون (هو ما وراه إلا ولد نصره) ونصره هي أمي يا علي كانت أقوى رجل في القرية.
• أنت فاتن اللغة ومفتتن بها، ولذا هي لك مطواعة، ما سر هذه العلاقة الحميمة؟
•• قبل شروق شمس الله على قريتي «الملاحة» كنت أستيقظ كعصفور العنب، أسمع بوح العشاق كالوله العاصف، وأصغي لصرير الأقدام الحافية المتساكنة مع قيعان التربة، وجدلية الموت والبقاء والمكوث والرحيل، كانت أصواتهم تحتلب شجن الأشجار، وأيديهم تلامس حرقة السنابل، وتشع من سحناتهم إشراقة الطين وهبوب ريح العشيات العسلية، أراهم يعودون في المساء القروي وقد توشحوا وتبللوا بأريج الحقول المسكوب على كفوفهم والمخبوء تحت ضلوعهم، ليشتعل ليلهم الأليف بأغان تموج كالأجنحة الرهيفة، وتجمح كجنون الدهشة، وترف كترجيع السواقي، وتصعد كالغمامة فوق مداميك حصونهم، لأنهم تخيلوا «ريم عسيري القوام سباني...أخطأت حين رميته فرماني» «سبحت باسم الله حين رأيته...وغرقت في الأنوار حين رآني»، «لله كم تحوي بيوت الطين من حسن يمجد صنعة الرحمن»، هكذا تخيلها صديقي الراحل الشاعر تركي العصيمي، فهل تريد يا علي أن أتخلى عن لغتي المنتزعة من لغة الأرض المطمئنة، والتي نعتها التيهاني أحمد ذات يوم بأنها لغة «بستانية» قال البعض: إنها «تشعرن» المقال الصحفي، وهذا لا يستقيم مع فقه اللغة الصحفية، إنها تنهيدة الانعتاق والنطفة الأبدية التي لا أستطيع الفكاك منها، حتى لو كتبت عن النانو والهندسة الوراثية والروبوت، لقد قبلها البعض واستثقلها آخرون، وكما قال صموئيل بيكيت: «إن حبي هو الكلمات، ولا أملك منها إلا القليل».
• متى تأتي القصيدة وما مستوى مرونتها؟
•• تأتي كالشعلة الحية التي لا تنطفئ حين تفتقها انتفاضة الحس وطغيان التوتر العاطفي، واستبطان العميق من الذات الإنسانية، واستحضار الظاهر والمحجوب، وهز الذاكرة مما يسلم القصيدة لفائض المعنى والاستحقاق الشعري المحتدم، بعيدا عن لغو الزواحف الشعرية، وتسطيح المعنى الجمالي، والهدر اللغوي المترهل. مرونتها حين تخفق كالضوء، وتومض كالشك المنسرب، وتنسل كالأسرار المغلولة، وهنا تبدأ لعبة الانكشاف والمراوغة واللذة النصية وأمشاج التلظي.
• هل أحرق زمن الصورة خيال الشاعر؟
•• بكل تأكيد، فلم نعد نطرب لتلك «الكولاجات» والصور التعبيرية والانعطافات الخيالية والشعرية المتجاوزة، التي حرك وأربك بها الشعراء المخيال الجمعي، والطفرات المغايرة لما استقر في الأذهان، والمحتوى المألوف والمخزون الجمالي، من خلال الانزياح والتشبيه والدلالة البلاغية، هل لا يزال يطربك قول عاشق «عبلة» لمعت كبارق ثغرك المتبسم، أو قول نزار عن جدائل حبيبته «كسنابل تركت بغير حصاد»، أو قول السياب، عيناك غابتا نخيل ساعة السحر. كلها تحولت في زمن الصورة وسطوتها إلى أرشيف من القوالب المعلبة، والهوامش المنسية، إنه جبروت الصورة وما أحدثته من صدمة وافتتان ضاغط على العصب الشعري.
• كيف تعامل النقاد مع تجربتك؟
•• تعاملوا على «قلتهم» برفق إنساني، لأن أغلبهم «ابن ديرتي» أو صديق حميم يمنعه الحياء، وصحون «الحنيذ» في أسفل عقبة «ضلع» عن الإفصاح عن مكنون التفاتاته، أو تمرير احترازاته اللاذعة، وتحفظاته المضادة، ونقده المعياري، ومنازلته الصارمة، أما الرسائل الأكاديمية فلم أطلع عليها حتى الآن، رغم إيماني بنقاء أدواتهم الجادة والواعية، وطهارة مختبراتهم النقدية، ونزوعهم العميق نحو الكامن في مجاهيل النص، والاحتفاء بالتجربة وامتدادها الشكلي والبنيوي.
• هل أنصفك الزمن أو المكان؟
•• قد تمر بك لحظات تشعر بالملل حد الانكسار، وتتوجس في داخلك صقيع الغربة، وتكتنفك الوحشة وأنت تدلف إلى هجير العمر المهدور، وتحمل فوق أكتافك حقيبة الزمن الثقيل والمعتم كليل الحطابين، تسير مترنحا في متاهات الدروب، تتأرجح كشجرة اللوز اليابسة بين زمن القلق الممض، ومكان الوجع المعفر بالسأم، الذي أعرفه يا علي إنني أهش «عليهما، بهديل الروح، ومقتنيات العمر المتجعد، بحثا عن حلم طفولي أسامره على قارعة الطريق، إنه حلم لم يتحقق، ولم يعد في العمر متسع لتحقيقه.
• كنتَ وما زلت تملأ الأسماع والأبصار شاعرا ومذيعا، ولكنك تراجعت إلى الظل وانزويت تدريجيا لماذا؟ وهل تطرد العملة الرديئة العملة الجيدة؟
•• يا صديقي، يقول الشاعر «هذا زمانك إني قد مضى زمني»، تخلقات الذات السليمة ومنطق الحياة، والانفتاح على الحقائق المستترة في دواخلنا، يجعلنا لا نقف بالعرض في شارع حركة التاريخ، فكلما حضر توازنك النفسي والتأملي، أبصرت مغاليق الأشياء ومفاتيحها بصورة أوضح، ما يجعلك تشعر أنك لست من أبناء «اللحظة» أو هكذا أقنعوك، لتختار العزلة والانكفاء وبرودة الظل، لتكون خيرا لك من التغافل الجارح والبليد، وطمي الزيف، وصخب المزايدة.
• لماذا تتناول المشهد الثقافي بحذر دون أن تورط نفسك فيه؟
•• لم أكن من الهاربين من قفص الثقافة، ولكن التصدعات والتبرم والضجر، وتحول الأسرة الثقافية إلى جوارح بشرية، عمقت الفجوة والقطيعة وجففت الروافد، وزادت الفظاظة والقتامة في المشهد، ولكوني أتحاشى مثل هذه المواقف المنفلتة، والمحاضن الشائكة والصادمة، فقد آثرت السلامة أملا في عودة القوم إلى ممارساتهم الديموقراطة، والحضور الفعلي الصانع للثقافة، والبعيد عن الرهاب الفكري وخديعة المثاقفة.
• هل كلما زادت ثقافة الإنسان تزيد تعاسته؟
•• لن تزيد تعاسته إذا كان من أصحاب «الحنجرة» و«الكندرة»، أما إذا كان ممن عناهم علي حرب في كتابه «أوهام النخبة» والذين يشتغلون بإنتاج المعرفة، والتفكير الموضوعي، والنقد العقلاني، والساعين إلى إضاءة جغرافية التنوير، وإشعال نار الأسئلة كصانعين للحياة، فلن يكونوا في مأمن من التعاسة الخانقة، وجحيم التحديات، والبؤس المعيشي.
• ماذا تخشى على جوهر الإنسان؟
•• أخشى عليه من غبار الحضارة فطاغور يقول: «الحضارة تكبر والإنسان يصغر»، أخشى عليه من تيبس الحواس، واغتيال المشاعر، وموت الكلام العذب، وتساقط لحم الذاكرة الملأى بالمسرات، أخشى عليه من جموح الزمان الغامض، واستبداد اليأس وخريف الفصول، أخشى عليه من الشيخوخة البائسة وفقدان راحة البال.
• من يطربك اليوم شعرا؟
•• أغلبهم مطربون، نصوصهم تسامرني كالقناديل الخضر، وتطربني كنسائم البيد، أقرأهم بكل سحناتهم وبكل تأرجحاتهم الشكلية، أقربهم لي من لا ينادي بقتل الآباء الشعريين والقطيعة معهم، أو يبيع المتنبي في سوق الثلاثاء، آخذا بمقولة «كن شاعرا واختر الإناء الذي تريد».
• متى تكتب؟
•• هي لحظات من الفوران التأملي، والاستحضار داخل الحالة النفسية، هي صرخة أو بوح شفيف، والتي تأتي في حالة وعي أو بغير وعي، تقتحم الفكرة هدوءك واستقرارك لتنهمر على رؤوس أصابعك بكل تجلياتها، ساحبة خدرك عابثة برتابتك، رافعة الغطاء عن ما يعتور داخل جمجمتك.