تسلَّم حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، أمس (الثلاثاء)، في مسرح المجاز، راية «الشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019»، بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء من مختلف دول العالم، حيث يشهد العرض الأول من العمل الفني الأسطوري «ألف ليلة وليلة».
وأكد القاسمي أن إمارة الشارقة عملت بصدق وإخلاص على مدى سنوات عديدة، كي تخلق وعبر مختلف مكوناتها حالة استثنائية من العشق والحب للكتاب والمعرفة.
وقال القاسمسي في كلمته: «وأنا أقِفُ أمامَكُم أكادُ أرى أجدادَ أجدادِنا العظامِ من العلماءِ والمفكرينَ وهم يملؤونَ مكتباتِ العالمِ بالمعرفةِ، ويُضيئونَ طريقَ الإنسانيةِ بالحضارةِ والعِلمِ، ويتركونَ لنا إرثاً كبيراً نفتخِرُ به إلى يومِنا هذا، إنهُ لشرفٌ عظيمٌ أن نخطوَ في الشارقةِ على خُطاهُم، وأن نتبنى الكتابَ والعِلمَ أداةً للبناءِ وليس للهدمِ، أداةً للمحبةِ والإخاءِ وليس أداةً للكراهية والتطرف».
وأضاف: «إنَّ فلسفتَنا في الشارقةِ واضحةٌ ونحنُ مُستمرونَ عليها، من يريدُ بناءَ اقتصادٍ قويٍّ ومُنتِجٍ، أو بناءَ مُجتمعٍ مُتماسِكٍ ومُتراحِمٍ، أو تطويرَ العُلومِ وتشجيعَ الاختراعاتِ، أو أن يكونَ لإُمَّتِهِ دورٌ إيجابيٌ ومتميٌز في هذا العالمِ ويكسِبُ احترامَ القريبِ والبعيدِ، فعليهِ أن يبدأَ بِغَرسِ المعرفةِ في عُقولِ الأفرادِ مُنذُ الصِّغَر،ِ منذُ السنواتِ الأولى التي يبدأُ فيها وعيُ الإنسانِ بالتشكُّلِ، فبهذهِ الطريقةِ نَضمَنُ بِناءَ جيلٍ قارئ يُتْقِنُ فَنَّ التمييزِ بين الغَثِّ والسَّمينِ، فيقرأُ بعينٍ ناقِدةٍ ومُنحازَةٍ للخَيرِ العامِّ، جيلٍ يُقدمُ الأخلاقَ على العلمِ، فيأتي العِلمُ إنسانياً وأداةً للبناءِ وتخفيفِ مُعاناةِ الناسِ وتَحقيقِ العَدالةِ».
ولم يكن اختيار الشارقة عاصمة للكتاب العالمي وليداً للصدفة، بل هو عمل مؤسسي انتهجه حاكم الشارقة الدكتور الشيخ سلطان القاسمي منذ أكثر من 40 عاماً، عندما أعلن ثورة حقيقية وأخذ على عاتقه بناء الإنسان من بوابة المعرفة والثقافة.
واستطاعت الشيخة بدور القاسمي أن تُسدل الستار على المشهد الأخير في الاستحقاق العالمي بإطلاق لقب «الشارقة عاصمة الكتاب الدولي»، بعد أن عملت خلال 10 أعوام على استلام ملف الاستحقاق وتكوين لجان واعتماد فعاليات تبني الإنسان وتُزيد من معارفة ومداركة، لإيمانها بأن الثقافة الحقيقية التي ترتقي بالأمة لا تأتى إلا بالقراءة وعن طريق الكتاب.
عدة عوامل أسهمت بشكل لافت فيما وصلت إليه الشارقة، ومنها اللجان الإعلامية التي كان لها دور بارز وهام، كون الإعلام الحقيقي يؤرخ تلك الثقافة ويكون شاهداً عليها، فاشتعلت محركات البحث جميعها بإمارة الشارقة، حيث يُدعى لهذه الإمارة سنوياً في كافة الفعاليات أكثر من 500 إعلامي بين المقروء والمسموع والمرئي، بإشراف ودعم من رئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، الذي اجتمع أخيراً بكافة الإعلاميين المشاركين، وأكد لهم أن الشارقة ستشهد منعطفاً خلال العام 2019، كون الاستحقاق يضع الشارقة في تحدٍ كبير للاستمرارية في صنع ثقافة واعية ترتقي بالأمة وتُسهم في بناء شخصية متوازنة لعمارة الأرض والعيش بحياة كريمة.
وأكد القاسمي أن للإعلام دور كبير في توثيق هذا الحدث، ونقل الثقافة من إمارة الشارقة إلى العالم أجمع عبر كافة وسائل الإعلام.