-A +A
عبدالكريم الذيابي (الطائف) r777aa@
أفاد المساعد بآداب جامعة الطائف الدكتور والناقد سامي جريدي، بأن الأديب طه حسين ليس بعميد الأدب العربي، وأن المهتمين في الأدب والثقافة في لبنان ومصر لا يستشهدون بأي روائي سعودي قط، على عكس ما يحدث لدينا في أي مناسبات أدبيه وثقافية.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها الدكتور جريدي بالنادي الأدبي الثقافي بالطائف بعنوان: (ذهنية الشك في السرد العربي)، إذ أكد أنه لا يوجد مبدع خارج الشك إطلاقاً، وأغلب روايات النقّاد فيها افتعال، مشيرا إلى أن الروائيين من أبناء القرى أفضل من أبناء المدن في الكتابة الروائية.


وبدأ الجريدي حديثه بمقدمة تحدث فيها عن قيام بعض الكتابات السردية على فرضية سوء الفهم أو تعمد المتلقي إحالة النص الإبداعي إلى مرجعيات بعيدة عن غرض الكاتب، فيما تعرض له الأعمال السردية من أحداث ومواقف تقوم بها شخصيات لم تسلم هي الأخرى من الشك في تقاطعها مع عالم الواقع، الأمر الذي أدى إلى مشكلات في الحياة الاجتماعية من خلال إسقاط تلك الأسماء و الأفعال على عالم الواقع المعاصر للكاتب، وقد ترتب على ذلك لجوء بعض الكتاب إلى احترازات وقيود للخروج من هذا المأزق المتوقع، والذي يلقى الدعم من خصوم الكاتب في إثارة الزوابع حول إنتاجه، أما النقاد فقد كان أمامهم ميدان خصب ورحب للدرس والتأويل.

وقسم جريدي محاضرته فجعلها تتمحور حول أربعة محاور المحور الأول: «شك يخص العتبات»، حيث أورد عدة نماذج بدأ بها كثير من الروائيين أعمالهم الإبداعية احترازا منهم وتفاديا للشك، والمحور الثاني وهو «شك يخص هوية العمل السردي»، حيث قال: «إن هناك توجها مسبقا لاصطياد العلاقة بين سيرة الكاتب ونتاجه السردي حيث يبدأ القارئ وهو يطارد رائحة التهمة للكاتب ويبحث عنه في كل مفاصل ومنعطفات الأحداث ويخلع عليه ويسقط من أجل إثبات الأدلة والبراهين النصية ليكون شكه المسبق يقينا حاضرا».

وفي المحور الثالث الذي عنونه بـ«شك يتعلق بالمتن السردي» قال: «على مستوى آخر ينعكس هذا الأمر أي ظاهرة الشك على أعمال الكاتب داخل النسيج الروائي حيث نجد بعض الشخصيات خلال حوارها أو مونولوجها الداخلي ضمن المتن السردي تصرح بمسألة الشك»، كما تحدث في المحور الرابع عن شك السارد بشخصياته، فقال: «إن هذا النوع من الشكوك صعب التمكين ومعقد التكوين لأن شك الروائي بشخصياته هو مستوى من حيرة الكاتب وعدم ثقته بما يكتب».

واختتم الدكتور سامي جريدي محاضرته بأن بعض الكتابات السردية المعاصرة بنيت على مبدأ الشك وهو شك لا ينفصل عن حقيقة الإنسان من القدم وصراعه مع النصوص المشكلة والعميقة والمعقدة من خلال دحض وجود الوضوح والمباشرة.