يعد القاص والكاتب محمد المنصور الشقحا من أبرز الأسماء الأدبية في المشهد المحلي، إذ هو من مؤسسي «أدبي الطائف» قبل ما يزيد على 4 عقود، كما أنه من آباء السرد، وبرغم قراره في فترات من العقود الماضية الصمت واختياره أن يلوذ بمكتبته، ويراقب الحراك بعين المحب والمشفق إلا أنه بحكم تصالحه مع التقنية حضر عبر وسائل التواصل والمواقع الاجتماعية ليمد جسوراً من المثاقفة والتفاعل.. وهنا حضور نوعي واستحضار لما رصد وجمع وانطبع في ذهنه ونفسه من خواطر وتمثلات يبوح لنا بشيء منها، فإلى نص الحوار:
• بصفتك أحد المخضرمين وشهود العيان على المشهد الثقافي، ما هو انطباعك العام وكيف تقرأ التحولات؟
•• المشهد الثقافي اليوم تقوده عدة جهات عبر أجهزتها، إثر أزمنة كان في كل إدارة شعبة للثقافة، فإذا عدنا لفترة الرواد محمد حسن عواد وحمزة شحاتة وسعد البواردي وعبدالله بن خميس وحسن القرشي، نجد الأفراد هم المحرك الرئيسي عبر صحافة الأفراد وكتبهم التي تطبع في القاهرة وبيروت ودمشق وحوارهم مع المجتمع ومع من يتابع منتجهم، وبقي الأفراد فاعلين في حين تحولت الصحف إلى مؤسسات ولم يهتم الأفراد بهذه النقلة التنظيمية، إذ بقيت الساحة الثقافية بكل فروعها ومن خلال الصحف ثم الإذاعة والتلفزيون ومن خلال الأفراد تثري الساحة التي دخل فيها لاعب جديد هو النادي الأدبي وأساتذة الجامعات؛ مواطنون وغير مواطنين، ومن خلال معايشتي، للأدب ارتفع الصوت وتزايد المنتج ليغربل ما قدم، وبصفتي أحد أعضاء النادي الأدبي بالطائف وحتى هذه اللحظة كنا أفرادا وجماعات نبعث بما قدمناه للحياة. وزارتا الإعلام والثقافة لم تبنيا برنامجهما على التاريخ والتراكم، بل تبنتا فكرة إنشاء ساحة ثقافية جديدة هي المتحكم في حراكها فعينتا أعضاء لمجلس إدارة الأندية الأدبية وأشرفتا على مؤتمر الأدباء ولم تنجحا في إقناع الأدباء بما عقد من مؤتمر للأدباء والمثقفين لتباين بين قيادات الوزارتين وبين المثقفين والأدباء.
إلا أن التحولات تمت بآليات غير ممنهجة فكان صمتنا كأدباء وتحول الفاعل لمتفرج يقبل دعوة ليجلس في مقعد المتفرج. واليوم لدينا ثقافة تحت إشراف وزارتي الإعلام والثقافة وتحتها أو معها الهيئة العامة للثقافة، وننتظر ماذا تقدم وزارة الثقافة للساحة الثقافية، وهل نجد الدعم المعنوي للمبدع في نشاطه الإنساني.
• هل يضطر الكاتب للصمت لفترة من الزمن، ولماذا؟
•• من تقصد بالكاتب هناك كاتب عرائض ومحرر رسائل المؤسسة الحكومية وكاتب طلبات الشركات التجارية.. هل تقصد بالكاتب الأديب، والمفكر نعم قد يصمت فترة، ويعود للكتابة وقد يقتله الإحباط فيتوقف تماما إذا لم يجد من يقول له نصك الجديد «هزيل» أو «جيد». الأديب، وقوده إحساس القارئ بنبضه وكلمة شكر ولو مجاملة تمنحه روحا جديدة. تغيّر إيقاع أفقنا داخل نادي الطائف الأدبي فقدمت استقالتي، ونويت الاكتفاء بلقاء الأصدقاء في المقهى ومطالعة الصحف فحفزتني الإدارة الحكومية التي أعمل بها بنقلي من الإدارة المالية إلى الإدارة الثقافية والإشراف على المكتبة العامة بالطائف فحرك الأصدقاء الخمود الأدبي والفعل الثقافي فجاء منتدى المكتبة العامة وجمعية أصدقاء الكتاب التي لم تعلن فكان مسرح المكتبة نشاطا منبريا ثقافيا ختم قبل انتقالي إلى الرياض، والانطلاق بملتقى القصة القصيرة الذي رعته اللجنة العليا للتنشيط السياحي بالطائف، وفي الرياض جاء تواجدي في مناسبات جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي وبعض المنتديات الخاصة كمدعو لحضور فعالية. ومع عام 2002 وبعد 5 سنوات على آخر مجموعة صدرت عن دار نشر في القاهرة جاءت مجموعتي (الحملة) عن نادي جازان الأدبي، والأديب يتوقف ولكن لا يتقاعد.
• ماذا تعني لك العودة بإصدارين بعد ما يقارب عقدين من التأمل ومراقبة المشهد؟
•• يعني أن قلبي ينبض، وأن العلاقة بالثقافة والمثقفين مستمرة فأصدرت ما صرحت للأصدقاء أنه «مسك الختام» وانهال عليّ عتابهم مع إلمامهم بظروفي الصحية، أما الثاني فهو كتاب تذكار لصحبة غير عادية جمعت نماذج من نتاج كتابات أفراد من الصحبة بهدف تخليدها.
• هل يشعر جيلكم بالحسرة بسبب عدم العناية بكم في المناسبات الثقافية؟
•• كل الأجيال تشعر بالحسرة من خلال المجتمع والمناسبات التي تضعك في الهامش، وجائزة الدولة التقديرية غابت بعد دورتها الثانية ورفضت وزارة الثقافة والإعلام آنذاك إعادتها للحياة، ومع كل مؤتمر أدباء أو ملتقى مثقفين أو معرض كتاب يتم تكريم الكتاب أو الشعراء أو المبدعين نشعر بنشوة، وكذلك إذا حلّ موعد الجنادرية (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) الذي يتم من خلاله تكريم شخصية سعودية في حفل الافتتاح.
• ما مستوى ضرر التقنية على جيل الآباء وهل ظلمتهم أم أنصفتهم؟
•• جيل الآباء منهم من تعلم فن التعامل مع التقنية فشعر بالإنصاف ومنهم من استعان بصديق، وهذه مسؤولية المؤسسات الثقافية والأبناء لحفظ منجز الآباء وتخزينه في ملفات التقنية، وكتجربة شخصية الحمد لله أعمالي القصصية الورقية الآن توجد في بعض المكتبات الإلكترونية (والعم قوقل) يرشد الباحث عنها.
• لماذا تراجعت القصة القصيرة، وهل دفعتها الرواية إلى الظل؟
•• هذا السؤال يتكرر في أكثر من لقاء، والحقيقة لم تغب القصة القصيرة عن الساحة الأدبية فهناك أعمال وأسماء ومعارض الكتب في كل دورة لها نجد إصداراً جديداً لكاتب معروف وإصدارات جديدة لأسماء جديدة تدفع سنويا بمجاميع قصصية ما يشهد على وجودها واستمرارها سيدة للإبداع، وفي كتاب الببلوغرافي خالد أحمد اليوسف حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة العربية السعودية شواهد على ذلك.
القصة القصيرة تجاوزت قوانين النقد بما يحمله النص الجديد من بناء فني وشكل ومضمون إنساني نجدها رومانسية ونجدها واقعية ونجدها، سريالية وهذا غير متاح في النص الروائي.
• ماذا تحقق من تطلعاتك ومجايليك وماذا تنتظرون تحققه؟
•• لا ننتظر شيئاً.. يكفينا الذي تحقق من خلال هذه الدراسات العلمية الأكاديمية والنقدية التي تناولت أعمالنا وهذا يشعرنا بأننا أضفنا الشيء المميز.
• كيف تقرأ إبداع الشباب اليوم وما مدى اعترافهم بالآباء؟
•• هناك نصوص لافتة ببناء فني وشكل وأسماء تسعى أن تكتب النص المثالي كقصة قصيرة.
• بصفتك أحد المخضرمين وشهود العيان على المشهد الثقافي، ما هو انطباعك العام وكيف تقرأ التحولات؟
•• المشهد الثقافي اليوم تقوده عدة جهات عبر أجهزتها، إثر أزمنة كان في كل إدارة شعبة للثقافة، فإذا عدنا لفترة الرواد محمد حسن عواد وحمزة شحاتة وسعد البواردي وعبدالله بن خميس وحسن القرشي، نجد الأفراد هم المحرك الرئيسي عبر صحافة الأفراد وكتبهم التي تطبع في القاهرة وبيروت ودمشق وحوارهم مع المجتمع ومع من يتابع منتجهم، وبقي الأفراد فاعلين في حين تحولت الصحف إلى مؤسسات ولم يهتم الأفراد بهذه النقلة التنظيمية، إذ بقيت الساحة الثقافية بكل فروعها ومن خلال الصحف ثم الإذاعة والتلفزيون ومن خلال الأفراد تثري الساحة التي دخل فيها لاعب جديد هو النادي الأدبي وأساتذة الجامعات؛ مواطنون وغير مواطنين، ومن خلال معايشتي، للأدب ارتفع الصوت وتزايد المنتج ليغربل ما قدم، وبصفتي أحد أعضاء النادي الأدبي بالطائف وحتى هذه اللحظة كنا أفرادا وجماعات نبعث بما قدمناه للحياة. وزارتا الإعلام والثقافة لم تبنيا برنامجهما على التاريخ والتراكم، بل تبنتا فكرة إنشاء ساحة ثقافية جديدة هي المتحكم في حراكها فعينتا أعضاء لمجلس إدارة الأندية الأدبية وأشرفتا على مؤتمر الأدباء ولم تنجحا في إقناع الأدباء بما عقد من مؤتمر للأدباء والمثقفين لتباين بين قيادات الوزارتين وبين المثقفين والأدباء.
إلا أن التحولات تمت بآليات غير ممنهجة فكان صمتنا كأدباء وتحول الفاعل لمتفرج يقبل دعوة ليجلس في مقعد المتفرج. واليوم لدينا ثقافة تحت إشراف وزارتي الإعلام والثقافة وتحتها أو معها الهيئة العامة للثقافة، وننتظر ماذا تقدم وزارة الثقافة للساحة الثقافية، وهل نجد الدعم المعنوي للمبدع في نشاطه الإنساني.
• هل يضطر الكاتب للصمت لفترة من الزمن، ولماذا؟
•• من تقصد بالكاتب هناك كاتب عرائض ومحرر رسائل المؤسسة الحكومية وكاتب طلبات الشركات التجارية.. هل تقصد بالكاتب الأديب، والمفكر نعم قد يصمت فترة، ويعود للكتابة وقد يقتله الإحباط فيتوقف تماما إذا لم يجد من يقول له نصك الجديد «هزيل» أو «جيد». الأديب، وقوده إحساس القارئ بنبضه وكلمة شكر ولو مجاملة تمنحه روحا جديدة. تغيّر إيقاع أفقنا داخل نادي الطائف الأدبي فقدمت استقالتي، ونويت الاكتفاء بلقاء الأصدقاء في المقهى ومطالعة الصحف فحفزتني الإدارة الحكومية التي أعمل بها بنقلي من الإدارة المالية إلى الإدارة الثقافية والإشراف على المكتبة العامة بالطائف فحرك الأصدقاء الخمود الأدبي والفعل الثقافي فجاء منتدى المكتبة العامة وجمعية أصدقاء الكتاب التي لم تعلن فكان مسرح المكتبة نشاطا منبريا ثقافيا ختم قبل انتقالي إلى الرياض، والانطلاق بملتقى القصة القصيرة الذي رعته اللجنة العليا للتنشيط السياحي بالطائف، وفي الرياض جاء تواجدي في مناسبات جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي وبعض المنتديات الخاصة كمدعو لحضور فعالية. ومع عام 2002 وبعد 5 سنوات على آخر مجموعة صدرت عن دار نشر في القاهرة جاءت مجموعتي (الحملة) عن نادي جازان الأدبي، والأديب يتوقف ولكن لا يتقاعد.
• ماذا تعني لك العودة بإصدارين بعد ما يقارب عقدين من التأمل ومراقبة المشهد؟
•• يعني أن قلبي ينبض، وأن العلاقة بالثقافة والمثقفين مستمرة فأصدرت ما صرحت للأصدقاء أنه «مسك الختام» وانهال عليّ عتابهم مع إلمامهم بظروفي الصحية، أما الثاني فهو كتاب تذكار لصحبة غير عادية جمعت نماذج من نتاج كتابات أفراد من الصحبة بهدف تخليدها.
• هل يشعر جيلكم بالحسرة بسبب عدم العناية بكم في المناسبات الثقافية؟
•• كل الأجيال تشعر بالحسرة من خلال المجتمع والمناسبات التي تضعك في الهامش، وجائزة الدولة التقديرية غابت بعد دورتها الثانية ورفضت وزارة الثقافة والإعلام آنذاك إعادتها للحياة، ومع كل مؤتمر أدباء أو ملتقى مثقفين أو معرض كتاب يتم تكريم الكتاب أو الشعراء أو المبدعين نشعر بنشوة، وكذلك إذا حلّ موعد الجنادرية (المهرجان الوطني للتراث والثقافة) الذي يتم من خلاله تكريم شخصية سعودية في حفل الافتتاح.
• ما مستوى ضرر التقنية على جيل الآباء وهل ظلمتهم أم أنصفتهم؟
•• جيل الآباء منهم من تعلم فن التعامل مع التقنية فشعر بالإنصاف ومنهم من استعان بصديق، وهذه مسؤولية المؤسسات الثقافية والأبناء لحفظ منجز الآباء وتخزينه في ملفات التقنية، وكتجربة شخصية الحمد لله أعمالي القصصية الورقية الآن توجد في بعض المكتبات الإلكترونية (والعم قوقل) يرشد الباحث عنها.
• لماذا تراجعت القصة القصيرة، وهل دفعتها الرواية إلى الظل؟
•• هذا السؤال يتكرر في أكثر من لقاء، والحقيقة لم تغب القصة القصيرة عن الساحة الأدبية فهناك أعمال وأسماء ومعارض الكتب في كل دورة لها نجد إصداراً جديداً لكاتب معروف وإصدارات جديدة لأسماء جديدة تدفع سنويا بمجاميع قصصية ما يشهد على وجودها واستمرارها سيدة للإبداع، وفي كتاب الببلوغرافي خالد أحمد اليوسف حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة العربية السعودية شواهد على ذلك.
القصة القصيرة تجاوزت قوانين النقد بما يحمله النص الجديد من بناء فني وشكل ومضمون إنساني نجدها رومانسية ونجدها واقعية ونجدها، سريالية وهذا غير متاح في النص الروائي.
• ماذا تحقق من تطلعاتك ومجايليك وماذا تنتظرون تحققه؟
•• لا ننتظر شيئاً.. يكفينا الذي تحقق من خلال هذه الدراسات العلمية الأكاديمية والنقدية التي تناولت أعمالنا وهذا يشعرنا بأننا أضفنا الشيء المميز.
• كيف تقرأ إبداع الشباب اليوم وما مدى اعترافهم بالآباء؟
•• هناك نصوص لافتة ببناء فني وشكل وأسماء تسعى أن تكتب النص المثالي كقصة قصيرة.