يعد كونفوشيوس أو «حكيم الصين» كما يحلو للصينيين تسميته من أشهر الكتاب الذين تركوا بصمة جليةً في الثقافة الصينية إلى حد أنه يتعذر على الباحث الولوج إلى عمق هذه الثقافة القديمة قدم التاريخ دون الإلمام بآثار كونفوشيوس وما تركه من أعمالٍ فنية وأدبية خالدة. فالشخصيات الفكرية تأثر بها الصينيون كما تأثروا بكونفوشيوس الذي تحيطه هالة شديدة من الاحترام لديهم لما يثيره هذا الفيلسوف من جدل وصل إلى حد حظر أعماله وكتبه التي يتدارسها الصينيون جيلاً بعد جيل. وتشارك الثقافة الصينية نظيرتها العربية في جملةٍ من القيم والتقاليد الشرقية التي نلمس أثرها بوضوح في الثقافة الصينية، ولعل أبرزها في الجانب الأخلاقي الذي يتمثل في طاعة الوالدين واحترام وتوقير الأشخاص الأكبر سناً، والاعتزاز بالهوية المحلية وقيم النبل والفروسية وغيرها من العادات والموروثات الشرقية الأصيلة، ويرسم كونفوشيوس لوحة تعبق بالوفاء عن طاعة الوالدين، إذ يقول في إحدى حكمه الخالدة:
«لم يكن هناك إنسان ميالا لتسبب الفوضى مالم يكن هاويا
لإيذاء الكبار. الرجل النبيل يرعى الآباء. وعندما تنبت جذور الرعاية، تنمو في طريقها ويبر الأبناء الآباء. أليس ممتثلو الطاعة ومحبو الإخوان جذورا لنزعة عمل الخير؟».
وفي مقولةٍ أخرى لفيلسوف الصين وحكيمها في السياق ذاته يقول: «إن تبجل الفضيلة بدلا من الجمال، أن تنذر كل الطاقة لخدمة الوالدين، أن تتكلم بثقة المعتمد عليه في التعامل مع الأصدقاء: رغم أنه قد يقال إن هذا ليس هو التعلُّم، أما أنا فأقول بلى هو».
وفي حكمةٍ أخرى يصف الفضيلة مشاطراً سقراط الرأي بأنها «المعرفة»، مضيفاً إليها خلالاً أخرى إذ يقول في وصف الرجل النبيل: «هو الذي لا يلتمس التخمة في الطعام، ولا يبحث عن سهولة العيش، ذكي في تعاملاته، مقتصد في كلامه، يلتزم بالصحيح مع الذين في الطريق يمكن أن يكون معتبرا ناذرا نفسه للمعرفة».
وسأل تزو هسيا (تلميذ) عن الطاعة البارة فأجابه كونفوشيوس:
«ما الصعوبة في أن يراقب المرء تعابير الوجه. يتحمل الصغار مشقة العمل، ويتمتع الكبار بأولى الثمار المختارة من نتاج جهد الأبناء. لكن هل يمكن اعتبار هذه طاعة بارة؟».
ويصف نظرته الثاقبة إلى الغنى والفقر بعبارته القصيرة جداً في ألفاظها، والبليغة جداً في معناها «صعب أن تكون فقيراً دون تذمُّر. وسهل أن تكون غنياً دون غطرسة».
وفي إحدى مقولاته المأثورة سأل تزو لو (تلميذ) عن الرجل النبيل فقال كونفوشيوس: «هذِّب نفسك لتكون محترماً». قال تزو لو هل ذلك كل شيء؟ فرد كونفوشيوس: «هذب نفسك لتجعل الآخرين مرتاحي البال».
تلك بعض إبداعات الحكيم والمعلم الصيني العظيم الذي استحوذ على قلوب وعقول شعبه، وترك أثراً عميقاً في تفكيرهم وسلوكياتهم ليبقى مع ذلك واحداً من المفكرين الأكثر تأثيراً عبر التاريخ في الحضارة الصينية، ومعين حكمةٍ لدى أجيالها التي وجدت في كلماته ومقولاته كنزاً فكرياً لا ينضب.
«لم يكن هناك إنسان ميالا لتسبب الفوضى مالم يكن هاويا
لإيذاء الكبار. الرجل النبيل يرعى الآباء. وعندما تنبت جذور الرعاية، تنمو في طريقها ويبر الأبناء الآباء. أليس ممتثلو الطاعة ومحبو الإخوان جذورا لنزعة عمل الخير؟».
وفي مقولةٍ أخرى لفيلسوف الصين وحكيمها في السياق ذاته يقول: «إن تبجل الفضيلة بدلا من الجمال، أن تنذر كل الطاقة لخدمة الوالدين، أن تتكلم بثقة المعتمد عليه في التعامل مع الأصدقاء: رغم أنه قد يقال إن هذا ليس هو التعلُّم، أما أنا فأقول بلى هو».
وفي حكمةٍ أخرى يصف الفضيلة مشاطراً سقراط الرأي بأنها «المعرفة»، مضيفاً إليها خلالاً أخرى إذ يقول في وصف الرجل النبيل: «هو الذي لا يلتمس التخمة في الطعام، ولا يبحث عن سهولة العيش، ذكي في تعاملاته، مقتصد في كلامه، يلتزم بالصحيح مع الذين في الطريق يمكن أن يكون معتبرا ناذرا نفسه للمعرفة».
وسأل تزو هسيا (تلميذ) عن الطاعة البارة فأجابه كونفوشيوس:
«ما الصعوبة في أن يراقب المرء تعابير الوجه. يتحمل الصغار مشقة العمل، ويتمتع الكبار بأولى الثمار المختارة من نتاج جهد الأبناء. لكن هل يمكن اعتبار هذه طاعة بارة؟».
ويصف نظرته الثاقبة إلى الغنى والفقر بعبارته القصيرة جداً في ألفاظها، والبليغة جداً في معناها «صعب أن تكون فقيراً دون تذمُّر. وسهل أن تكون غنياً دون غطرسة».
وفي إحدى مقولاته المأثورة سأل تزو لو (تلميذ) عن الرجل النبيل فقال كونفوشيوس: «هذِّب نفسك لتكون محترماً». قال تزو لو هل ذلك كل شيء؟ فرد كونفوشيوس: «هذب نفسك لتجعل الآخرين مرتاحي البال».
تلك بعض إبداعات الحكيم والمعلم الصيني العظيم الذي استحوذ على قلوب وعقول شعبه، وترك أثراً عميقاً في تفكيرهم وسلوكياتهم ليبقى مع ذلك واحداً من المفكرين الأكثر تأثيراً عبر التاريخ في الحضارة الصينية، ومعين حكمةٍ لدى أجيالها التي وجدت في كلماته ومقولاته كنزاً فكرياً لا ينضب.