صورة الزي وأطواق الورد.
صورة الزي وأطواق الورد.




جانب من إعلانات مهرجان الطيب.
جانب من إعلانات مهرجان الطيب.




عامر الزيداني
عامر الزيداني




أحمد البناوي
أحمد البناوي
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
لم تكن الألوان والإبهار الضوئي التي تتماوج على بيوت قرية «رُجال» في محافظة رجال ألمع وتم تداولها على نطاق واسع، ولا روائح العطور التي تتهادى في ساحات القرية التراثية في مهرجان الطيب الذي تنظمه وزارة الثقافة ضمن موسم السودة كافية على ما يبدو لصمت المتابعين من أبناء المحافظة ولا كسب رضاهم؛ بحجة أنّ ما قدّم في هذا المهرجان من تنميط للمكان وأهله وتقديمه في صورة مختزلة على أنه «لويّة» والتي أطلق عليها طوق الورد أو لباس تقليدي لا يمثل لابسوه سوى نسبة قليلة من أبناء المحافظة التي يسكنها عشرات الآلاف يمثلون عشر قبائل، في مهرجان تنظمه وزارة الثقافة تحت اسم «مهرجان الطيب» ضمن موسم السودة الذي احتوى على فنون شعبية وعروض ضوء وصناعة أطواق الورد لمدة 20 يوماً.

إذ رأى التربوي عامر جابر الزيداني أنّ مشكلته مع ما يشاهده في وسائل التواصل عن مهرجان الطيب تكمن في تقديم المعلومات المغلوطة التي تقدم لجمهور المتابعين من خارج المنطقة، وأكد الزيداني تميّز عروض الضوء التي وصفها بالعمل الجبّار، لكنه يرى أن هناك العديد من الملحوظات، ومنها ضرورة وجود مكتب إعلامي للفعالية يشرف عليه متخصصون إعلامياً، وثقافياً، واجتماعياً، وتاريخياً بحيث يتولى هذا المكتب التنسيق مع وسائل الإعلام المرئية لتزويدهم بالمعلومة الصحيحة وعدم اعتماد الآراء الشخصية في عمل جماعي كهذا وتساءل الزيداني عن مشايخ القبائل الذين تمّ تغييبهم إذ لم يكن لهم أيّ دور كرموز لقبائل رجال ألمع (رجال الطيب) إذا كانوا المقصودين بالتسمية أو على الأقل أعيان القرية، إذ لم أرَ أحداً منهم خلال متابعتي للمهرجان.


فيما اختصر الأديب أحمد ناصر البناوي ملحوظاته في نقاط منها أنّ المهرجان مبهر بألوانه، والجهد المبذول في ترتيبه والأسماء المستقطبة للعمل مع الشركة المنظمة وهو التفاتة طال انتظارها للتسويق لرجال ألمع وإبرازها على خارطة السياحة الصيفية، إضافة إلى توظيف الكثير من أبناء المحافظة في الخدمات اللوجستية والتنظيمية.

وأضاف البناوي أن المخططين والمنظمين وقعوا ضحية صور نمطية خاطئة عن رجال ألمع وخصوصاً في ما يتعلق بزي الرجل الألمعي والمؤسف أنهم - برؤية مخرج وحس مصور - عززوا هذه الصورة الخاطئة دون مراعاة للحقيقة ولكن لمجرد إبهار اللون أو الشكل، والمؤلم هو محاولة صنع أيقونة جديدة للتراث الألمعي بعد تحييد الرمز الحقيقي.

وأكد البناوي أنّ أخذ تسمية المهرجان من مجهول وصفنا برجال الزهور متأثراً بما يشاهده في السودة من بائعي العسل والورد هو انهزامية ثقافية، فكأننا شعب مجهول وهو اكتشفنا وأطلق علينا هذا الاسم الذي فرحنا به. ووظفنا كل شيء لتكريسه وتعزيزه وتمنى البناوي على القائمين على المهرجان لو أنهم أضافوا شيئاً يصور الثقافة والإرث العلمي لأهالي القرية والمحافظة بدلاً من استضافة شعراء شعبيين من خارج المنطقة!

كما لخص أدباء ومثقفون من أبناء رجال ألمع آراءهم على الزيّ (اللباس التقليدي) الذي تم تقديم أبناء المحافظة فيه لجزء من ألمع وليس للكل وهو يخصهم وحدهم ولا يمثل محافظة كبيرة كرجال ألمع، كما أنه ليس حكراً على لابسيه من أبناء المحافظة فقط، بل يشترك معهم فيه العديد من ساكني المناطق التهامية في الجنوب ولم يجدوا آباءهم ولا أجدادهم في هذا.

وانتقدوا البرنامج المقدّم في مهرجان الطيب وأنه اعتمد بشكل كامل على الفنون الشعبية فلا موسيقى ولا حفل غنائياً فاخراً ولا سينما ولا معرض للكتاب ولا شيء يبرز ثقافة المكان الأدبية وعبق الشعر والأدب الذي عرفت به المحافظة وعرف به جلّ أبنائها.

بدورهم المغردون في تويتر من أبناء محافظة رجال ألمع أخذوا يلاحقون ما يقدم من تغطيات إعلامية في الفضائيات العربية ويتم نشرها في تويتر بغرض تصحيح المعلومات التي قالوا إنها مغلوطة ويتم تناقلها من قبل إعلاميين لا يعرفون شيئاً عن المكان ولا أهله وثقافته والتأكيد على أنّ من يقدم تلك المعلومات من الشخصيات التي تتم استضافتهم في تلك البرامج والتغطيات لا يقدمون المعلومة الصحيحة لجهلهم بها.