عرفته يوم كان في أول الحبر، وبدايات الصحافة كبدايات السباحة، أحلام ووقائع، إقدام وتحفظ، وسعي لبرمجة حركة الأصابع مع دورة الخيال.
وكان يومها كالقلة القلقة من أبناء جيله، يحمل الكثير من الأسئلة ويبدي عطشا واضحا للعثور على الإجابات، أسئلة عن علاقته بمجتمعه وعلاقة الأخير بالعالم، ولَم تكن المسألة سهلة في تلك الأيام في ظل الأفكار المستحكمة التي كانت تغري بالاصطدام بالعالم لا الانخراط فيه.
وأدرك باكرا أن عين الصحافي يجب أن تكون أكثر الكاميرات دقة، وأن الخبرة وحدها تمكن الأصابع من ترويض أصعب المواضيع ووضعها في تصرف القارئ ولو كان ذلك على حدود المحظور.
ورأيت تركي الدخيل لاحقا على الشاشة يحاول إضاءتها بمحاورة الآخرين. والحوار فن استخراج الجديد والمثير والمفيد وهو أتقنه، محتفظا دائما باحترام عميق لضيفه وإن لم يشاطره مقارباته.
ورأيته دائما موزعا بين الصحافي والكاتب، مصابا بلعنة الرهان على ما يصلح لتخطي اليومي لاستحقاق النوم بين دفتي كتاب، وفِي كل المراحل كان بيننا خيط من الود عابر للمراحل والمؤسسات.
* صحافي لبناني، رئيس تحرير الشرق الأوسط.
وكان يومها كالقلة القلقة من أبناء جيله، يحمل الكثير من الأسئلة ويبدي عطشا واضحا للعثور على الإجابات، أسئلة عن علاقته بمجتمعه وعلاقة الأخير بالعالم، ولَم تكن المسألة سهلة في تلك الأيام في ظل الأفكار المستحكمة التي كانت تغري بالاصطدام بالعالم لا الانخراط فيه.
وأدرك باكرا أن عين الصحافي يجب أن تكون أكثر الكاميرات دقة، وأن الخبرة وحدها تمكن الأصابع من ترويض أصعب المواضيع ووضعها في تصرف القارئ ولو كان ذلك على حدود المحظور.
ورأيت تركي الدخيل لاحقا على الشاشة يحاول إضاءتها بمحاورة الآخرين. والحوار فن استخراج الجديد والمثير والمفيد وهو أتقنه، محتفظا دائما باحترام عميق لضيفه وإن لم يشاطره مقارباته.
ورأيته دائما موزعا بين الصحافي والكاتب، مصابا بلعنة الرهان على ما يصلح لتخطي اليومي لاستحقاق النوم بين دفتي كتاب، وفِي كل المراحل كان بيننا خيط من الود عابر للمراحل والمؤسسات.
* صحافي لبناني، رئيس تحرير الشرق الأوسط.