مرَّتْ أشبهُ بالهذيانِ، قليلٌ منها يكفي كي نعرفَ كيفَ مضينا في الحربِ -بروحٍ طاعنةٍ في الحزنِ- وعدنَا منها.
مضينا للحربِ بلا ذاكرةٍ، دونَ دخانِ البارودِ يعطِّرُنا، دونَ أزيزٍ يرسمُ -فيما بعدُ- بشاعتَهُ فينا، دونَ سلاحٍ حينَ يغيبُ القادةُ -في الجبنِ- ونبقى تحتَ القصفِ نحاولُ أن يلقى الموتُ فريستَهُ منَّا.
كنَّا نسهرُ في الحزنِ، نجهِّزُ «بَرَّادَ» الشَّاي على جمرِ الرّوحِ المشغولةِ بالأحبابِ هناكَ، نزيدُ السٌُكَّرَ من حلوِ ملامحِهمْ كيلا تذبلَ فينا خلفَ مراراتٍ لم نعهدْها. كنَّا نذهبُ في الصمتِ وحيدِينَ لئلا ينتبهَ الليلُ فيأتينا برصاصٍ لم نفطنْ له.
كنَّا نسهرُ مأخوذِينَ كشمعٍ يشعلُ هذا الليلَ بهدأتِهِ، نهتزُ كما تهتزُ الشعلةُ حينَ نغني، نسهرُ حتى آخرِ أدمعِنا ظمًأ، لم نفرحْ بالليلِ القادمِ من أقصانَا أبدًا. الجبهةُ نارُ الذكرى في البعدِ وفي الهذيانِ وفي الوحدةِ حينَ تشاغلُنَا، الجبهةُ أمٌّ تفرطُ رمانَ وجوهٍ لن ننساها رغمَ مرارتِها أحيانًا، تفرطُها فينا فنصيرُ حقولًا ملأى بالخصبِ على أملِ العودة.
* شاعر سعودي
مضينا للحربِ بلا ذاكرةٍ، دونَ دخانِ البارودِ يعطِّرُنا، دونَ أزيزٍ يرسمُ -فيما بعدُ- بشاعتَهُ فينا، دونَ سلاحٍ حينَ يغيبُ القادةُ -في الجبنِ- ونبقى تحتَ القصفِ نحاولُ أن يلقى الموتُ فريستَهُ منَّا.
كنَّا نسهرُ في الحزنِ، نجهِّزُ «بَرَّادَ» الشَّاي على جمرِ الرّوحِ المشغولةِ بالأحبابِ هناكَ، نزيدُ السٌُكَّرَ من حلوِ ملامحِهمْ كيلا تذبلَ فينا خلفَ مراراتٍ لم نعهدْها. كنَّا نذهبُ في الصمتِ وحيدِينَ لئلا ينتبهَ الليلُ فيأتينا برصاصٍ لم نفطنْ له.
كنَّا نسهرُ مأخوذِينَ كشمعٍ يشعلُ هذا الليلَ بهدأتِهِ، نهتزُ كما تهتزُ الشعلةُ حينَ نغني، نسهرُ حتى آخرِ أدمعِنا ظمًأ، لم نفرحْ بالليلِ القادمِ من أقصانَا أبدًا. الجبهةُ نارُ الذكرى في البعدِ وفي الهذيانِ وفي الوحدةِ حينَ تشاغلُنَا، الجبهةُ أمٌّ تفرطُ رمانَ وجوهٍ لن ننساها رغمَ مرارتِها أحيانًا، تفرطُها فينا فنصيرُ حقولًا ملأى بالخصبِ على أملِ العودة.
* شاعر سعودي