وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان يزور رائد المسرح الهندي إبراهيم القاضي.
وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان يزور رائد المسرح الهندي إبراهيم القاضي.




رجا العتيبي
رجا العتيبي




قاسم الرويس
قاسم الرويس




وفاء الطيب
وفاء الطيب




خالد الباز
خالد الباز
-A +A
أروى المهنا (الرياض) arwa_almohanna@
لم يكن تكريم وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود لابن عنيزة إبراهيم حمد القاضي تقديراً لنشاطه الثقافي في المسرح في الهند، حدثا عابرا، خاصة أن التكريم تبعه تأسيس «كرسي إبراهيم القاضي» لتعزيز المشهد المسرحي السعودي محلياً ودولياً، إذ تفاعل مثقفون ومسرحيون مع هذه اللفتة الرائعة. ورأى الكاتب والباحث قاسم الرويس أن هذا التكريم يليق بالفنان الهندي إبراهيم حمد القاضي ذي الأصول السعودية، الذي لم يبهر بإبداعه القارة الهندية وحدها، بل أبهر العالم كله. وقال القاسم لـ«عكاظ»: «عزز الوزير من خلال رمزية التكريم أهمية التبادل الثقافي بين الشعوب ومد جسور التواصل مع كافة الدول والاعتزاز بالرواد السعوديين في كل مجال وفي كل مكان، وهناك رسالة ضمنية يرسلها الوزير من خلال هذه اللفتة وهي أن الفنون عموماً والمسرح خصوصاً يعد جزءاً من المنظومة الثقافية التي سيعمل على تنميتها وتطويرها في الوقت الذي ينتظر فيه المثقفون إعلان رؤية الوزارة في 10 مارس الجاري»، مضيفاً حول وجود عائلة القاضي من عنيزة بالهند «أعود لعنوان (نجديون وراء الحدود) الذي اختاره الدكتور عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم لدراسته عن العقيلات أولئك الذين لا نستطيع الحديث عن الصلات النجدية خارج الجزيرة العربية في القرون الثلاثة الأخيرة بشكل عام دون أن نتذكرهم، لقد شكل أولئك النجديون بهمتهم وكفاحهم جسراً تجارياً وثقافياً بين نجد والعراق أولاً ثم مدوا جسورهم للشام ومصر ووصلوا إلى الهند وأمريكا وبرزوا ولفتوا الأنظار في كل مكان يحلون فيه وسبقوا الناس في كل ميدان يجرون فيه، ولعلنا نتساءل بعد ذلك هل النجدي كاللؤلؤة الثمينة التي لا تتجلى إلا خارج المحار بل خارج البحر؟! إنهم كانوا يرددون «الشام شامك ليا من الزمن ضامك» ثم أبعدوا النجعة فقالوا «الهند هندك ليا قل ما عندك» فمخرت بواخر الآمال عباب خليج العرب وبحر الهند بعدد غير قليل من أهل نجد متجهين إليها برز منهم من أهل عنيزة خاصة أسر مثل الفوزان والبسام والقاضي وغيرهم فأسسوا حياة تجارية وثقافية راسخة في المجتمع الهندي، ومنهم من انصهر فيه حتى أصبح جزءاً من أطيافه دون أن يتخلى عن هويته وجذوره لأن جلهم إن لم يكن كلهم لم تنقطع صلته بوطنهم الأم. كما قدّر المخرج والمؤلف المسرحي رجا العتيبي مبادرة التكريم، معبراً من خلال «عكاظ» عن سعادته كمؤلف مسرحي بهذا الحراك وقال: «نقدر مبادرة وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود تكريمه للمسرحي إبراهيم القاضي على هامش زيارة ولي العهد للهند، وهي مبادرة تمثلنا كمسرحيين بدون استثناء، والأجمل أن الوزير اتبعها بإنشاء كرسي باسم إبراهيم القاضي يخدم المسرح السعودي ليكون هذا المسرحي العظيم حاضراً في حراكنا المسرحي أكاديمياً وعملياً».

وحول الصورة الفوتوغرافية التي جمعت الوزير مع القاضي في الهند وهو في سن الـ 94 «نشرت وسائل الإعلام صورة فوتوغرافية جمعت وزير الثقافة مع المسرحي إبراهيم القاضي، وهذه الصورة تعني الشيء الكثير، صورة سيحفظها التاريخ عنواناً للوفاء والعرفان لرجل أسس مسرحاً مؤثراً في الهند بات بينهم علماً يشار له بالبنان، بالإضافة لكونها صورة تعكس جسراً من الثقافة والتاريخ والعرفان بيننا وبين الهند، وبيننا وبين أحد أبنائنا العظماء». وقال المخرج المسرحي خالد الباز «فخورون جميعا كمسرحيين سعوديين بهذا التكريم فلا غرابة في التكريم السعودي لأبي المسرح الهندي الفنان إبراهيم القاضي حيث أفنى حياته في خدمة المسرح والفنون ومازال أثره إلى يومنا هذا من خلال إنشائه الكلية الوطنية للدراما في الهند والتي يتخرج فيها المسرحيون بعد دراسة وتدريب لمدة ثلاث سنوات في مختلف فنون العمل المسرحي، ومن خلال إنتاجه المسرحي الزاخر والباقي من خلال تأليفه نحو 50 مسرحية، ومن خلال امتداد تأثيره المسرحي على تلاميذه الذين يعتبرون اليوم من كبار المخرجين والممثلين على الساحة الدرامية والسينمائية في الهند، وهذا التكريم مستحق امتداداً للجوائز المستحقة التي حصدها». من جهتها، أكدت الكاتبة والرائدة في المسرح السعودي وفاء الطيب أن وزارة الثقافة لن يفوتها فرصة الاستفادة من خبرة القاضي في هذا المجال في تأسيس معهد للسينما والمسرح في السعودية على حسب وصفها «هذه اللفتة في حد ذاتها تكريم للفن المسرحي الذي لا يزال يعاني من الإهمال وعدم الاهتمام به دراسة وتوثيقاً في السعودية، فالدعم للمسرح في السعودية سابقاً لم يكن يتماشى مع رؤية 2030 التي تنص على الاهتمام بالثقافة والفنون وتأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، ليتمكن المواطنون والمقيمون من استثمار ما لديهم من طاقات ومواهب، وهذا يشمل المسرح والسينما والموسيقى والتشكيل وبقية الفنون، وتعد هذه المبادرة للفنان الهندي - سعودي الأصل - إبراهيم القاضي من قبل وزارة الثقافة، خطوة رائدة في تسليط الضوء على الفنانين الرواد في خارج السعودية والتعريف بفنونهم وبخاصة الفن المسرحي وخطوة غير مسبوقة في احتواء الفنانين ممن تنتسب جذورهم لهذا الفن الأصيل».