جيرار جينيت
جيرار جينيت
-A +A
«عكاظ» (جدة)
غيب الموت (الجمعة) الماضية الناقد والمفكّر الفرنسي (جيرار جينيت) الملقب بـ«ملك السرديات» عن عمر يناهز الـ87 عامًا، مخلفا وراءه منجزا نقديا ضخما وفريدا من نوعه في النقد والخطاب السردي وأنساقه وجماليات الحكاية والمتخيل وشعرية النصوص واللغة الأدبية.

وجيرار جينيت من مواليد باريس سنة 1930، وشغل منصب مدير الدراسات في المعهد العالي للعلوم الاجتماعية، إذ ينظم بالمعهد حلقة دراسية حول الجمال والشعرية، وأدار جيرار مجلة (شعرية) المشهورة، كما أنه أحد مؤسسي مجلة «بويتيك» التي تحولت إلى منارة للنقد الأدبي البنيوي في مستهل السبعينيات من القرن الماضي. ومن أهم كتبه المترجمة إلى العربية: «خطاب الحكاية» و«مدخل إلى جامع النص». وبنى جينيت سمعته عبر عقود طويلة من الدراسات النقدية منذ صدور الجزء الأول من كتابه وجوه عام 1959، وفرض نفسه بأسلوبه ودقته وصرامته الساخرة واشتغاله على النصوص بمهارة نجار محترف. وكان جينيت يوفر لمن لا تكفيهم ظروف النص ولا سيرة الكاتب، ورشة بنيوية متكاملة الأدوات، فيها المسامير والمطرقة والمنشار ليسبروا أغوار النصوص ودهاليزها وتعقب أثر من يتحدث في السرد ومن أين يتحدث. وكان إلى جانب صديقيه رولان بارت وتزيفتان تودوروف بمثابة ملك تربع على عرش السرديات وخلق موجة تجديدية خلاقة في النقد الجديد الذي «يدرس التقنيات والبنيات السردية للنصوص الأدبية»، مستندا إلى النظريات البنيوية واللسانية والسميولوجية الحديثة.