محمد خضر
محمد خضر
-A +A
محمد خضر
شجرة بالتأكيد

الآن فقط صارت شجرة


الآن فقط صار لها بتلات

وزيادة في الكلوروفيل

الآن تكوّنَ الجذع واللحاء والأوراق..

وحطتْ العصافير على الأغصان..

الآن فقط صارَ الهواءُ يحركها

مثل شَعر غجري في رقصة

الآن تثمرُ ويتدربُ على رسمها الهواة

الآن هسيسها الحاني مع جوقة الرياح

يصعد...يصعد

الآنَ وأنتِ تمرينَ بالقربْ

العبارة

كلما عضّت بهدوءٍ على أصبعها السبابة

وهي تستمع إلى مقطعها المفضّل من أغنية «بيسألوني»..

كلما سَرحت نحو المدى اللانهائي من النافذة..

وقالت شيئاً في نفسها عن القدر..

كلما صارت التنهيدة أعمقْ..

والهواء يحركُ خصلةَ الشعر الميّالة على الجبين..

كلما ضحكتْ بغتةً من موقف قديم..

ونسيتْ فنجان القهوة ليبردَ على مهل..

كلما عنَّ لها الرقص بتحريك ذراعيها

لليمين واليسار بالتساوي..

فيما رأسها يتأرجح كحديقةٍ في عاصفة..

كلما ضاقت العبارة

سلام

أرتب قصيدة قديمة

وجدتها مصادفة في جيب المعطف

قصيدة تحكي عن حلم لا يكتمل إلا بك..

عن أسئلةٍ شاخت الآن...

ولم يعد بوسعها المشي بخفّة نحو الحياة..

عن موضع واحد لا يخلو من أسف..

وعن حنين نتوعدهُ بالمزيدِ من الثرثرة والأمنيات..

قصيدة قديمة لم تعد تشبهني الآن..

تقفز..

سطراً

سطراً..

لتحيا في ديوان شاعر آخر بسلام