عدد من ضيوف منتدى الجوائز العربية الذي تنظمه أمانة جائزة الملك فيصل.
عدد من ضيوف منتدى الجوائز العربية الذي تنظمه أمانة جائزة الملك فيصل.
-A +A
علي الرباعي (الرياض)Al_ARobai@
عبّر عدد من أمناء الجوائز العربية عن قلقهم من ضعف الموارد المالية المخصصة لتمويل الجوائز ما يهدد بعضها بالتوقف وبعضها بالانقراض، وأكدوا خلال مشاركتهم في منتدى أمانة جائزة الملك فيصل عن الجوائز العربية، الذي افتتح أعماله أمس في الرياض على ضرورة تعزيز البنية التحتية للجوائز من خلال الوقفية المُدرّة فوائض مالية تعزز استمرارية الجوائز، ونفى مشاركون أن تكون الجوائز موجهة مسبقاً أو تهدف لتليين مواقف كتّاب أو شراء الذمم.

وتؤكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبدالحميد شومان فالنتينا قسيسية، أن اختيار لجان التحكيم يتم عبر هيئة علمية تتغير سنوياً، موضحة أن اللجان لا تتعامل مع الأسماء قدر التعاطي مع أعمال إبداعية دون معرفة بقية أسماء المحكمين، مشيرة إلى أن اجتماع المحكمين يأتي لاحقاً إثر تسليم نتائج التحكيم، والتمست العذر للمشككين في الجوائز كون الخطأ أو الشللية واردة في بعض الجوائز إلا أنها استثناء ونادر حدوثها، ونفت توجه الجوائز لشراء الذمم، ولفتت إلى أن الوقفية ضرورية للدعم المستدام إضافة إلى العمل المؤسسي، المؤمن بأهمية واستمرار الجوائز كونها إثراء للمواهب والإنتاج المعرفي والإبداعي، مؤملة أن تساند الجوائز بعضها فكرياً وإدارياً لتجاوز التحديات، وترى أن تخليد اسم مانح الجائزة حق مشروع، مضيفة أن جائزة نجيب محفوظ أسست لاحقاً إلا أن نجيب محفوظ «خالد» في الذاكرة وإن لم تكن هناك جائزة باسمه.


من جهته، أكد رئيس مجلس أمناء جائزة الطيب صالح، مجذوب العيدروس، أن القلق على الجوائز مشروع بحكم أن تمويلها من شركات خاصة أو من مؤسسات مواردها عرضة للتراجع أو الانتهاء، ودعا إلى تخصيص ودائع مالية تدر مبالغ مالية ليمكنها من تمويل نفسها، وشدد على ضرورة استقلالية الجوائز حتى لا تخضع للقيود أو البيروقراطية، موضحاً أن جائزة الطيب صالح أكملت العقد الأول في منح الجائزة لفروع الرواية والقصة وأدب الطفل والترجمة والمسرح، وأكد أنها مفتوحة لكل الأشقاء العرب وفاز بها أكثر من الثلثين من جنسيات غير سودانية دون اعتبار للمحاصصة، لافتاً إلى أن جنسيات المحكمين متعددة وموثوق بها لتعزيز المصداقية.

فيما تطلع أمين جائزة الملك عبدالله في الأردن جلال العبادي، إلى أن تسهم التوصيات والأفكار التي تنبعث من خلال منتدى الجوائز العربية الرائد في تعزيز الجوائز لرعاية الأدباء والمبدعين، مشيراً إلى أن الكتّاب قليلو الحيلة ومحدودو الدخل ما يجعل من حق القوة الناعمة على المؤسسات قائما في حفظ ماء الوجه وحماية المبدع من العوز، خصوصاً في ظل المتغيرات المادية.

بزيع: الطموح المستمر لكسب الجوائز مرض

ويرى الشاعر اللبناني شوقي بزيع أن الجوائز الأدبية تثير كثيراً من الجدل في الأوساط الثقافية والنقدية والإعلامية، إذ لا تكاد هيئة من الهيئات المعنية بهذا الشأن تعلن أسماء الفائزين بهذا الفرع الأدبي أو ذاك حتى تتصاعد موجات متتالية من ردود الأفعال المنقسمة بين الابتهاج والاحتجاج، وبين التأييد والتشكيك. وأكد بزيع أن هذه الردود لا تنحصر في أهلية الأشخاص الممنوحين وأحقيتهم في بعض الأحيان، بل تتعدى ذلك إلى التنديد بالفكرة نفسها واعتبارها نوعاً من الرشى التي تهدف إلى تدجين الكتّاب. وعدّ طموح بعض المبدعين للجوائز الأدبية المرموقة حق مشروع اعترافاً بمكانتهم ومنجزهم الإبداعي، فضلاً عن المكافأة المالية التي ترد عنهم غائلة الفقر والعوز، إلا أنه يرى أن الطموح اليومي للجوائز يتحول إلى مرض يقع البعض تحت وطأته.

نقشبندي: .. وتدمير للأدب

عدّ الروائي السعودي هاني نقشبندي الجوائز الأدبية تدمير للإبداع والأدب كون ذائقة بعض المحكمين أدنى من مرتبة التحكيم، مؤكداً لـ«عكاظ» أن القراء أصدق في أحكامهم من أعضاء بعض لجان التحكيم، وأوضح أن الأعمال الإبداعية تصدر بأعداد كبيرة سنوياً ما يتعذر على لجان التحكيم في أي جائزة قراءة جميع الأعمال، ولفت إلى أن منح الجائزة لعمل واحد يحرم أعمالا رائدة ونوعية من الجوائز ما ينعكس سلباً على نفسية بعض الكتاب ويزهدهم في العملية الكتابية، واقترح نقشبندي إشراك القراء في ترشيح الأعمال وتحكيمها عبر التصويت عليها بحكم أن ذائقة بعض القراء أرقى من قدرات بعض المحكمين، وأضاف نقشبندي بأن جوائز الإنتاج العلمي والطبي تستحق كل ما يبذل لها كونها تعزز العطاء في مجالات متفق على أهميتها والإبداع فيها محل اجماع بشري إلا أن الجوائز الأدبية تكرّس أسماء أدبية وتسهم في نسيان آخرين. وقال «يفترض ألا تكون هناك جوائز للأدب لأن الناس هي التي تقرر مستوى وبراعة العمل الإبداعي».