-A +A
صالح شبرق (الشارقة)
«بعد خبرة تزيد على 25 عاماً في مهنة التصوير الضوئي، وصلت إلى مرحلة أصبح فيها من الضروري أن أنقل هذه الخبرة وكل ما تعلمته على مدى السنين الماضية إلى الجيل الجديد من المصورين الموهوبين».

بهذه الكلمات استهل المصور البريطاني الشهير تيموثي آلن حديثه عن الدافع وراء إطلاق «جائزة منحة تيموثي آلن للتصوير الفوتوغرافي» عام 2016، مشيداً بجهود المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة الذي تعاون معه لتشكل المنحة إحدى العلامات المميزة لمهرجان التصوير الدولي إكسبوجر الذي ينظمه المكتب، وتصبح منصة يتسابق المصورون للحصول عليها وعيش تجربة إقامة لمدة 10 أيام في الشارقة تتضمن ورشاً تعليمية في مختلف فنون التصوير الضوئي.


وينطلق هذا العام المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» خلال الفترة من 21 – 24 نوفمبر في الشارقة، ليفتح الباب على الدورة الثالثة من جائزة «منحة تيموثي آلن للتصوير الفوتوغرافي»‬، والتي شهدت إقبالاً كبيراً بعد استقطابها أكثر من 1529 مشاركة، تم تقييمها واختيار 10 ضمن القائمة النهائية، وأعلن عن أسماء الفائزين الخمسة وهم: ‪ ‬شرفات علي من الهند، وستيفن فودن من كندا، ولينوس أسكادور من الفلبين، ورانيتا روي من الهند، ودان غيانوبولوس من المملكة المتحدة.‬

وحول مشاركات هذا العام في المنحة، قال تيموثي آلن: «تميزت دورة هذا العام بمستوى عالٍ ومنافسة قوية بين المتسابقين العشرة، وسيحظى الفائزون الخمسة ببرنامج الإقامة وفرصة قضاء عشرة أيام من رحلات التصوير، الذي يتضمن ورشة عمل في موقع خارجي، يتيح لنا العمل معاً بشكل وثيق والتواصل بصورة مباشرة، وهذا ما أحببته في هذا البرنامج، الذي أعتبره تجربة غاية في المتعة والفائدة ومصدر إلهام لنا جميعاً».

وأوضح ألن أنه سيتم تكليف الفائزين في المنحة بعدد من المهام، كما سيتم تقييم مجموعة أعمالهم، وتخصيص مدرب لكل منهم، مع المشاركة في دورة تدريبية في التصوير في الميدان، إلى جانب أنهم سيحظون بفرصة لعرض أعمالهم وقصصهم مباشرةً أمام الجمهور في القاعة الرئيسية للمهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر».

وأكد آلن أن «إكسبوجر» يشكل مع المنحة منصة دولية رائدة لتطوير المواهب المتميزة في التصوير الفوتوغرافي وصقل مهاراتهم بما يمنحهم فرصة لتعزيز الثقة بالنفس وإيجاد مصادر إلهام جديدة لإبداعاتهم، موضحاً أنه عادةً ما يقوم المصورون بنشر أعمالهم عبر الإنترنت وتلقي آراءٍ مختلفة حولها من أصدقائهم وعائلاتهم، إلا أن مثل هذه الفعاليات التي تجمع نخبة الخبراء والمحترفين في مكان تسهم في إثراء تجربتهم وتمكنهم من تحديد مكامن الضعف لديهم والتعلم من أخطائهم والارتقاء بمهنتهم ومواهبهم.

وأضاف: «ينظر البعض إلى التصوير الفوتوغرافي على أنه مهنة فردية، وفي أغلب الأحيان لا يحصل المصور على رأي نزيه وصادق حول عمله، ولذلك يتميز برنامج المنحة بأنه يقدم للمشتركين رأياً صريحاً حول صورهم، ودوري هو تقديم نقد نزيه لأعمالهم ولكن بصورة إيجابية تسهم في تعزيز ثقتهم في أنفسهم».

ويوجه ألن نصائح هامة إلى المصورين الناشئين، فيقول: «من أسوأ الأمور التي تحدث معي عندما يأتيني مصور شاب شاكياً سوء حاله، وأتلقى الكثير من الرسائل الإلكترونية من مصورين يرغبون بالعمل لدي، 60 في المئة منهم يبدؤون حديثهم بالقول: «أعتقد أن العمل معك سيكون فرصةً قيّمة لإثراء مسيرتي المهنية»، وهذه ليست طريقة ملائمة للتقدم إلى أي وظيفة، على الراغب في العمل أن يظهر ما لديه من كفاءات ليقدمها للآخر، وليس المكاسب والفوائد التي يمكن أن يحققها من العمل مع الآخرين».

وتابع: «لا يوجد شيء محدد يجعل من الإنسان مصوراً جيداً، فالمصور الناجح يعمل على تطوير نفسه بطرق مختلفة ويركز على نقاط القوة لديه، وعليه أن يتمتع بمعرفة كافية بمفهوم الإضاءة وتقنياتها والأهم من ذلك لا بدّ أن تكون لديه قصة جيدة يعبّر عنها بالصورة، فأصالة الصورة وفرادتها من المعايير الهامة في التصفيات النهائية واختيار الفائزين».

ويشتهر آلن بفنه الملتزم ويظهر ذلك في جميع أعماله، فهو يحرص على أن يكون الأشخاص الذين يصورهم مرتاحين لما يقوم به ويشعر بواجب تجاههم في توعيتهم بنتائج مشاركتهم.

وقال: «أعمل في كثير من الأماكن التي لا يمتلك فيها الناس فهماً كافياً لوسائل الإعلام، وقد يكون التقاط صورة لهم تجربة صادمة بالنسبة إليهم خاصةً وأن الملايين من الناس سوف يشاهدون هذه الصورة، وبعض الأشخاص لا يحبون أن ينظر إليهم الملايين من الناس، لذا من المهم أن أحصل على موافقة كل شخص يظهر في صوري، فعملي قائم على الشعور بالفخر بإنجازاتي والبحث عن السعادة ومصادر الإلهام، فأنا أتواجد فقط في المكان الذي أكون مرغوباً فيه».