العلكمي متحدثاً في اللقاء، وإلى جواره مدير الأمسية فيصل الشعيب.
العلكمي متحدثاً في اللقاء، وإلى جواره مدير الأمسية فيصل الشعيب.
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
جدد عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل عباس، مطالبته بعودة أقسام الفلسفة في التعليم الجامعي مع حرية التفكير والتعبير وتحرير أفكار المجتمع وتحرير العقل وحثه على التفكير بحرية مطلقة بما يحافظ على الثوابت.

وانتقد آل عباس مساهمة الكاتب المصري عبدالوهاب المسيري في تغيير فكر القارئ بأسلوب يتطلب خبرة وفكراً عميقاً للقارئ يحميه من الإيمان بكتاباته مع القدرة على استقبال وتحليل مقالاته، موضحاً أن المسيري وعبر تنقله بين المناهج الفكرية يصعب الإمساك به عند رأي محدد أو توجه.


جاء ذلك في جلسة نظمتها جمعية الثقافة والفنون ومجموعة حرف القرائية لقراءة كتاب «رحلتي الفكرية.. البذور والجذور والثمر» للدكتور عبدالوهاب المسيري قدمها الكاتب يحيى العلكمي وأدارها الفنان فيصل الشعيب.

وبين العلكمي أن هذا الكتاب يعد من السير التي تحتاج إلى عتاد معرفي قبل التصدي إلى قراءته، وأن إشكالية المصطلح تواجه القارئ بدءاً من عنوانه الفرعي (سيرة غير ذاتية وغير موضوعية)، مستعرضاً فصول الكتاب في طبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2001م، مبتدئا بجزء التكوين؛ إذ يتحدث المسيري عن بذور تكوينه الاجتماعي والثقافي، وانخراطه في العمل السياسي منذ خمسينات القرن العشرين، وعرجت ورقة العلكمي على كثير من القضايا التي تناولها الكتاب منها تنقل المسيري بين المناهج الفكرية المختلفة حتى استقراره الأخير على الإيمان وفق حالة تأملية عقلية، وأكد العلكمي أن جهود المسيري الحثيثة في الدراسات الأدبية والنقدية، واهتمامه الخاص بالحكايات الشعبية جاءت بناء على رغبة في ردم الهوة بين الأجيال، مشيداً باعتزاز المسيري بالمرحلة التي قضاها في المملكة أستاذاً، والتي أسهمت في التأثير الفكري عليه.

وفي المداخلات التي تلت الورقة الرئيسية، قال مقرر المنتدى الثقافي بثقافة وفنون أبها مرعي عسيري، أن المسيري لم يشهد خلال حياته استقراراً فكرياً على جانب محدد، بل تدرج في العديد من المذاهب الفكرية، وأسهم في تكوين فكر متجدد عبر كتاباته الأسبوعية في صحيفة الرياض عبر ملحقها الأسبوعي العميق «ثقافة الخميس».

وذكر عضو المجموعة علي قبطي، أن التأكيد على مبدأ التعاقد التعاوني في المجتمع أولى من مبدأ التراحم المطلق الذي قد لا يحفظ بعض الحقوق، ولفت الكاتب علي الألمعي أن المسيري رجل متضاد مخالف لما يعتقده في العديد من كتاباته في رحلته الفكرية؛ إذ لم يقدم سيرة بقدر ما قدم أفكاراً يريد إيصالها وبإمكانها أن تخدع من لا يعرفها، وانتقد الكاتب حسن آل عامر التكرار الممل في سرد الأحداث في كتاب المسيري، فيما أشار الكاتب في صحيفة الحياة علي القاسمي، إلى أن هذه السيرة تفتح أفقاً للتأويل والتفكير خصوصاً في القضايا العقلية التي طرحتها؛ إذ تدغدغ القارئ وتحتاج لملف تحقيق.

وتشارك إبراهيم البارقي وعيسى عسيري وزيد آل نازح في نقاش حول تأملات المسيري ومعتقداته وتأثير بيئته في تكوينه.

من جهته، أكد مدير جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي، أن هذه الأمسية الثالثة التي تقيمها الجمعية ومجموعة حرف تشكل تواصلاً عميقاً بين الأفكار وحث العقل على التحليل والتفكير والتحفيز لقراءة كتاب شهري عبر تواصل دائم بين الأعضاء. وفي ختام الجلسة سلم عضو مجلس الشورى الدكتور محمد آل عباس تكريم الجمعية للمحاضر الكاتب يحيى العلكمي.