نقلت منظمة «جيمينا» عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوله: «إن اليهود إذا أرادوا زيارة مصر فسوف يبني لهم معابدهم ومؤسساتهم المجتمعية الأخرى».
وذكرت «جيمينا» وهي منظمة يهودية مستقلة تأسست عام 2001 في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن الرئيس المصري وعد يهود مصر بترميم معابدهم وكذلك مقابرهم في حي البساتين بالقاهرة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي، والتي يُعتقد أنها ثاني أقدم مقبرة يهودية في العالم.
وتؤكد «جيمينا» أن قرار السيسي بترميم معابد اليهود في مصر خطوة مهمة للتعايش بين الأديان.
وتعمل «جيمينا» على إحياء الحركة اليهودية الثقافية والاجتماعية التي تمثل اليهود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا، والحفاظ على تراث وتاريخ اليهود الشرقیین، ويطلق اسم «جيمينا» اختصاراً على الیهود الأصلیین بالمنطقة بما فيها الدول العربية وتركيا وإيران.
يظل اليهود المصريون واقعاً رسم أحد ملامح التاريخ المصري الحديث، حيث عاشوا ضمن جموع الشعب وارتبطوا به كجزء لا يتجزأ من منظومة شعبية انصهرت في بوتقة تاريخية عبر عنها كتاب ومؤرخون، ورصدتها كذلك الدراما المصرية في كثير من صورها، وسردها كثيرون ممن عاشوا هذا الواقع في كل ربوع مصر، وتظل «حارة اليهود» في وسط القاهرة شاهداً عليه حتى هذه اللحظة.
وترى أستاذ اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة ومدير مركز الدراسات الشرقية الدكتورة نجلاء رأفت سالم، وفقاً للصحافي خالد مخلوف، أن اليهود مثلوا واقعاً في الحياة المصرية خلال فترة معينة وكان لهم وجود كبير لا يستطيع أحد إغفاله، وأن المعابد اليهودية ارتبطت بتاريخ وبفترة موجودة في مصر ولن نستطيع التنكر لها، مؤكدة أن ترميم المعابد والآثار اليهودية القديمة من خلال رؤية الدولة المصرية شيء مهم، وسيكون له جدوى أكبر في حالة تكاتف جهود المتخصصين لإظهار جزء من التاريخ، أو حلقة من سلسلة كبيرة من التاريخ المصري، وهو شيء جيد شرط أن يكون قائماً على مبدأ علمي صحيح.
وعن توجيه ذلك رسالة إلى الغرب في ظل الواقع الذي تعيشه المنطقة، قالت الدكتورة نجلاء: «إن الاهتمام بالآثار وتضافر الجهود بشأن هذه القضية المهمة سيعطي بالطبع رسالة للآخر فحواها أن منطقتنا ما زالت آمنة ومستقرة رغم كل ما يحيط بها، وأن مصر ما زالت من الدول الجاذبة وبقوة للسياحة، وهذا يمثل أيضا نوعاً من الدعاية الإيجابية في هذا المجال، وأيضا سيؤكد أن مصر تعافت بشكل قوي وقادرة على التأثير بقوة في مجالات متعددة ومن بينها مجال السياحة، وما زالت تحتفظ برونقها التاريخي والحضاري».
وتمثل السياحة جزءاً لا يتجزأ من دخل مصر القومي، التي تمتلك من المقومات السياحية الكثير ومن بينها الآثار التاريخية والدينية التي تمثل المعابد اليهودية جزءاً منها.
وأضافت أستاذ اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة: «إن ترميم المعابد من الأفكار الجيدة التي ستكون أكثر فعالية إذا قامت على فكرة (التخصص الدقيق) من واقع الاطلاع على كل ما كتب في المعابد اليهودية الموجودة في مصر ومعرفة أصولها وأنواعها، وكل ما يخص المعابد من خلال دراسة متأنية، وبناء على ذلك سيكون للموضوع قوة دفع أعلى تصب في خانة الاستفادة القصوى من الفكرة».
وتابعت: «الدراسة والتمحيص والتدقيق عامل مهم في موضوع الترميم والتسويق للموضوع، وهو ما سيجعل منها ثروة قومية بالنسبة لمصر وتؤدي في الوقت نفسه إلى دفع عجلة السياحة للأمام».
وحول فعالية الأمر وتسويقه بالشكل اللائق وبما يتلاءم مع المرجو منه، أكدت أنه لا بد من التوثيق بشكل جيد لكل المعابد الموجودة وليس فقط الشهيرة منها، والاطلاع على كل ما يتعلق بالمعابد وكل ما يخص الآثار اليهودية القديمة التي كانت موجودة وتعتبر من ضمن الثروات الأثرية، وكذلك الاهتمام بالدعاية كعنصر مهم لتسويق مثل هذا الأمر الذي يعد مهما للكثيرين في الخارج، سواء على مستوى العاشقين للآثار المصرية القديمة أو اليهود الموجودين في أماكن متعددة في العالم ومن بينها أميركا وأوروبا، مشيرة إلى أهمية ذلك في إنعاش حركة السياحة في مصر والتي بدأت تتعافى خلال الفترة الأخيرة، وظهر ذلك في مدن الوجة القبلي ومنها الأقصر وأسوان، وكذلك في القاهرة.
من جانبه، ذكر أستاذ قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة الدكتور عبد الوهاب علوب، أن المعابد اليهودية جزء من التراث المصري، ولا يزال بعض اليهود المصريين موجودين رغم أن عددهم قليل إلا أنهم واقع موجود، مشيراً إلى أهمية عمليات الترميم للمعابد وللآثار الموجودة بشكل عام إذا كان لها مردود اقتصادي سيعود بالنفع على تنشيط عملية السياحة، وكجزء أيضا من عملية أكبر تهتم بالآثار الموجودة بصرف النظر عن ماهيتها الدينية.
وتابع الدكتور عبد الوهاب: «التعايش بين الأديان من الموضوعات المرحب بها تماماً، وقد كنا نعيش في مجتمع لا يسأل أحد جاره عن دينه، ويعد هذا من المسلمات، وعكسها من المعيبات لدى الجميع، ومصر من أوائل الدول التي عرفت التسامح بين الأديان».
وأشار إلى وجود مادة عن تاريخ الأديان تدرس في قسم اللغة العبرية في كليات الآداب، وهي تقوم بتعريف الطلاب بهذا التاريخ من خلال دراسة أكاديمية وليست دينية، وإلى وجود كثير من الدراسات في كليات الآثار تدرس هذا الموضوع بعمق شديد من خلال كتابات أكاديمية.
من جهة أخرى، أوضح رئيس قطاع الآثار الأسبق في مصر فرج فضة، أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الآثار تقوم بترميم الآثار المصرية المسجلة عبر خطة تم إدراجها في قطاع المشروعات في الوزارة، وتقتصر عملية الترميم على الآثار المسجلة فقط، مؤكداً أن الترميم جزء من استراتيجية وزارة الآثار بصرف النظر عن الدين الذي ينتمي إليه الأثر سواء كان مسجداً إسلاميا، أو كنيسة مسيحية، أو معبداً يهودياً.
وأضاف: «مصر دولة سياحية وتجمع آثاراً كثيرة ومتعددة من عصور ما قبل الأسرات الفرعونية، وترميم الآثار بهدف الحفاظ عليها يعد من استراتيجيات الدولة المصرية خاصة مع ما يمثله هذا من إنعاش لحركة السياحة، وكذلك الاحتفاظ والاهتمام بجزء لا يتجزأ من التراث العالمي الذي تمثله الآثار المصرية».
وكان تاريخ اليهود في مصر ثرياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد كانت القاهرة في أواخر القرن الـ12 أهم مركز يهودي في العالم، وتبقى القليل من اليهود فيها بعد حرب 1967 وتحول كثير من فيلات العائلات اليهودية الثرية على ضفاف النيل إلى متاحف وسفارات، ولا يضم المجتمع اليهودي في القاهرة حالياً سوى عدد محدود جداً لا يتجاوز 10 أشخاص تقريباً يمثلون الطائفة اليهودية التي كانت وفق رؤية المؤرخين المصريين جزءاً من نسيج المجتمع في الأساس شأنهم شأن الأقباط والمسلمين.
ولم يكن اليهود المصريون كتلة واحدة، فقد كانوا ثقافات وتيارات مختلفة ومن أصول عرقية وإثنية متنوعة، حيث انقسم اليهود المصريون إلى طائفتين، الأولى «الربانيون» وهي الطائفة الأكبر التي ينتمي إليها معظم يهود العالم، وهم يؤمنون بالتوراة والتلمود وهو شروح الأحبار في شؤون العقيدة والقانون والتاريخ الديني، أما الثانية فهي طائفة اليهود «القرائين» الذين يؤمنون «العهد القديم»، وكانت هذه الطائفة تعيش في القاهرة ويعملون في مهن مختلفة، ومن بينهم عمال وأصحاب مهن وآخرون في الصرافة والتجارة، وكانوا يرسلون أولادهم إلى المدارس المصرية، وانصهرت الطائفة في النسيج المصري، وتتفرع هذه الطائفة إلى سفارديم أي «شرقيين» عاشوا لفترات طويلة في بلاد شرقية ومنها مصر، و«أشكيناز» قدموا من شرقي أوروبا، واليهود «القراءون» عاشوا في مصر لقرون طويلة ومعهم بعض الربانيين، وهؤلاء هم الذين خرج منهم العمال والحرفيون وأصحاب المحلات والفنانون والأطباء، وهم لا يختلفون فيها عن أي مصري في اللغة أو اللكنة أو الشكل.
وعاش يهود مصر تسامحاً حقيقياً لعدة قرون، وكانوا من أغنى الطوائف اليهودية في العالم وأكثرها استقراراً والتحاما بمجتمعهم، ولم تكن لديهم أزمة اضطهاد مثل يهود أوروبا، ولهذا أضافوا الكثير إلى ثقافة وفنون واقتصاد البلد، فكان قطاوي باشا منغمساً في النشاط السياسي، وتقلد منصب وزير المالية ثم النقل والمواصلات بعد ثورة 1919، وكان عضواً في مجلس النواب حتى وفاته، وكانت زوجته آليس سواري الوصيفة الخاصة للملكة نازلي والدة الملك فاروق، وبرزت أسماء فيلكس وهنري موصيري وعائلات هراري وعدس وسوارس، وسموحة وشيكوريل وغيرها من الأسر اليهودية المصرية العريقة، وبرزت مجموعة من الفنانين المصريين الذين أثروا الحياة الفنية ومنهم راقية إبراهيم، وداود حسني، وليلى مراد، ويعقوب صنوع الشهير بلقب «أبو نضارة» الكاتب والمخرج والموسيقي والصحافي، وتوجو مزراحي، ونجوى سالم، وغيرهم ممن أثروا الحياة الفنية في مصر.
وكانت هناك ثلاثة انفجارات مدوية هزت أوضاع اليهود في مصر، الأول كان مع بدء تقدم القوات الألمانية في صحراء مصر الغربية أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث خشي اليهود المصريون من انتصار الألمان في الحرب ففروا إلى جنوب أفريقيا خوفاً من بطش الألمان بهم، خاصة أن تلك الفترة شهدت تعرض اليهود على يد هتلر للمحرقة النازية أو «الهولوكست» ومعاداة السامية، أما الانفجار الثاني فكان في أعقاب حرب 48، أما الثالث فكان في أعقاب حرب 56 وقرارات التأميم.
وفي رحلة داخل أحد أكثر المناطق ازدحاماً في القاهرة وربما في العالم، للبحث عن حياة جزء من تاريخ مصر الحديث في حارة سميت باسمهم «حارة اليهود» بسبب تواجدهم فيها مع الكثير من باقي المصريين الذين عاشوا سوياً تجمعهم مصالح مشتركة في التجارة والبيع والشراء والمعاملات المختلفة كعامل مشترك لشعب واحد، أجمع عدد ممن عاصروهم على حسن الجيرة معهم والتي ظهرت من خلال معايشتهم كجيران سكنوا سوياً في منازل واحدة، وجمعتهم الأفراح والأحزان، وارتبطوا في كل المناسبات كأسرة واحدة لم تفرق بينهم الديانة، وأشادوا كذلك بخطوة الدولة المصرية في ترميم معابدهم كحق أصيل لهم كونهم جزءاً من النسيج المجتمعي لمصر في مرحلة تاريخية مهمة، وكذلك كرسالة لعملية التعايش بين الأديان، خاصة إذا ارتبطت بحسن الجوار والروابط التاريخية والاجتماعية المشتركة التي ميزت المصريين خلال تاريخهم الممتد بصرف النظر عن الديانة أو اللون والعرق.
وقال مجاهد إبراهيم أحد السكان القدامي في حارة اليهود والذي ارتبط بهم بشكل مكثف خلال حياته في المنطقة مع أسرته: «كان يعيش اليهود بيننا في المنطقة، وكانوا جيراننا، ولنا تعاملات يومية معهم، وتميزوا بالطيبة الشديدة والمعاملة الحسنة مع الجميع بصرف النظر عن ديانتهم، وكانت بيننا جيرة حسنة، وكنا نحتفل معهم بأعيادهم، وكانوا كذلك يشاركوننا الاحتفال بأعيادنا ومناسباتنا الدينية والاجتماعية المختلفة في جو من المحبة، وكانوا يتميزون بالأمانة الشديدة، ولم يكن هناك أي مشاكل بيننا كجيران وأفراد شعب يعيش سوياً».
وعن ترميم وزارة الآثار المصرية لمعابدهم، قال: «نحترم جميع الأديان السماوية، وهذا أحد حقوقهم، والدين لله وحده، وكل شخص له الحق في ذلك من واقع عملية التعايش السلمي بين الأديان».
وأشار إلى تبادل الزيارت بينهم كجيران، وإلى التعامل معهم في مواقف كثيرة تميزت بالمحبة والأخوة، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي نوع من العداوة، وكانت طباعهم حسنة في عملية البيع والشراء، وفي التعامل بشكل عام مما أكسبهم محبة الجميع، وكانوا يمتلكون بقالات ومحلات طعام مختلفة وكان التعايش معهم يسير بشكل مميز.
وعن أهم المهن التي عملوا فيها قال: «كان كثير منهم يمتلكون ويعملون في تجارة الذهب والمجوهرات، وتواجدوا بكثرة من خلال متاجرهم في منطقة (الصاغة) الشهيرة في قلب القاهرة القديمة والموجودة حتى اليوم، وكانوا يمتلكون متاجر لبيع الأغذية والمشروبات، وأتذكر محلات نجيب وثابت في منطقة الموسكي الموجود بها حارة اليهود، وكانوا شقيقين شريكين في بعض أعمال التجارة والإنتاج الغذائي، وتمسك نجيب بمصريته، وذكر لهم أنه مسلم عندما كان البعض يهم بالرحيل، وذلك من شدة تمسكه بالوجود في مصر».
شريف أبو أحمد يمتلك محلاً في حارة اليهود لبيع الإكسسوارات وألعاب الأطفال عاصر اليهود خلال تواجدهم كجزء من نسيج المجتمع، وتواجد في المنطقة منذ عشرات السنين، وأشار لشراكة والده مع تاجر مواد غذائية يهودي يدعي «بيسح»، وكانت المعاملة والشراكة بينهما طيبة، وإلى وجود بعض الانطباعات الخاطئة عنهم ظهرت في المسلسلات والأفلام، ولكن من واقع الشراكة معهم لم يكن والده يذكرهم بأي سوء.
وعن ترميم الدولة في مصر لمعابد اليهود والأهتمام بآثارهم قال شريف: «هذا شيء إيجابي بالطبع، فالعداوة مع بعض اليهود ليست دينية، ونؤمن جميعا بنبي الله موسى عليه السلام، وبكل الأديان، ولا يوجد أي مشكلة بالنسبة لنا في ترميم معابدهم القائمة، وأقطن بجانب المعبد اليهودي الكبير الموجود في شارع عدلي، وولدت في المنطقة لنرى هذا المعبد قائماً، وكان المعبد الرسمي بالنسبة لليهود»؛ لافتاً إلى وجود أكثر من معبد صغير في منطقة الموسكي، وكذلك في منطقة الظاهر بوسط القاهرة.
وعن وجود بعض اليهود في المنطقة، أضاف: «كان هناك سيدتان تعيشان في المنطقة ولكنهما توفيتا منذ فترة»؛ مشيرا إلى وجود حركة تجارة تزايدت مع الوقت خلال وجودهم في المنطقة مع باقي أفراد المجتمع سواء في القاهرة أو الإسكندرية حيث تواجدوا بكثرة فيهما.
خالد مجاهد أحد التجار المصريين الموجودين في حارة اليهود لممارسة عملة في بيع الكثير من الأصناف الخاصة بالمنزل والشباب والأسرة، وكذلك الإكسسوارات، والموجود في نفس المكان منذ نحو 50 عاما، قال: «تواجدت في هذا المكان من عشرات السنين أمارس مع والدي مهنة التجارة وبيع التجزئة والجملة، وكنا نعيش كأسرة وسط اليهود بشكل طبيعي تماما»، واصفا اليهود بـ«الناس المحترمين».
وتابع مجاهد: «كانت بيننا تعاملات متعددة في جميع مجالات البيع والشراء، وكانت جدتي لديها محل لبيع الدجاج، وكانوا يتعاملون معها من خلال عملية شراء للمعابد اليهودية، وكان يتم ذلك بكل ود واحترام حيث كانوا جزءا مهما من نسيج المجتمع، وكان التعايش طبيعيا، وكانت العلاقة جيدة، وعايشت مع أبي وأمي الكثير من ملامح هذا التعايش والذي كان يدل على طيب الجيرة والمعاملة».
وحول ترميم المعابد والآثار اليهودية في مصر قال: «يعد ذلك من الأمور الإيجابية، وهذا حقهم على الدولة المصرية حيث كانوا جزءا من نسيجها، ولا بد من احترام جميع الأديان، فهي جميعاً سماوية، ونحن كمسلمين علينا الإيمان بجميع الأديان حيث يعد ذلك شرطاً من شروط إيماننا، وهذا حق لهم يجب مراعاته، وشيء جيد يحسب للدولة المصرية».
وأشار مجاهد إلى الانطباعات الإيجابية عن اليهود، وعن كل من تعايش معهم من الجيران في المنطقة من كبار السن ومن بينهم والده الذي سرد له كثيراً من المواقف الإيجابية للجيران اليهود، مؤكداً أنه لم يكن هناك فارق بين الجميع في تعايش مميز بين الأديان الثلاثة.
وذكرت «جيمينا» وهي منظمة يهودية مستقلة تأسست عام 2001 في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن الرئيس المصري وعد يهود مصر بترميم معابدهم وكذلك مقابرهم في حي البساتين بالقاهرة التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي، والتي يُعتقد أنها ثاني أقدم مقبرة يهودية في العالم.
وتؤكد «جيمينا» أن قرار السيسي بترميم معابد اليهود في مصر خطوة مهمة للتعايش بين الأديان.
وتعمل «جيمينا» على إحياء الحركة اليهودية الثقافية والاجتماعية التي تمثل اليهود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفریقیا، والحفاظ على تراث وتاريخ اليهود الشرقیین، ويطلق اسم «جيمينا» اختصاراً على الیهود الأصلیین بالمنطقة بما فيها الدول العربية وتركيا وإيران.
يظل اليهود المصريون واقعاً رسم أحد ملامح التاريخ المصري الحديث، حيث عاشوا ضمن جموع الشعب وارتبطوا به كجزء لا يتجزأ من منظومة شعبية انصهرت في بوتقة تاريخية عبر عنها كتاب ومؤرخون، ورصدتها كذلك الدراما المصرية في كثير من صورها، وسردها كثيرون ممن عاشوا هذا الواقع في كل ربوع مصر، وتظل «حارة اليهود» في وسط القاهرة شاهداً عليه حتى هذه اللحظة.
وترى أستاذ اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة ومدير مركز الدراسات الشرقية الدكتورة نجلاء رأفت سالم، وفقاً للصحافي خالد مخلوف، أن اليهود مثلوا واقعاً في الحياة المصرية خلال فترة معينة وكان لهم وجود كبير لا يستطيع أحد إغفاله، وأن المعابد اليهودية ارتبطت بتاريخ وبفترة موجودة في مصر ولن نستطيع التنكر لها، مؤكدة أن ترميم المعابد والآثار اليهودية القديمة من خلال رؤية الدولة المصرية شيء مهم، وسيكون له جدوى أكبر في حالة تكاتف جهود المتخصصين لإظهار جزء من التاريخ، أو حلقة من سلسلة كبيرة من التاريخ المصري، وهو شيء جيد شرط أن يكون قائماً على مبدأ علمي صحيح.
وعن توجيه ذلك رسالة إلى الغرب في ظل الواقع الذي تعيشه المنطقة، قالت الدكتورة نجلاء: «إن الاهتمام بالآثار وتضافر الجهود بشأن هذه القضية المهمة سيعطي بالطبع رسالة للآخر فحواها أن منطقتنا ما زالت آمنة ومستقرة رغم كل ما يحيط بها، وأن مصر ما زالت من الدول الجاذبة وبقوة للسياحة، وهذا يمثل أيضا نوعاً من الدعاية الإيجابية في هذا المجال، وأيضا سيؤكد أن مصر تعافت بشكل قوي وقادرة على التأثير بقوة في مجالات متعددة ومن بينها مجال السياحة، وما زالت تحتفظ برونقها التاريخي والحضاري».
وتمثل السياحة جزءاً لا يتجزأ من دخل مصر القومي، التي تمتلك من المقومات السياحية الكثير ومن بينها الآثار التاريخية والدينية التي تمثل المعابد اليهودية جزءاً منها.
وأضافت أستاذ اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة القاهرة: «إن ترميم المعابد من الأفكار الجيدة التي ستكون أكثر فعالية إذا قامت على فكرة (التخصص الدقيق) من واقع الاطلاع على كل ما كتب في المعابد اليهودية الموجودة في مصر ومعرفة أصولها وأنواعها، وكل ما يخص المعابد من خلال دراسة متأنية، وبناء على ذلك سيكون للموضوع قوة دفع أعلى تصب في خانة الاستفادة القصوى من الفكرة».
وتابعت: «الدراسة والتمحيص والتدقيق عامل مهم في موضوع الترميم والتسويق للموضوع، وهو ما سيجعل منها ثروة قومية بالنسبة لمصر وتؤدي في الوقت نفسه إلى دفع عجلة السياحة للأمام».
وحول فعالية الأمر وتسويقه بالشكل اللائق وبما يتلاءم مع المرجو منه، أكدت أنه لا بد من التوثيق بشكل جيد لكل المعابد الموجودة وليس فقط الشهيرة منها، والاطلاع على كل ما يتعلق بالمعابد وكل ما يخص الآثار اليهودية القديمة التي كانت موجودة وتعتبر من ضمن الثروات الأثرية، وكذلك الاهتمام بالدعاية كعنصر مهم لتسويق مثل هذا الأمر الذي يعد مهما للكثيرين في الخارج، سواء على مستوى العاشقين للآثار المصرية القديمة أو اليهود الموجودين في أماكن متعددة في العالم ومن بينها أميركا وأوروبا، مشيرة إلى أهمية ذلك في إنعاش حركة السياحة في مصر والتي بدأت تتعافى خلال الفترة الأخيرة، وظهر ذلك في مدن الوجة القبلي ومنها الأقصر وأسوان، وكذلك في القاهرة.
من جانبه، ذكر أستاذ قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة الدكتور عبد الوهاب علوب، أن المعابد اليهودية جزء من التراث المصري، ولا يزال بعض اليهود المصريين موجودين رغم أن عددهم قليل إلا أنهم واقع موجود، مشيراً إلى أهمية عمليات الترميم للمعابد وللآثار الموجودة بشكل عام إذا كان لها مردود اقتصادي سيعود بالنفع على تنشيط عملية السياحة، وكجزء أيضا من عملية أكبر تهتم بالآثار الموجودة بصرف النظر عن ماهيتها الدينية.
وتابع الدكتور عبد الوهاب: «التعايش بين الأديان من الموضوعات المرحب بها تماماً، وقد كنا نعيش في مجتمع لا يسأل أحد جاره عن دينه، ويعد هذا من المسلمات، وعكسها من المعيبات لدى الجميع، ومصر من أوائل الدول التي عرفت التسامح بين الأديان».
وأشار إلى وجود مادة عن تاريخ الأديان تدرس في قسم اللغة العبرية في كليات الآداب، وهي تقوم بتعريف الطلاب بهذا التاريخ من خلال دراسة أكاديمية وليست دينية، وإلى وجود كثير من الدراسات في كليات الآثار تدرس هذا الموضوع بعمق شديد من خلال كتابات أكاديمية.
من جهة أخرى، أوضح رئيس قطاع الآثار الأسبق في مصر فرج فضة، أن الدولة المصرية ممثلة في وزارة الآثار تقوم بترميم الآثار المصرية المسجلة عبر خطة تم إدراجها في قطاع المشروعات في الوزارة، وتقتصر عملية الترميم على الآثار المسجلة فقط، مؤكداً أن الترميم جزء من استراتيجية وزارة الآثار بصرف النظر عن الدين الذي ينتمي إليه الأثر سواء كان مسجداً إسلاميا، أو كنيسة مسيحية، أو معبداً يهودياً.
وأضاف: «مصر دولة سياحية وتجمع آثاراً كثيرة ومتعددة من عصور ما قبل الأسرات الفرعونية، وترميم الآثار بهدف الحفاظ عليها يعد من استراتيجيات الدولة المصرية خاصة مع ما يمثله هذا من إنعاش لحركة السياحة، وكذلك الاحتفاظ والاهتمام بجزء لا يتجزأ من التراث العالمي الذي تمثله الآثار المصرية».
وكان تاريخ اليهود في مصر ثرياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد كانت القاهرة في أواخر القرن الـ12 أهم مركز يهودي في العالم، وتبقى القليل من اليهود فيها بعد حرب 1967 وتحول كثير من فيلات العائلات اليهودية الثرية على ضفاف النيل إلى متاحف وسفارات، ولا يضم المجتمع اليهودي في القاهرة حالياً سوى عدد محدود جداً لا يتجاوز 10 أشخاص تقريباً يمثلون الطائفة اليهودية التي كانت وفق رؤية المؤرخين المصريين جزءاً من نسيج المجتمع في الأساس شأنهم شأن الأقباط والمسلمين.
ولم يكن اليهود المصريون كتلة واحدة، فقد كانوا ثقافات وتيارات مختلفة ومن أصول عرقية وإثنية متنوعة، حيث انقسم اليهود المصريون إلى طائفتين، الأولى «الربانيون» وهي الطائفة الأكبر التي ينتمي إليها معظم يهود العالم، وهم يؤمنون بالتوراة والتلمود وهو شروح الأحبار في شؤون العقيدة والقانون والتاريخ الديني، أما الثانية فهي طائفة اليهود «القرائين» الذين يؤمنون «العهد القديم»، وكانت هذه الطائفة تعيش في القاهرة ويعملون في مهن مختلفة، ومن بينهم عمال وأصحاب مهن وآخرون في الصرافة والتجارة، وكانوا يرسلون أولادهم إلى المدارس المصرية، وانصهرت الطائفة في النسيج المصري، وتتفرع هذه الطائفة إلى سفارديم أي «شرقيين» عاشوا لفترات طويلة في بلاد شرقية ومنها مصر، و«أشكيناز» قدموا من شرقي أوروبا، واليهود «القراءون» عاشوا في مصر لقرون طويلة ومعهم بعض الربانيين، وهؤلاء هم الذين خرج منهم العمال والحرفيون وأصحاب المحلات والفنانون والأطباء، وهم لا يختلفون فيها عن أي مصري في اللغة أو اللكنة أو الشكل.
وعاش يهود مصر تسامحاً حقيقياً لعدة قرون، وكانوا من أغنى الطوائف اليهودية في العالم وأكثرها استقراراً والتحاما بمجتمعهم، ولم تكن لديهم أزمة اضطهاد مثل يهود أوروبا، ولهذا أضافوا الكثير إلى ثقافة وفنون واقتصاد البلد، فكان قطاوي باشا منغمساً في النشاط السياسي، وتقلد منصب وزير المالية ثم النقل والمواصلات بعد ثورة 1919، وكان عضواً في مجلس النواب حتى وفاته، وكانت زوجته آليس سواري الوصيفة الخاصة للملكة نازلي والدة الملك فاروق، وبرزت أسماء فيلكس وهنري موصيري وعائلات هراري وعدس وسوارس، وسموحة وشيكوريل وغيرها من الأسر اليهودية المصرية العريقة، وبرزت مجموعة من الفنانين المصريين الذين أثروا الحياة الفنية ومنهم راقية إبراهيم، وداود حسني، وليلى مراد، ويعقوب صنوع الشهير بلقب «أبو نضارة» الكاتب والمخرج والموسيقي والصحافي، وتوجو مزراحي، ونجوى سالم، وغيرهم ممن أثروا الحياة الفنية في مصر.
وكانت هناك ثلاثة انفجارات مدوية هزت أوضاع اليهود في مصر، الأول كان مع بدء تقدم القوات الألمانية في صحراء مصر الغربية أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث خشي اليهود المصريون من انتصار الألمان في الحرب ففروا إلى جنوب أفريقيا خوفاً من بطش الألمان بهم، خاصة أن تلك الفترة شهدت تعرض اليهود على يد هتلر للمحرقة النازية أو «الهولوكست» ومعاداة السامية، أما الانفجار الثاني فكان في أعقاب حرب 48، أما الثالث فكان في أعقاب حرب 56 وقرارات التأميم.
وفي رحلة داخل أحد أكثر المناطق ازدحاماً في القاهرة وربما في العالم، للبحث عن حياة جزء من تاريخ مصر الحديث في حارة سميت باسمهم «حارة اليهود» بسبب تواجدهم فيها مع الكثير من باقي المصريين الذين عاشوا سوياً تجمعهم مصالح مشتركة في التجارة والبيع والشراء والمعاملات المختلفة كعامل مشترك لشعب واحد، أجمع عدد ممن عاصروهم على حسن الجيرة معهم والتي ظهرت من خلال معايشتهم كجيران سكنوا سوياً في منازل واحدة، وجمعتهم الأفراح والأحزان، وارتبطوا في كل المناسبات كأسرة واحدة لم تفرق بينهم الديانة، وأشادوا كذلك بخطوة الدولة المصرية في ترميم معابدهم كحق أصيل لهم كونهم جزءاً من النسيج المجتمعي لمصر في مرحلة تاريخية مهمة، وكذلك كرسالة لعملية التعايش بين الأديان، خاصة إذا ارتبطت بحسن الجوار والروابط التاريخية والاجتماعية المشتركة التي ميزت المصريين خلال تاريخهم الممتد بصرف النظر عن الديانة أو اللون والعرق.
وقال مجاهد إبراهيم أحد السكان القدامي في حارة اليهود والذي ارتبط بهم بشكل مكثف خلال حياته في المنطقة مع أسرته: «كان يعيش اليهود بيننا في المنطقة، وكانوا جيراننا، ولنا تعاملات يومية معهم، وتميزوا بالطيبة الشديدة والمعاملة الحسنة مع الجميع بصرف النظر عن ديانتهم، وكانت بيننا جيرة حسنة، وكنا نحتفل معهم بأعيادهم، وكانوا كذلك يشاركوننا الاحتفال بأعيادنا ومناسباتنا الدينية والاجتماعية المختلفة في جو من المحبة، وكانوا يتميزون بالأمانة الشديدة، ولم يكن هناك أي مشاكل بيننا كجيران وأفراد شعب يعيش سوياً».
وعن ترميم وزارة الآثار المصرية لمعابدهم، قال: «نحترم جميع الأديان السماوية، وهذا أحد حقوقهم، والدين لله وحده، وكل شخص له الحق في ذلك من واقع عملية التعايش السلمي بين الأديان».
وأشار إلى تبادل الزيارت بينهم كجيران، وإلى التعامل معهم في مواقف كثيرة تميزت بالمحبة والأخوة، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي نوع من العداوة، وكانت طباعهم حسنة في عملية البيع والشراء، وفي التعامل بشكل عام مما أكسبهم محبة الجميع، وكانوا يمتلكون بقالات ومحلات طعام مختلفة وكان التعايش معهم يسير بشكل مميز.
وعن أهم المهن التي عملوا فيها قال: «كان كثير منهم يمتلكون ويعملون في تجارة الذهب والمجوهرات، وتواجدوا بكثرة من خلال متاجرهم في منطقة (الصاغة) الشهيرة في قلب القاهرة القديمة والموجودة حتى اليوم، وكانوا يمتلكون متاجر لبيع الأغذية والمشروبات، وأتذكر محلات نجيب وثابت في منطقة الموسكي الموجود بها حارة اليهود، وكانوا شقيقين شريكين في بعض أعمال التجارة والإنتاج الغذائي، وتمسك نجيب بمصريته، وذكر لهم أنه مسلم عندما كان البعض يهم بالرحيل، وذلك من شدة تمسكه بالوجود في مصر».
شريف أبو أحمد يمتلك محلاً في حارة اليهود لبيع الإكسسوارات وألعاب الأطفال عاصر اليهود خلال تواجدهم كجزء من نسيج المجتمع، وتواجد في المنطقة منذ عشرات السنين، وأشار لشراكة والده مع تاجر مواد غذائية يهودي يدعي «بيسح»، وكانت المعاملة والشراكة بينهما طيبة، وإلى وجود بعض الانطباعات الخاطئة عنهم ظهرت في المسلسلات والأفلام، ولكن من واقع الشراكة معهم لم يكن والده يذكرهم بأي سوء.
وعن ترميم الدولة في مصر لمعابد اليهود والأهتمام بآثارهم قال شريف: «هذا شيء إيجابي بالطبع، فالعداوة مع بعض اليهود ليست دينية، ونؤمن جميعا بنبي الله موسى عليه السلام، وبكل الأديان، ولا يوجد أي مشكلة بالنسبة لنا في ترميم معابدهم القائمة، وأقطن بجانب المعبد اليهودي الكبير الموجود في شارع عدلي، وولدت في المنطقة لنرى هذا المعبد قائماً، وكان المعبد الرسمي بالنسبة لليهود»؛ لافتاً إلى وجود أكثر من معبد صغير في منطقة الموسكي، وكذلك في منطقة الظاهر بوسط القاهرة.
وعن وجود بعض اليهود في المنطقة، أضاف: «كان هناك سيدتان تعيشان في المنطقة ولكنهما توفيتا منذ فترة»؛ مشيرا إلى وجود حركة تجارة تزايدت مع الوقت خلال وجودهم في المنطقة مع باقي أفراد المجتمع سواء في القاهرة أو الإسكندرية حيث تواجدوا بكثرة فيهما.
خالد مجاهد أحد التجار المصريين الموجودين في حارة اليهود لممارسة عملة في بيع الكثير من الأصناف الخاصة بالمنزل والشباب والأسرة، وكذلك الإكسسوارات، والموجود في نفس المكان منذ نحو 50 عاما، قال: «تواجدت في هذا المكان من عشرات السنين أمارس مع والدي مهنة التجارة وبيع التجزئة والجملة، وكنا نعيش كأسرة وسط اليهود بشكل طبيعي تماما»، واصفا اليهود بـ«الناس المحترمين».
وتابع مجاهد: «كانت بيننا تعاملات متعددة في جميع مجالات البيع والشراء، وكانت جدتي لديها محل لبيع الدجاج، وكانوا يتعاملون معها من خلال عملية شراء للمعابد اليهودية، وكان يتم ذلك بكل ود واحترام حيث كانوا جزءا مهما من نسيج المجتمع، وكان التعايش طبيعيا، وكانت العلاقة جيدة، وعايشت مع أبي وأمي الكثير من ملامح هذا التعايش والذي كان يدل على طيب الجيرة والمعاملة».
وحول ترميم المعابد والآثار اليهودية في مصر قال: «يعد ذلك من الأمور الإيجابية، وهذا حقهم على الدولة المصرية حيث كانوا جزءا من نسيجها، ولا بد من احترام جميع الأديان، فهي جميعاً سماوية، ونحن كمسلمين علينا الإيمان بجميع الأديان حيث يعد ذلك شرطاً من شروط إيماننا، وهذا حق لهم يجب مراعاته، وشيء جيد يحسب للدولة المصرية».
وأشار مجاهد إلى الانطباعات الإيجابية عن اليهود، وعن كل من تعايش معهم من الجيران في المنطقة من كبار السن ومن بينهم والده الذي سرد له كثيراً من المواقف الإيجابية للجيران اليهود، مؤكداً أنه لم يكن هناك فارق بين الجميع في تعايش مميز بين الأديان الثلاثة.