-A +A
صالح شبرق (جدة)
أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن معارضها لخريف 2018، وجاء برنامجها حافلاً بالعديد من المعارض الفردية والجماعية بما يضيء على واقع الفن المعاصر في المنطقة والعالم، وتجارب عديدة لفنانين مؤثرين في المشهد الفني العالمي مثل فرانك بولينغ، وآمال قناوي، وآلاء يونس، إضافة لمعرض لأعمال محددة الموقع من إبداعات الفنانين المقيمين ضمن "مشروع مارس 2018".

وتترافق هذه المعارض مع معرض خاص بأعمال "برنامج الإنتاج" احتفالاً بمرور عشر سنوات على تأسيسه، وإطلاق التعاون المؤسسي لثلاث سنوات مع القيّمة الزائرة يوكو هاسيكاوا وشراكة مع هاوس دير كونست ومتحف الفن الحديث في إيرلندا.


وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: «يقدّم موسم الخريف 2018 مجموعة واسعة من وجهات النظر حول الفن المعاصر من خلال أعمال فناني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وحول العالم، بما في ذلك الفنانين الشباب الذين قاموا بإبداع أعمال جديدة وأعمال تركيبية ضخمة على مدى عقد من برنامج الإنتاج، بما يتناغم مع الطبيعة الاستثنائية لمعارض الخريف، والمهمة الأساسية لمؤسسة الشارقة للفنون في تحفيز ودعم الحوار بما يخدم الفهم المشترك للدور التحويلي للفن».

هذا وستقدّم مؤسسة الشارقة للفنون في 29 سبتمبر 2018 احتفاءً بالذكرى العاشرة لبرنامج الإنتاج التابع لمؤسسة الشارقة للفنون، معرضاً بعنوان «عشر سنوات على برنامج الإنتاج»، يشتمل على مجموعة مختارة من الأعمال الضخمة التي تم تكليف فنانين بها منذ انطلاقة البرنامج في 2009.

ويُعد هذا البرنامج أحد المبادرات الأساسية للمؤسسة، ويهدف إلى توسيع إمكانيات إنتاج الفن من خلال تقديم المنح والدعم الاحترافي للفنانين الناشئين الذين يتم اختيارهم من خلال دعوة عامة دولية. ويطالب برنامج الإنتاج الفنانين بتصور وإنجاز عمل مبتكر يؤثر في تجربة فهم واختبار الفن، وسيضم هذا المعرض أعمال الفنانين مروة أرسانيوس ورائد ياسين لعام 2014 والحائز على جوائز لعام 2016، ومحمد فارس، ورولا حلواني، وخالد كدادال، وبصير محمود، وأمينة منيا، وجاكلين هوانغ نغوين، وخالد سبسابي.

وفي سياق متصل، يُقدِّم معرض "مشروع مارس 2018" في 29 سبتمبر 2018 أعمالاً محددة الموقع في مجال التصوير والنحت والتركيب، والتي جاءت حصيلة لبرنامج "مشروع مارس" السنوي للإقامة التعليمية للفنانين الشباب في المنطقة والعالم، الممتدة لسبعة أشهر، والذين قاموا فيها بمعاينة الحياة اليومية في الشارقة وزيارة أسواقها وشوارعها ومناطقها التراثية، وإجراء جلسات نقاشية بدعم من المؤسسة.

والفنانون المقيمون في مشروع مارس 2018 هم: شيخة المزروع، ولينا بوي، وباريز دوجروسوز، وهند مزينة، وتوليب هزبار، وأيمن زيداني، وقد قاموا بالتركيز على تأثير التنمية الحضرية على الثقافة المادية وغير المادية، بالإضافة إلى السرديات الاجتماعية والسياسية والتاريخية في منطقة الخليج.

هذا ويرصد معرض الفنانة آلاء يونس ممارستها الفنية متعددة الأوجه والمرتكزة على الأبحاث خلال السنوات العشر الماضية.

واشتهرت يونس بمشروعاتها التي عززتها بأبحاث مكثفة، واستكشفت تشكيل العالم العربي الحديث في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وإمكانات العمل والفكر المتجدد الذي ما زال عصرنا يلهمه، وتعاين أعمالها في النحت والتركيب والرسم والصور المتحركة الحقائق السياسية من خلال عدسة الإنتاج الثقافي، ويتضمن المعرض ثلاثة أعمال هي: نفرتيتي (2008)، وجنود من حديد (2011)، وافتعال (2017).

بينما يُسلط معرض "خريطة العالم" الضوء على المسيرة الفنية لفرانك بولينغ والتي استمرت على مدى ستة عقود، واستكشف خلالها ارتباطه بمفاهيم التاريخ، والهجرة، والذاكرة، والتشخيص، عبر لوحاته الخرائطية، وقد عمد بولينغ إلى توظيف اللوحة من خلال محاكاة التحولات الاجتماعية والسياسية والجغرافية التي كانت تحدث من حوله.

ويضم المعرض الذي سيتم تقييمه من قبل حور بنت سلطان القاسمي، وأوكوي إينوزور وآنّا شنايدر؛ عدداً من الأعمال التي لم يسبق عرضها وتلك التي عرضت على نحو وجيز، ويقدم مجموعة مختارة من اللوحات الخرائطية للفنان التي تشكّل تصوير بولينغ للأفكار والأشكال والموضوعات الجديدة.

كما يضم المعرض مواد أرشيفية وأفلام توثق مقابلات مع الفنان، التي تقدّم مزيداً من الرؤى حول تطور ممارسته الفنية والمناقشات الثقافية الأوسع التي ساهم في صياغتها منذ ستينيات القرن الماضي.

وبالتزامن مع افتتاح معرض "خريطة العالم"، تعقد مؤسسة الشارقة للفنون ملتقى دولي بعنوان "5-زائد-1: إعادة التفكير التجريدي"، وسيركز الملتقى الذي يستمر لمدة يوم واحد، على آثار المعرض الأصلي 5-زائد-1، الذي جرى تقييمه من قبل فرانك بولينغ في عام 1969، وينظم الملتقى من قِبل حور بنت سلطان القاسمي (رئيس مؤسسة الشارقة للفنون)، وأوكوي إنويزور (قيّم، وناقد، ومدير سابق لهوس دير كونست)، وصلاح حسن (أستاذ غولدوين سميث ومدير معهد الحداثة المقارن جامعة كورنيل).

وتشمل قائمة المتحدثين: فرانك بولينغ، والفنان ملفين إدواردز، والرؤساء والقيمين من المؤسسات والجامعات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جامعة كولومبيا، ومؤسسة ضياء للفنون، ومتحف "تيت مودرن" للفن الحديث في لندن، وسيعقد هذا الحدث في 30 سبتمبر 2018 في قاعة أفريقيا.

كما تشهد مؤسسة الشارقة للفنون في 3 نوفمبر 2018 افتتاح معرض فردي للفنانة المصرية الراحلة آمال قناوي بعنوان "ذاكرة مجمدة"، وهو المعرض الاستعادي الأول لها منذ وفاتها في عام 2012. واستكشفت قناوي من خلال أعمالها قضايا سياسية واجتماعية ونسوية في مصر على وجه التحديد، وعاينت موضوعات ذات صلة بالموت والتجديد، ووازنت في أعمالها بين مفاهيم الذاكرة والوهم ضد الأبعاد الملموسة وغير الملموسة للواقع المعاش، وذلك باستخدام الجسم كموقع للعنف والرغبة والذاكرة والسمو.

ويضم المعرض طيفاً واسعاً من الأعمال الفنية التي أنتجتها قناوي والتي تنوعت ما بين الرسوم المتحركة، والرسومات التوضيحية، والمسودّات، والرسم، والمجلات، وأعمال الفيديو، والأعمال التركيبية، وتوثيق الأداء، والمواد الأرشيفية.

ويشمل كذلك أكثر أعمال قناوي شهرة مثل "صمت الخرفان" (2009)، إلى جانب مجموعة مختارة من أعمالها المبكرة الأقل شهرة، مثل "الذاكرة المجمّدة" (2002).

وشاركت قناوي في بينالي الشارقة 8 في عام 2007، وفازت بجائزة بينالي الشارقة عن مساهمتها.

وعلى صعيد آخر، تقدم المؤسسة في 21 نوفمبر 2018 معرضاً يستكشف العلاقة بين الفن والكتب تحت عنوان "الشارقة اليابان: شاعرية المكان"، وهو جزء من تعاون يستمر على مدار ثلاث سنوات مع القيّمة يوكو هاسيكاوا، كبيرة قيّمي متحف الفن المعاصر في طوكيو، وقيمة بينالي الشارقة 11.

ويسلط المعرض الضوء على تصميم الكتب في اليابان من خلال طرق عرض مبتكرة تجمع بين الطباعة وتصميم الصفحات والصور الفوتوغرافية التي تجمع بين النصوص والصور في مساحة المعرض التي صممها يوشياكي إيروس من مركز نيبون للتصميم.

ويتضمن المعرض أعمالاً فنية من العصر الحديث وحتى الوقت الراهن حول مواضيع مثل التصوير الفوتوغرافي وعرض الأداء والعمارة وكتب الفنانين، وسيرافق المعرض برنامج شامل يتضمن عروض أداء، وحوارات فنية، وعروض أفلام.