ندوة الرياض التي هاجمت الليبرالية.
ندوة الرياض التي هاجمت الليبرالية.
-A +A
عيسى الشاماني (الرياض) I_ALSHAMANI@
شن شرعيون في ندوة أقيمت بالرياض أمس الأول (الخميس)، هجوما عنيفا على الليبرالية، معتبرين أنها وجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وجهان لعملة واحدة، فجميعهم يشتركون في الدعوة إلى الثورات ويؤيدون الخروج على الحكام – بحسب وصفهم.

وركز المتحدثون في الندوة، التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، (ممثلة بمكتب توعية الجاليات في العزيزية بالرياض)، على مفهوم «الحرية» في الفكر الليبرالي، معتبرين أن هذه الحريات التي تقوم عليها الليبرالية، بمثابة خطر يهدد الإسلام والمسلمين، وبالتالي فإنه يجب على المسلمين أن يلجأوا إلى التوحيد وتعلم الشريعة الإسلامية الصحيحة لكي ينجوا بأنفسهم من خطر الليبرالية والليبراليين.


وقال عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عمر العمر، في الندوة التي جاءت تحت عنوان «الليبرالية - حقيقتها وخطرها على المسلمين»، إن الليبراليين يستبيحون سفك الدماء من أجل الوصول إلى «الحرية»، وأن الفكر الليبرالي يرى الخروج على الحكام، متهما إياهم بتأجيج ثورات الربيع العربي – على حد تعبيره.

واستشهد العمر بتغريدات منسوبة للكاتب والمفكر السعودي الدكتور تركي الحمد، يزعم من خلالها أن الحمد يؤيد فكر الإخوان المسلمين، في محاولة منه للتأكيد على ما وصفه «أن الليبرالية والإخوان يدعون إلى الثورات والخروج على الحكام للوصول إلى أهدافهم الخبيثة ومآربهم السيئة» ــ بحسب قوله.

وقال المتحدث الآخر في الندوة صالح سندي: «الليبرالية يا إخوة، مشروع هدام، ولم يتربوا إلا في بيئة جاهلة». مؤكدا أنه من القواعد الأساسية في الفكر الليبرالي هي غرس الشكوك في النفوس، والقول بنسبية الحقيقة، وأنه لا وجود لحقيقة مطلقة أو ما يعرف بثقافة «اللا ثابت»، فالشك والتشكيك «لحمة الفكر الليبرالي»- بحسب وصفه.

وقال سندي: «إذا انساق المرء خلف الليبراليين فإنه يشك في كل شيء؛ لأنه ليس ثمة يقين ولا وجود لحقيقة مطلقة، فلم يبق إلا أن يرتمي بأحضانهم وينهل من معينهم».

الحمد لـ«عكاظ» : «ودي أصدقهم»

سخر الأكاديمي الدكتور تركي الحمد من محاولة اتهامه بتأييد جماعة الإخوان، وعاد بالذاكرة إلى أيام «الصحوة»، إذ كان في ذلك الوقت لا أحد يجرؤ المزج بين الإخوان والحركة الليبرالية؛ لأنهم في ذلك الوقت يعتبرون أن الليبرالية كفر وخروج من الملة.

وأضاف: «أما محاولة إلصاقي بجماعة الإخوان، فودي أصدق.. بس قوية قوية».

وقال الحمد لـ«عكاظ» أمس (الجمعة)، إن الوقت الحاضر وبعد أن شعر «الصحويون» أن كثيرا من الأوراق بدأت تفقد من أيديهم، وأن الليبرالية تتقدم بدأوا يلجأون إلى أساليب أخرى ومن أهمها ربط الإخوان بالليبرالية.

وأكد الحمد أن ما يحدث حاليا هو بمثابة «صحوة الموت» بالنسبة للصحوة، فهم الآن يلقون بكل ما بقي من أوراق في أيديهم بعدما فقدوا كل السلطة، مؤكدا أن الليبرالية هي النهج الطبيعي للحياة، ولا تعني شيئا أكثر من الحياة الطبيعية للتعددية والتعايش.

وقال الحمد: «نظرتي للإخوان مختلفة جذريا ولم أنظر إليهم يوما بأنهم تيار سياسي، فهم عندما نتحدث عن الشأن الديني يتهموننا بأننا لا نعرف شيئا عن الدين، وأننا لسنا متخصصين، وبالتالي تجدهم يتحدثون عن «الليبرالية»، وهم لا يعلمون شيئا عنها ولا حتى يفقهون مبادئ الفلسفة الليبرالية ولا حتى يعرفون أعمدة الفلسفة الليبرالية».

وأضاف: «إذا كنت تطلب مني أن لا أتحدث في العلم الشرعي لأن له متخصصين، فلا تتحدث في شأن لا تفقهه، فالليبرالية فلسفة ونهج حياة مرت بسنوات طويلة في أوروبا حتى استقرت لما هي عليه الآن». مضيفا أن من أسماهم بالإسلامويين والصحويين «عندما يتضايقون في بلدانهم فإنهم يفرون مباشرة للدول الليبرالية أو من يسمونهم بـ «الغرب الكافر» ولكنه حتى عندما يستقر هناك لا يعجبه الوضع ويريد أن يحولها إلى دولة إسلامية».

وكانت التغريدات مثار الجدل والمنسوبة للمفكر السعودي الحمد، بثت من حساب «وهمي» منتحل لشخصية الحمد، الذي حذر غير مرة من الحساب المذكور وتبرأ منه.