د. عبد الرحمن الجرعي يطالب بتفعيل دور الفقه الحيّ في محاضرة بأدبي أبها، ويبدو عبدالرحمن الثوباني.
د. عبد الرحمن الجرعي يطالب بتفعيل دور الفقه الحيّ في محاضرة بأدبي أبها، ويبدو عبدالرحمن الثوباني.
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
طالب أستاذ الفقه في جامعة الملك خالد الدكتور عبدالرحمن الجرعي بتفعيل دور الفقه الحيّ في التعاطي مع العديد من القضايا التي لم تكن في دائرة الاهتمام الفقهي في وقت سابق. وأضاف، في المحاضرة الفكرية التي قدمها في نادي أبها الأدبي عن «الفقه الحي» وأدارها عبدالرحمن الثوباني، أن طبيعة الحياة كانت السبب في تغييب هذه القضايا.

وأكد الجرعي أنّ الآداب اليوم قضية حاضرة في حياة الناس وجزء من الهوية شعرا أو رواية، وبالتالي فالواجب على الفقيه أن يتعامل معها باهتمام واع لأنّ المساحة المعطاة لها من قبل الفقيه غير مقبولة ولا معقولة، فكلام الشاعر أو الروائي يحاكم من قبل الفقيه بالمسطرة كما يحاكم الخطيب، وهذا خطأ ويحتاج إلى إعادة نظر.


وأضاف أنّ لدينا اليوم قضايا كبيرة كالتراث والترفيه الذي لم يعد مجرد ترف بل أصبح صناعة ومورد رزق ومجالاً مهماً في الحياة، ومثل هذه القضايا حينما يتناولها الفقيه عليه أن يتناولها ببعد آخر ورؤية أخرى غير الرؤية التي لم تكن الحاجة إليها قائمة في وقت سابق، إذ تجب الرؤية لها بمنظار مختلف، ولا يصح الاقتصار فيها على الفتاوى التي قيلت في زمن أو وقت وكان لها بساط وقبول.

وأكد الجرعي أنّ الفقه الحي مصطلح موجود في التراث، لكنه لا يعلم صاحب السبق فيه، وأشار إلى أنّ «ابن القيم» في كتابه «أعلام الموقعين» استخدمه استخداماً واضحاً، وأنه وصف بأنه يدخل القلوب بلا استئذان. وكان الجرعي قد أشار في محاضرته إلى أنّ الفقه الحيّ لا يعني أنّ الفقه ميّت، وإنما يعني أنّ الصفة موجودة وملازمة له، وأنه أوسع من كونه مقاصديا أو يراعي المقاصد فقط، وأن فتح هذا الموضوع لم يكن الهدف منه لوي أعناق النصوص، ولكنّ الحيوية صفة ملازمة له.