أكد استشاري الطب النفسي في جامعة الباحة الدكتور أحمد الأبوابي أن المرض العقلي يتميز به الإنسان عن سائر المخلوقات، موضحاً في المحاضرة التي ألقاها في فرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة، وأدارها الزميل الدكتور علي الرباعي، أن التخصصات الطبية (البشرية والبيطرية) تتقاطع في نظرياتها وتطبيقاتها في ما له علاقة بالجسد، فيما يتميز الطب النفسي بأنه خاص بالإنسان. وتحفظ الأبوابي على ربط البعض بين الثقافة والإبداع والأمراض النفسية، مؤكداً أن الثقافة مدخل هام لسعادة الإنسان وتحقيق الانسجام والتصالح بينه وبين نفسه، وبينه وبين الآخرين، لافتاً إلى أن المرضى نفسياً هم الدخلاء على الثقافة ومتقمصو شخصيات المثقفين ممن يهملون أحياناً العناية بأنفسهم أو بملابسهم أو يتعمدون أن يظهروا أنفسهم بصور تلفت الأنظار إليهم بأنهم مختلفون، مشيراً إلى أن بعض المبدعين يظهرون بصورة لافتة وملامح خاصة ومنها رثاثة اللبس أو إطالة الشعر إلا أنهم لا يتعمدون ذلك، وتقع منهم تصرفات عفوية بحكم أن ذهنهم منشغل كلياً بالحالة الإبداعية.
وكشف الأبوابي عن أن الحكم على أي إنسان بأنه مريض نفسيا، بمن فيهم المثقفون، يتوقف على معطيين؛ أحدهما المعاناة التي يعيشها بنفسه ويعيّش الآخر (زوجة وأولادا وأقارب) معه فيها، والآخر تراجع الإنتاج والعطاء حد التوقف، والاستسلام للإعاقة العملية حتى يصل إلى الشخصية الوسواسية المهووسة بالتفاصيل، وعدّ من سمات المثقفين الذين يعانون من تعب نفسي في الغالب الشعور بالغبن وعدم الإنصاف، والتأفف من الآخرين بشكل ملحوظ والغيرة والشكوك، وذهب الأبوابي إلى أن التعريف الإيجابي للصحة النفسية يتجاوز التعريف السلبي المتمثل في سؤال هل الشخص مريض نفسيا أم لا؟ كون الصحة النفسية تعني القدرة على الحب والقدرة على العمل.
وعزا الحالة الطبيعية إلى الوهم، كون الصحة النفسية نسبية، تختلف من إنسان في المملكة مثلاً عن إنسان في السودان، كما أنها تتفاوت في الشخص الواحد من وقت إلى وقت ومن حالة إلى حالة، مؤكداً أنه لا معنى لإطلاق الحالة الطبيعية على إنسان ما كونها وصفاً غير منضبط، وأضاف بأن الحالة الطبيعية واسعة.
وقال: المثقف بطبعه منفتح على الآخر والثقافات ما يجعله أكثر استيعاباً لكل التصرفات، وتنوعات السلوك وأنماطها ولا يضيق بها ولا يحكم عليها بعجلة، وهو ليس معنياً بالحكم عليها كون الثقافة توجب عليه الاحتواء والتماس العذر، مشيراً إلى أن المثقف كائن متميز وغير عادي، ولفت إلى التلازم بين حالة المبدع والغرابة وشدة الحساسية، مضيفاً أن من إشكالية المثقف ما رسخ في أذهان البعض عنه من صورة نمطية تتحول إلى سمة ما يجعل أدعياء الثقافة كما قال أن يحاكوه فيها ظناً منهم أن الثقافة تلبّس بالحالة الظاهرية، لافتاً إلى أن الثراء الداخلي للمبدع يجعله ينسى نفسه أحياناً إلا أنه لا يتعمد أن يكون نمطياً أو صاحب صورة محددة وسلوك غرائبي.
وأوضح الأبوابي أن من العلماء النفسانيين والفلاسفة من يرى أنه ما من حالة إبداعية إلا وبها شيء من الجنون، كون ما يطرحه صادم ويوحي بعلاقات غير واردة في العقل الواعي، بحكم أنه حالة وعي متجاوزة للطبيعي ولا تقبل أن يحكم عليها بأنها طبيعية.
فيما تداخل مع المحاضر عدد من المثقفين، منهم مديرة التوعية في صحة الباحة الدكتورة إيمان الغبيري، ومحمد صالح ناجم، وعبدالعزيز أبو لسه، والدكتور سعيد الجعيدي، والدكتور خالد العوض، وعلي البيضاني، وعبدالرحمن مهدي.
وكشف الأبوابي عن أن الحكم على أي إنسان بأنه مريض نفسيا، بمن فيهم المثقفون، يتوقف على معطيين؛ أحدهما المعاناة التي يعيشها بنفسه ويعيّش الآخر (زوجة وأولادا وأقارب) معه فيها، والآخر تراجع الإنتاج والعطاء حد التوقف، والاستسلام للإعاقة العملية حتى يصل إلى الشخصية الوسواسية المهووسة بالتفاصيل، وعدّ من سمات المثقفين الذين يعانون من تعب نفسي في الغالب الشعور بالغبن وعدم الإنصاف، والتأفف من الآخرين بشكل ملحوظ والغيرة والشكوك، وذهب الأبوابي إلى أن التعريف الإيجابي للصحة النفسية يتجاوز التعريف السلبي المتمثل في سؤال هل الشخص مريض نفسيا أم لا؟ كون الصحة النفسية تعني القدرة على الحب والقدرة على العمل.
وعزا الحالة الطبيعية إلى الوهم، كون الصحة النفسية نسبية، تختلف من إنسان في المملكة مثلاً عن إنسان في السودان، كما أنها تتفاوت في الشخص الواحد من وقت إلى وقت ومن حالة إلى حالة، مؤكداً أنه لا معنى لإطلاق الحالة الطبيعية على إنسان ما كونها وصفاً غير منضبط، وأضاف بأن الحالة الطبيعية واسعة.
وقال: المثقف بطبعه منفتح على الآخر والثقافات ما يجعله أكثر استيعاباً لكل التصرفات، وتنوعات السلوك وأنماطها ولا يضيق بها ولا يحكم عليها بعجلة، وهو ليس معنياً بالحكم عليها كون الثقافة توجب عليه الاحتواء والتماس العذر، مشيراً إلى أن المثقف كائن متميز وغير عادي، ولفت إلى التلازم بين حالة المبدع والغرابة وشدة الحساسية، مضيفاً أن من إشكالية المثقف ما رسخ في أذهان البعض عنه من صورة نمطية تتحول إلى سمة ما يجعل أدعياء الثقافة كما قال أن يحاكوه فيها ظناً منهم أن الثقافة تلبّس بالحالة الظاهرية، لافتاً إلى أن الثراء الداخلي للمبدع يجعله ينسى نفسه أحياناً إلا أنه لا يتعمد أن يكون نمطياً أو صاحب صورة محددة وسلوك غرائبي.
وأوضح الأبوابي أن من العلماء النفسانيين والفلاسفة من يرى أنه ما من حالة إبداعية إلا وبها شيء من الجنون، كون ما يطرحه صادم ويوحي بعلاقات غير واردة في العقل الواعي، بحكم أنه حالة وعي متجاوزة للطبيعي ولا تقبل أن يحكم عليها بأنها طبيعية.
فيما تداخل مع المحاضر عدد من المثقفين، منهم مديرة التوعية في صحة الباحة الدكتورة إيمان الغبيري، ومحمد صالح ناجم، وعبدالعزيز أبو لسه، والدكتور سعيد الجعيدي، والدكتور خالد العوض، وعلي البيضاني، وعبدالرحمن مهدي.