ما زال الكاتب الفرنسي فليب سولير، حاضرا في المشهد الثقافي الفرنسي منذ الستينيات، مواصلا تمرده الأدبي والفكري وتجربته الكتابية الفريدة بنشاط وابتكار رغم بلوغه 82 عاما.
منذ شهر أصدر سولير رواية قصيرة في 128 صفحة عند دار غاليمار بعنوان «مركز»، نص ذهني بامتياز يوظف فيه الكاتب معارفه وحدوسه وشكوكه.
يختار الكاتب شخصية «نورا» «40 عاما» محللة نفسية مهووسة بحالات مرضاها النفسيين. من خلالها استدعى الكاتب أرشيف علم النفس عند فرويد ولا كان وتعقيداته متسائلا عن مدى ملاءمته العلاجية لبعض الحالات. كما يستغل علاقتها بكاتب فرنسي يهتم بدوره بعلم النفس ويريد أن يكتشف سرّ تحول باريس إلى مركز سريّ لعالم غريب وجديد.
كتاب سولير يسير في اتجاهات التحليل النفسي والتاريخ والأدب والشعر، لا يعارض بينها وإنما يلاقي بينها ويضيء بعضها بعضا، عبر استطرادات مهمة، تخدم هدفا جليلا ألا وهو: القيام بتحليل ومعاينة حالة المجتمع الإنساني فكريا ونفسيا وجماليا.
الكتاب بمثابة منفذ خصب لاستكمال فهم الذات والمجتمع، وسيكون معينا مهما لتحليل تعقيدات حياة الكائن المعاصر بإرثه الفكري والعقائدي.
وأمام هذه التعقيدات والرعب المهيمن على عالمنا المعاصر يحاول الكاتب ألا يقدم نصائح ولا أن يعلل بمبررات. وكأن ما ينبغي أن يحدث لبطلته «نورا» يجب أن يحدث. هل الماضي من يسيّر الحاضر ويبرمج المستقبل؟
يستمتع الكاتب بهذه الاستطرادات، ولكنه قبل أن يسخر من الآخرين، فهو يبدأ نفسه، التي كانت على مسار الرواية للتحليل والنقد. وبين الفينة والأخرى يتسلل السارد ليسلك منعطفات حادة تاركا المراجع الأساسية التفسية والتاريخية والأدبية، قصد استحضار أمكنة أثيرة لديه، مثل نهر السين، والغارون، ومدينة البندقية. مستعرضا ولعه بأيقونات الجمال من المعمار والموسيقى والأدب.
يوجد في رواية «مركز» جزء من السير ذاتية. أو كما يعبر عنها سولير: «رواياتي هي روابط للتفكير. أسمع أصواتا، أسجلها، فيختلط صوتي بأصواتها» ويقصد بطبيعة الحال استحضار ذاته التي تحاور: شكسبير، وعطيل وشيئلوك، الفلسطينيين، والكتاب المقدس، وهيدغر، ورامبو، وبودلير ودانتي، ولوكريتيوس وكافكا وآخرين كثيرين يعبرون رواية «مركز»، ليتم الاستيلاء عليهم واستخدامهم من قبل سولير. وتتميّز نهايات سولير بانفتاحها على التأويل، وكأن الكاتب لا رغبة له في إنهاء كتابته.
منذ شهر أصدر سولير رواية قصيرة في 128 صفحة عند دار غاليمار بعنوان «مركز»، نص ذهني بامتياز يوظف فيه الكاتب معارفه وحدوسه وشكوكه.
يختار الكاتب شخصية «نورا» «40 عاما» محللة نفسية مهووسة بحالات مرضاها النفسيين. من خلالها استدعى الكاتب أرشيف علم النفس عند فرويد ولا كان وتعقيداته متسائلا عن مدى ملاءمته العلاجية لبعض الحالات. كما يستغل علاقتها بكاتب فرنسي يهتم بدوره بعلم النفس ويريد أن يكتشف سرّ تحول باريس إلى مركز سريّ لعالم غريب وجديد.
كتاب سولير يسير في اتجاهات التحليل النفسي والتاريخ والأدب والشعر، لا يعارض بينها وإنما يلاقي بينها ويضيء بعضها بعضا، عبر استطرادات مهمة، تخدم هدفا جليلا ألا وهو: القيام بتحليل ومعاينة حالة المجتمع الإنساني فكريا ونفسيا وجماليا.
الكتاب بمثابة منفذ خصب لاستكمال فهم الذات والمجتمع، وسيكون معينا مهما لتحليل تعقيدات حياة الكائن المعاصر بإرثه الفكري والعقائدي.
وأمام هذه التعقيدات والرعب المهيمن على عالمنا المعاصر يحاول الكاتب ألا يقدم نصائح ولا أن يعلل بمبررات. وكأن ما ينبغي أن يحدث لبطلته «نورا» يجب أن يحدث. هل الماضي من يسيّر الحاضر ويبرمج المستقبل؟
يستمتع الكاتب بهذه الاستطرادات، ولكنه قبل أن يسخر من الآخرين، فهو يبدأ نفسه، التي كانت على مسار الرواية للتحليل والنقد. وبين الفينة والأخرى يتسلل السارد ليسلك منعطفات حادة تاركا المراجع الأساسية التفسية والتاريخية والأدبية، قصد استحضار أمكنة أثيرة لديه، مثل نهر السين، والغارون، ومدينة البندقية. مستعرضا ولعه بأيقونات الجمال من المعمار والموسيقى والأدب.
يوجد في رواية «مركز» جزء من السير ذاتية. أو كما يعبر عنها سولير: «رواياتي هي روابط للتفكير. أسمع أصواتا، أسجلها، فيختلط صوتي بأصواتها» ويقصد بطبيعة الحال استحضار ذاته التي تحاور: شكسبير، وعطيل وشيئلوك، الفلسطينيين، والكتاب المقدس، وهيدغر، ورامبو، وبودلير ودانتي، ولوكريتيوس وكافكا وآخرين كثيرين يعبرون رواية «مركز»، ليتم الاستيلاء عليهم واستخدامهم من قبل سولير. وتتميّز نهايات سولير بانفتاحها على التأويل، وكأن الكاتب لا رغبة له في إنهاء كتابته.