جانب من الأيام الثقافية التي نظمتها «هيئة الثقافة» أخيراً في أبها.
جانب من الأيام الثقافية التي نظمتها «هيئة الثقافة» أخيراً في أبها.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
قضى المثقفون أكثر من عام تحت فيء الترقب، وران على قناعاتهم التعجب نظراً لتأخر ما ستنفذه هيئة الثقافة من برامج وما تعتمده من فعاليات حتى انطلقت الهيئة منذ 3 أشهر لتنفيذ 1200 فعالية في إطار الشراكات مع الأندية الأدبية وفروع جمعية الثقافة والفنون في جميع المناطق ما أحال تعجب المثقفين من هيئتهم إلى إعجاب.

ويؤكد الشاعر محمد خضر أنه تابع وحضر بعض الأنشطة في الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وغيرها في شراكتها مع هيئة الثقافة، فشعر بكثير من الاطمئنان على سير وإستراتيجية الهيئة كونها تدعم وتمول الشركاء وتوفر لهم الحاجة المالية والدعم اللوجستي، وتطلع إلى أن تأخذ هيئة الثقافة في الحسبان الجودة والنوعية، مؤملاً التركيز على مجالات تكامل الفنون الأدائية والبصرية والمسرح وصناعة السينما والمتاحف ودعم المشاريع الثقافية الشخصية في دور النشر والمتاحف ودعم المبدع خصوصاً المؤلف الذي لا يزال تحت رحمة دور النشر في البلدان الأخرى؛ نظراً للتحايل عليه وتكاليف الطباعة، وطالب بالدعم لإنشاء مقرات خاصة بالأندية وجمعيات الثقافة والفنون تتسم بالحداثة وروح العصر ما سيضفي على طريقة العرض ويخرجها من إطار الرتابة المعهودة والكلاسيكية لهذه الأنشطة التي لا يسمع عنها سوى عدد قليل مهتم بمتابعة الشأن الثقافي.


فيما يرى الببلوغرافي خالد اليوسف أن تشهد الفعاليات في المستقبل وضع إستراتيجيات تتجاوز الدعم المادي إلى التنظيم المتقدم الطليعي المبتكر.

وامتدح الشاعر أحمد الحربي عمل الهيئة وحراكها الفاعل؛ إذ استطاعت هيئة الثقافة أن تمد جسوراً حيوية من التعاون بينها وبين القطاعات الثقافية الأخرى كالأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون، وقدمت برامج ثقافية متنوعة، مثمناً استهداف فئات مختلفة في المجتمع السعودي، وحرصها على التنوع في المنتج الثقافي والإبداعي الذي يتناسب مع كافة شرائح المجتمع، ما حقق رضا واستحسان الجمهور وإعجابه إلى حد ما.

وتطلع إلى المزيد من الجهود الثقافية الجادة لتكريس هوية الثقافة السعودية التي غابت سنين عدة، على أن يكون جسر التواصل ممتداً مع المفكرين والمثقفين السعوديين لخلق حراك ثقافي فكري واجتماعي بما يحقق طموحات الرؤية الثقافية في رؤية المملكة 2030.

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للثقافة المهندس أحمد بن فهد المزيد حرص الهيئة على تنظيم نشاطات نوعية تحقق المفهوم الشامل للثقافة، وتشمل الأدب والفنون التشكيلة والضوئية والموسيقى والسينما والمسرح وغيرها، وكشف عن اعتماد الهيئة 1200 فعالية ثقافية على المستوى المملكة خلال العام الجاري 2018.

مشيراً إلى مراعاة التنوع بين فعاليات موسيقية وسينمائية وتشكيلية ومسرحية وأدبية وتراثية، هدفت منها الهيئة إلى أن تكون متنفساً سياحياً وثقافياً لكل المواطنين والمقيمين والزائرين.

ولفت إلى أن من أهداف الفعاليات تنمية المواهب الإبداعية لدى الأطفال والشباب، مشيداً بالحضور الكبير الذي شهدته الفعاليات منذ انطلاقها، مثمناً دور الشركاء من إمارات المناطق وجمعية الثقافة والفنون والأندية الأدبية. وأضاف: «تسعد الهيئة باستقبال أي مقترحات من أي جهة ترغب في تنظيم نشاط ثقافي في أي منطقة من مناطق المملكة»، وأبدى الاستعداد للدعم بكل الطرق المادية والتنظيمية، كون تحول النشاط الثقافي إلى فعل يومي وحيوي يشارك فيه جميع فئات المجتمع بغض النظر عن العمر أو الجنس أحد أهم أهداف الهيئة.